لِنَحْيا الشريعة...باغتنام الصالحات في مواسم الخيرات :المقال العاشر
وعلى هذا تكون مواسم الخيرات معيارًا لقياس قدر تلك الشريعة ومراتبها في قلوبنا (إيمانًا وإسلامًا وإحسانًا) ..ومضمارًا للسباق في اغتنام المستطاع من شُعَبها عقيدة وعبادة وسلوكا...وهي أيضا ميزان لحقيقة رضانا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً...
فعمل الصالحات جاء مقترنًا بالإيمان في عبارتي : {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} و {من آمن وعمل صالحا} قريبًا من مئة مرة في القرآن .و أعلى الصالحات (لا إله ألا الله) ..وادناها إماطة الأذى عن الطريق ، فهذه الصالحات ليست شيئًا آخر غير العمل بالمستطاع من مجموع شُعب الإيمان وتفريعات الشريعة التي أمر الله باتباعها في قوله تعالى : {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَىٰ شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُون}[الجاثية/18] .
والتعرُض للنفحات في مواسم الخيرات يكون بأمرين : تكثير الحسنات ، ومجانبة السيئات، وهذا هو معنى تحصيل التقوى في قوله تعالى عقب الأمر بالصيام {لعلكم تتقون} ..وهو معنى التزود بالتقوى خلال أعمال الحج في قوله تعالى : { وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَاب} [ البقرة /197] .
وهكذا من تدبر حديث القرآن عن مباني الشريعة كلها وجدها تربط بين ركيزتي التقوى : وهما عمل الصالحات واتقاء السيئات... وبتعبير آخر : تحصيل شُعَب الإيمان..ومجانبة شُعَب النفاق والعصيان.
وعلى هذا تكون مواسم الخيرات معيارًا لقياس قدر تلك الشريعة ومراتبها في قلوبنا (إيمانًا وإسلامًا وإحسانًا) ..ومضمارًا للسباق في اغتنام المستطاع من شُعَبها عقيدة وعبادة وسلوكا...وهي أيضا ميزان لحقيقة رضانا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً...
واستعْرِض - لوشِئت - " خريطة شُعَب الإيمان " - في الحلقة الثالثة من هذه السلسلة - فقد أراد من أعدها ورصدها من العلماء السابقين ، أن نعرض عليها أعمالنا في كل حين ، لنعلم اين نحن من الشريعة.. وأين الشريعة منا ..
(ملحوظة) هذه السلسلة لم تكتمل بعد..ولعلي أكملها وأنشرها في رسالة صغيرة بإذن الله..
بارك الله لنا ولكم في الشهر الفضيل...وأعاننا وإياكم فيه على عمل الصالحات..وضاعف لنا ولكم فيه الحسنات ومحا السيئات.. وكل عام وانتم ومن تحبون إلى الله أقرب..و على الطريق الأصوب..
- التصنيف: