مع القرآن (من لقمان إلى الأحقاف ) - أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله

منذ 2018-08-07

{ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} . [الشورى 21]

{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} :

الدين و العقيدة والتوجهات لا تكون إلا بما شرعه الله و أنزله على رسوله , فالوحيين الكتاب و السنة هما الفيصل و الحكم كما أنهما السبيل الوحيد لعقائد وتوجهات المسلم فترة اختباره على الأرض حتى يلقى الله مؤمنا بشريعته مهتدياً بتعاليمها مقتدياً بتعليماتها .

أما من اتخذ له منهجاً وعقيدة وتوجهاً ينافي الشريعة ويعاديها فقد اتخذ من دون الله شركاء سواء كانوا من الإنس أصحاب المناهج الأرضية المنافية للشريعة الداعين لمناهجهم  يواجهون بها الشرع ويصدون عنه , أو من الأوثان المادية و المعنوية والتي يترأسها وثن الهوى وحب الذات واتباع الشهوات ويليه وثن التعصب لاتجاهات  معينة أو عقائد مختلفة , ومعها خذ في الطريق تلك الأوثان التي كانت ولا تزال تعبد من دون الله في دول و قارات بأكملها كبوذا و من على شاكلته.

كل هؤلاء سيفصل الله بينهم يوم القيامة وكل أهل الشرك إن لاقوا ربهم على شركهم فهم في جهنم .
{ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} . [الشورى 21]

قال السعدي في تفسيره:

يخبر تعالى أن المشركين اتخذوا شركاء يوالونهم ويشتركون هم وإياهم في الكفر وأعماله، من شياطين الإنس، الدعاة إلى الكفر { {شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} } من الشرك والبدع، وتحريم ما أحل الله، وتحليل ما حرم الله ونحو ذلك مما اقتضته أهواؤهم.

مع أن الدين لا يكون إلا ما شرعه الله تعالى، ليدين به العباد ويتقربوا به إليه، فالأصل الحجر على كل أحد أن يشرع شيئا ما جاء عن الله وعن رسوله، فكيف بهؤلاء الفسقة المشتركين هم وأباؤهم على الكفر.

{ {وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} } أي: لولا الأجل المسمى الذي ضربه الله فاصلا بين الطوائف المختلفة، وأنه سيؤخرهم إليه، لقضي بينهم في الوقت الحاضر بسعادة المحق وإهلاك المبطل، لأن المقتضي للإهلاك موجود، ولكن أمامهم العذاب الأليم في الآخرة، هؤلاء وكل ظالم.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 5
  • 3
  • 17,843
المقال السابق
الله لطيف بعباده
المقال التالي
ترى الظالمين مُشْفِقِينَ مما كسبوا

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً