إنما الأعمال بالخواتيم
الرسول وضح له المعنى فيما يبدو لي(أن النفس التي ستموت علي الأيمان بالله(في علم الله وحده) سَيُلهِمَها الله التقوى والطاعة في حياتها ولو بعد حين من ظواهرللفرد بالمعصية و الكفر- والنفس التي كتب الله مصيرها الكفرثم النار وهو بعلم الله فقط حتي ولو كان ظاهرها الأيمان حالياً فستجد أن خاتمتها تؤول إلي التكذيب ثم مآله النار ) ........
«حدثنا رسول الله صلي الله عليه وسلم " « إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ الْمَلَكَ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٍّ أَمْ سَعِيدٍ فَوَالَّذِي لا إِلَهَ غَيْرُهُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَا يَكُونَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الْكِتَابُ فَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَيَدْخُلُ الْجَنَّة» "
(إلا ذراع) أي لم يبق من أجله إلا قليل
« «جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مُزَيْنَةَ أَوْ جُهَيْنَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّه أَرَأَيْتَ مَا يَعْمَلُ النَّاسُ فِيهِ وَيَكْدَحُونَ أَلَيْسَ قَدْ قُضِيَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَدَرٍ قَدْ مَضَى أَوْ فِيمَا يُسْتَقْبَلُونَ مِمَّا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ عَلَيْهِ السَّلامُ وَاتُّخِذَتْ عَلَيْهِمْ بِهِ الْحُجَّةُ قَالَ بَلْ شَيْءٌ قُضِيَ عَلَيْهِمْ قَالَ فَفِيمَ نَعْمَلُ أَوْ فِيمَا نَعْمَلُ قَالَ مَنْ خَلَقَهُ اللَّهُ تَعَالَى لإِحْدَى الْمَنْزِلَتَيْنِ أَلْهَمَهُ لَهَا وَتَصْدِيقُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى( {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} )»
هذا الرجل يقول للرسول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مادام يا رسول الله أن الله قد كتب الأقدار علي عباده من قبل الخليقة بــ 50 ألف سنة فلّما العمل ( يعنى لو الواحد كتب الله عليه الكفر فلِمّا يبحث عن عمل الصالحات التي تدل علي أنه مسلم والعكس )
الرسول وضح له المعنى فيما يبدو لي(أن النفس التي ستموت علي الأيمان بالله(في علم الله وحده) سَيُلهِمَها الله التقوى والطاعة في حياتها ولو بعد حين من ظواهرللفرد بالمعصية و الكفر- والنفس التي كتب الله مصيرها الكفرثم النار وهو بعلم الله فقط حتي ولو كان ظاهرها الأيمان حالياً فستجد أن خاتمتها تؤول إلي التكذيب ثم مآله النار ) ........
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:( «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنَازَةٍ، فَأَخَذَ شَيْئًا فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِ الأَرْضَ، فَقَالَ ما منكم من أحد إلا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّة قَالُوا: «يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا، وَنَدَعُ العَمَلَ؟»قال: اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ، أَمَّا مَنْ ، كان من أهل السَّعَادَةِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ السَّعَادَةِ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاءِ فَيُيَسَّرُ لِعَمَلِ أَهْلِ الشَّقَاوة ثم قرأ ﴿فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فسنيسره لليسىرى» [مسلم ]
إنما الأعمال بالخواتيم :
يقول بن رجب رحمه الله : باطن الأمر يكون بخلاف ظاهره ، وأن خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس ؛ إما من جهة عمل سيء ونحو ذلك ، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت .وقد يعمل الرجل عمل أهل النار ، وفي باطنه خصلة خفيه من خصال الخير ، فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره ، فتوجب له حسن الخاتمة )إنتهى
ولذلك يظل المؤمن علي وَجل وخوف طوال حياته من خاتمته فلو أن المؤمن صلي وصام وزكى وحج .. وعمل من الصالحات لظن في نفسه أنه من أهل الجنة لا محالة ولكن الله يريد منه أن يعلم أنه ليس بعمله فقط سيدخل الجنة ولكن برحمة الله ومن رحمة الله له أن يلهمه الله التقوى والطاعة طوال حياته حتي الممات وأن لايفتنه ) والمثال علي ذلك:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال « شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعي الإسلام ثم هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل من أشد القتال وكثرت به الجراح فأثبتته فجاء رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أرأيت الذي تحدثت أنه من أهل النار قد قاتل في سبيل الله من أشد القتال فكثرت به الجراح فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أما إنه من أهل النار فكاد بعض المسلمين يرتاب فبينما هو على ذلك إذ وجد الرجل ألم الجراح فأهوى بيده إلى كنانته فانتزع منها سهما فانتحر بها فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله صدق الله حديثك قد انتحر فلان فقتل نفسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا بلال قم فأذن لا يدخل الجنة إلا مؤمن وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر»
أ- جمال جبر
- التصنيف: