عطاء
اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله»
الفطر السليمة تأبى أن تريق ماء وجهها أو أن تذل لغير بارئها سبحانه فتجد صاحب الفطرة السليمة و النفس الأبية دائما صاحب اليد العليا التي تعطي فإن لم يقدر فهو يأبى أن تكون يده سفلى تطلب من الناس .
و اليد العليا الخيرة لابد أن تراعي أولويات العطاء .. فلا يقبل و لا يصح أن نعطي للغريب و الأهل في أشد الحاجة و الفاقة لذا أمرنا سيدنا و معلمنا أن نبدأ بمن نعول فنكفيهم مؤنة النظر لما في أيدي الناس .
و صدقة الغني القدر تدل على شكره للنعم وعدم البطر و الكبر و الزهو بما في يديه و اعترافه بالافتقار إلى الله .
و تعفف الفقير يدل على توكله على مولاه وهذه الصفة تقرب المتعفف من الله و من قلوب خلقه .
عن حكيم بن حزام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله»
[رواه البخاري (1427) ومسلم (1034)] . واللفظ للبخاري.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : «يا رسول الله أي الصدقة أفضل ؟ قال : " جهد المقل» " بضم الجيم وفتحها . [رواه أبو داود ]
قال الطيبي : الجهد بالضم الوسع والطاقة وبالفتح المشقة ، وقيل : هما لغتان ، أي أفضل الصدقة ما يحتمله حال القليل المال ، والجمع بينه وبين ما تقدم أن الفضيلة تتفاوت بحسب الأشخاص وقوة التوكل وضعف اليقين اهـ
أبو الهيثم
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: