في الاستعداد لشهر رمضان
من المعاني القلبية المهمة التي يجدر بالعبد أن يستحضرها في استقبال مواسم الطاعات في شهر رمضان: أن يعلم يقينا أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
1 - الاستعداد للعبادة قبل دخولها، والتهيؤ لها، والفرح بمجيئها، وبذل الوسع في تحصيل الأسباب المعينة عليها دليل قوي على صدق الإرادة، ومحبة الطاعة، وتعظيم شعائر الله سبحانه، وقد قال تعالى: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ}[التوبة:46]
2- التوبة والاستغفار من أعظم ما يتهيأ به العبد لاستقبال رمضان، فذنوبنا هي سبب البلاء، وموطن الداء، وعلة التثبيط، والمانع من الطاعات، كما أن التوبة سبب للخيرات، وعون على الطاعات، وفتح لأبواب الرحمات.
3- العلم في الإسلام سابق للقول والعمل، وما وجب على المكلف من الفرائض فيلزمه أن يتعلم القدر الذي يصحح به عبادته، ويجدر بكل مسلم أن يراجع أحكام الصيام من كتاب فقهي، ولو على سبيل الاختصار.
4- من المعاني القلبية المهمة التي يجدر بالعبد أن يستحضرها في استقبال مواسم الطاعات في شهر رمضان: أن يعلم يقينا أن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء، وأن الموفق من وفقه الله وهداه، وأن المخذول من وكله لنفسه، وخلاه وهواه وشيطانه، وأنه لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يَرْتَجِزُ بِكَلِمَاتِ ابْنِ رَوَاحَةَ، وَهُوَ يَنْقُلُ مِنَ التُّرَابِ يوم الخندق ويَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَوْلَا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلَا تَصَدَّقْنَا وَلَا صَلَّيْنَا"، و لن يطيع عبد ربه إلا إذا أعانه مولاه وصرف قلبه على طاعته، والمؤمن في كل صلاة يكرر مرارا قوله تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]
5- التوكل على الله في حُصُول مَا يُحِبهُ ويرضاه من الْإِيمَان وَالْيَقِين وَالْجهَاد والدعوة إِلَيْهِ أعظم من التوكل عليه فِي جلب حوائج العَبْد وحظوظه الدُّنْيَوِيَّة أَو دفع مكروهاته ومصائبه الدُّنْيَوِيَّة وقد قال تعالى: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} [هود:123]، فاستحضر دائما التوكل على الله في تحقيق الصيام والقيام والخشوع وقراءة القرآن .
6- الدعاء مفتاح عظيم وباب جليل لحصول الخيرات ومن أجلها العون على طاعة الله وحسن عبادته، وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذا رضي الله عنه أن يقول: « اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ» (رواه أبو داود وصححه الألباني).
7- رمضان موسم لدعوة الخلق إلى الله، فالطاعات فيه أسهل، وأبواب الخيرات والبركات مشرعة، ورحم الله عبدا جعل من همومه إقامة مشاريع دعوية لاستنقاذ الخلق من العصيان وردهم إلى ربهم سبحانه ردا جميلا، والدال على الخير كفاعله، ولأن يهدي الله بالمرء رجلا واحدا خير من الدنيا وما فيها.
8- النية والاحتساب تعظم العمل الصغير، وتبلغ به أجل المراتب، وبها يتفاضل الناس أعظم تفاضل، وقد علق النبي صلى الله عليه وسلم مغفرة الذنوب لمن صام وقام على الإيمان والاحتساب، فقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (رواه البخاري ومسلم)، وقال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» (رواه البخاري ومسلم) . فاحرض على استحضار تلك المعاني من أول ليلة في القيام، وأول يوم في الصيام.
- التصنيف:
- المصدر:
الرسام
منذشمس الشروق
منذ