الخيانة
آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان
الخيانة:
ذهب عدد من العلماء إلى أن الخيانة من الكبائر، كالذهبي وابن حجر الهيتمي . قال الذهبي: (قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الأنفال: 27]، قال الواحدي: نزلت هذه الآية في أبي لبابة، حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة لما حاصرهم، وكان أهله وولده فيهم، فقالوا: يا أبا لبابة، ما ترى لنا إن نزلنا على حكم سعد فينا؟ فأشار أبو لبابة إلى حلقه - أي أنه الذبح فلا تفعلوا - فكانت تلك منه خيانة لله ورسوله، قال أبو لبابة: فما زالت قدماي من مكاني حتى عرفت أني خنت الله ورسوله. وقوله: {وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} . عطف على النهي، أي: ولا تخونوا أماناتكم، قال ابن عباس: الأمانات الأعمال التي ائتمن الله عليها العباد .
يعني الفرائض يقول: لا تنقضوها، قال الكلبي: أما خيانة الله ورسوله فمعصيتهما. وأما خيانة الأمانة: فكلُّ واحد مؤتمن على ما افترضه الله عليه إن شاء خانها، وإن شاء أدَّاها لا يطلع عليه أحد إلا الله تعالى، وقوله: {وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} . أنها أمانة من غير شبهة، وقال تعالى: {وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ} [يوسف: 52]، أي: لا يرشد كيد من خان أمانته، يعني أنَّه يفتضح في العاقبة بحرمان الهداية، وقال عليه الصلاة والسلام: (( «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان» )) [متفق عليه] .
ثم سرد الذهبي الأحاديث التي تحث على الأمانة، وتنهى عن الخيانة.
- التصنيف:
- المصدر: