مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون

منذ 2018-04-06

{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ}   [الصافات 75 - 82]

{وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} :

سبحان من يجيب دعاء المضطرين وينجي عباده الصالحين .

 بعدما مضى من دعوة نوح ما مضى ولبث دهوراً يدعو قومه ولم يجد الثمرة المبهجة , فما آمن معه إلا القليل بعد كل هذه السنوات.

وقد كرم الله عز وجل نوحاً بأن جعل ذريته هي الباقية بعد الطوفان , فكل الناس من نسله ونسل أبنائه.

كما كرمه سبحانه بالثناء الحسن عليه حتى نهاية الدنيا , فها هي رسالة خاتم النبيين وإمامهم صلى الله عليه وسلم تشتمل على تكريم نوح والثناء عليه وتعظيم صنيعه, وهذا من إحسان الله بعباده المؤمنين, كما أن إغراق المكذبين المعاندين لنوح كان من نفس جزاء فعالهم وهذا من إهانة الله وقدرته على المستكبرين.

قال تعالى:
{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ * وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ * وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ}   [الصافات 75 - 82]
قال السعدي في تفسيره:

يخبر تعالى عن عبده ورسوله نوح عليه السلام، أول الرسل، أنه لما دعا قومه إلى اللّه، تلك المدة الطويلة فلم يزدهم دعاؤه، إلا فرارا، أنه نادى ربه فقال: { { رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا } } الآية.

وقال: { {رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ } } فاستجاب اللّه له، ومدح تعالى نفسه فقال: { {فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ} } لدعاء الداعين، وسماع تبتلهم وتضرعهم، أجابه إجابة طابق ما سأل، نجاه وأهله من الكرب العظيم، وأغرق جميع الكافرين، وأبقى نسله وذريته متسلسلين، فجميع الناس من ذرية نوح عليه السلام، وجعل له ثناء حسنا مستمرا إلى وقت الآخرين، وذلك لأنه محسن في عبادة الخالق، محسن إلى الخلق، وهذه سنته تعالى في المحسنين، أن ينشر لهم من الثناء على حسب إحسانهم.

ودل قوله: { {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ} } أن الإيمان أرفع منازل العباد وأنه مشتمل على جميع شرائع الدين وأصوله وفروعه، لأن اللّه مدح به خواص خلقه.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 8
  • 0
  • 43,706
المقال السابق
أذلك خير نزلاً أم شجرة الزقوم
المقال التالي
إذ جاء ربه بقلب سليم

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً