مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - والسابقون السابقون
وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (14) عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15) مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ(16)
{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} :
أهل السبق إلى الخيرات في الدنيا هم السابقون يوم القيامة , واسألوا إن شئتم تكبيرة الإحرام في المساجد, واسألوا حدود الله وشرائعه تعلمكم من يبادر بتعلمها والعمل بها ودعوة الناس إليها.
المسارعون إلى أوامر الله تعظيما وتطبيقاً
والمسارعون إلى اجتناب نواهي الله أو انتهاك محارمه.
أولئك المقربون السابقون للخلق إلى رضوان الله وكرامته يوم القيامة , يتنعمون في أعالي جنات النعيم , لهم فيها من الدرجات وما أعد لهم الرحمن ما ليس لغيرهم .
كثير من صدر الأمة سبقوا والقليل من آخرها لحقوا فليبادر كل منا وليسابق ليكون منهم.
متكئون في أعالي الجنان على سرر مضفورة بضفائر الذهب واللؤلؤ , وجوههم متقابلة يتمتعون بالمتكأ ويتمتعون بالصحبة الصالحة مما يضفي عليهم سروراً فوق سرورهم.
قال تعالى :
{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (10)أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (11) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (12) ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (14) عَلَىٰ سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ (15) مُّتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ(16) } [ الواقعة]
قال السعدي في تفسيره:
أي: السابقون في الدنيا إلى الخيرات، هم السابقون في الآخرة لدخول الجنات,
أولئك الذين هذا وصفهم، المقربون عند الله، في جنات النعيم، في أعلى عليين، في المنازل العاليات، التي لا منزلة فوقها.
وهؤلاء المذكورون { {ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ} } أي: جماعة كثيرون من المتقدمين من هذه الأمة وغيرهم.
{وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ (14)}
وهذا يدل على فضل صدر هذه الأمة في الجملة على متأخريها، لكون المقربين من الأولين أكثر من المتأخرين.
والمقربون هم خواص الخلق.
{ عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ } أي: مرمولة بالذهب والفضة، واللؤلؤ، والجوهر، وغير ذلك من [الحلي] الزينة، التي لا يعلمها إلا الله تعالى.
{ {مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا} } أي: على تلك السرر، جلوس تمكن وطمأنينة وراحة واستقرار. { {مُتَقَابِلِينَ} } وجه كل منهم إلى وجه صاحبه، من صفاء قلوبهم، وحسن أدبهم، وتقابل قلوبهم.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: