عنصرية العلمانية

منذ 2019-01-13

ففي الوقت الذي تجرّم فيه سب اليهودية وتسن قوانين "معاداة السامية"، فإنها تسمح بسب الإسلام ولا تمنع الرسوم الكاريكاتورية المسيئة له، بدعوى حرية التعبير.

مع أن العلمانية قد خلّصت شعوب أوربا من اضطهاد الكنيسة واستعبادها لشعوبها، إلا أن تلك العلمانية التي تصف هتلر بأنه مجرم حرب، هي نفسها التي تمجد نابليون وتصفه بالفاتح العظيم، مع أن الاثنين مجرمان أرادا احتلال العالم وقتلا الملايين!

تزعم العلمانية أنها تمنح الحرية المطلقة للجميع، شريطة عدم مخالفة القانون الذي يرتضيه المجتمع.

 لكن هذه الحرية في حقيقتها عنصرية وانتقائية!

 ففي الوقت الذي تجرّم فيه سب اليهودية وتسن قوانين "معاداة السامية"، فإنها تسمح بسب الإسلام ولا تمنع الرسوم الكاريكاتورية المسيئة له، بدعوى حرية التعبير.

وفي الوقت الذي تصرح فيه بالعلاقات التي لا حصر لها خارج إطار الزواج، بحجة رضاء الطرفين، فإنها تحرم تعدد الزوجات حتى لو كان برضاهما!

ومع إلصاقها تهمة الرق بالإسلام، وادعائها زورا بأن الإسلام يشرع العبودية، فإننا نرى رواج تجارة الرقيق الأبيض بدعوى دعم الاقتصاد، ورأينا كيف كانت أوربا تصطاد الأفارقة مكبلين ليعملوا في مزارعها!

ومع أن العلمانية تسمح وتدعو إلى العري، بدعوى الحرية الشخصية، فإنها تحارب الحجاب وتمنع المحجبات من دخول أماكن معينة وشغل وظائف معينة، مع أنه من المفترض أن يكون حرية شخصية أيضا من وجهة نظر العلمانية ذاتها!

فهذه العلمانية المزيفة التي تدعو إلى حقوق الإنسان، عنصرية وانتقائية في تطبيقها، فهي حقوق الإنسان الأبيض فقط!

هاني مراد

  • 9
  • 1
  • 4,978

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً