خريطة النخب إلى معارض الكتب ..!
الطالب المبتدئ يُنصح بتأسيس (خزانة شرعية)، تحوي أمهات الكتب، ويعرض عن المطولات والمستصعبات، ثم لا بأس أن يقتني في علوم أخرى من مرجع ومرجعين.
من مغانم الحياة، ومعالي مجدها، ورؤوس أفنانها، الظفر بالكتب وجمعها، ومطالعتها بكل جد والتهاب، ونشوة وانطلاق، لأنها تجسيد للنداء القرآني الأولي الفريد(( { اقرأ } ))، وانتقال بالعقل، وتزكية للروح، ومغادرة الجهالة ، لعوالم النضرة والسعادة...وقد قال جار الله الزمخشري ( مجد التاجر في كيسه، ومجد العالم في كراريسه ).
وجرّبتُ الحياةَ فلم ألاقِ// سوى الأسفار كالخِلِّ الصدوقِ
تفئ بروضها في كل وقتٍ// وتَطعمُ منها من طيب الرحيقِ
فيا للهِ من شهدٍ ونعمى// وَيَا لله من معنى دقيقِ !!
وَمِمَّا يؤكد ذلك ويثريه :
١/ سعَة المعارض الدولية وتنوعها وتوفر ما يغدو لأجله القارئ النهم.
٢/ حضور الكتاب العربي والأجنبي والموسوعي والقديم والمترجم .
٣/ وجود التخفيض المالي أحيانا، إذا توفرت الإدارة الصارمة على الناشرين.
٤/ مصاحبة أنشطة ثقافية بجانب المعرض، تؤسس وتبني وتنمي، يستظل بها المثقف للراحة، ويراوح بينها والشراء..! وقال الخطيب البغدادي رحمه الله في ( تقييد العلم ): وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: ( {وكان تحته كنز لهما} ) : ما كان ذلك ذهبا ولا فضة ، كان صحفا وعلما ، علق الحسن بن صالح على ذلك وقال: (و أيّ كنز أفضل من العلم)؟! .
وعليه لا بد من رسم خارطة للاستدلال والاستعلام والاقتناء، وأن لا تكون الزيارة عشوائية غير منظمة ولا مرتبة، والوصايا كالتالي :
(١) سؤال الله تعالى العون والتسديد، وتسهيل الأمور، واستحضار النية الصالحة في ذلك، ( {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } ) سورة البقرة .
(٢) حملُ القائمة المحددة بالشراء، والبدء بها سؤالا واهتماما واستشارة .
(٣) التعرف على رسالة المعرض الأساسية وتوجيهاته، وفهرسته وكيفية الاستفادة من خدماته الكترونيا وورقيا .
(٤) تجنب الشراء في الأيام الأولى، إلا النوادر، واستكشف من خلال الشاشة البحثية إذا تيسرت .
(٥) اشترِ الطبعات الحديثة، لا سيما للكتب المتداولة والمعروفة في الأوساط العلمية .
(٦) لا تقتنِ كتابا ما لم تتعرف على مقدمته وفهارسه، ولا تُخدع بلصق أسماء المشاهير على الغلاف، فثمة ابتزاز تجاري باسم المشايخ والمشاهير، مع تلوين للأغلفة وجاذبية .
(٧) يُستحسن (تطوافةٌ سريعة) قبل الشراء، وتسجيل العناوين الجميلة والبراقة، من كتب ومكتبات، لتعاودها متى شئت .
(٨) ركز شراءك على تخصصك، ونوع في بقية الفنون، وكما قيل ( خذ شيئا عن كل شيء، وكل شيء عن شيء ).
(٩) حاذر عبارات ( الأكثر مبيعا ) ( الكتب المخفضة ) ( منقحة ومزيدة ) فهي دعائية، إذ الأول متاجرة رخيصة، والثاني خمسة ريال كثيرة فيه، والثالث، قد يكون نفس الطبعة السابقة بفرق الغلاف، والفحص الدقيق سيد الموقف....!!
(١٠) كل كتاب (غير محقق)، أو غير مخدوم فلا تشتره، واعتن بالمحققات ومن أهلها المتقنين، إلا في أحوال نادرة...! إذ المحقق (وضاءة الكتاب) ...
(١١) ليس كل ما يروق شكله وحسنه يُقرأ، فاقرأ (قراءة معرضية سريعة)، توقفك على المقدمة وتجول في صفحاته، وفهارسه ونتائج بحثه في دقائق معدودات،،،! توفر مالا ووقتا وتستفيد ولو حكمةً يسيرة، وكما قال الإمام أحمد رحمه الله: ( سمعتُ أن قل رجل نظر في كتاب إلا استفاد منه شيئا ).
(١٢) الطالب المبتدئ يُنصح بتأسيس (خزانة شرعية)، تحوي أمهات الكتب، ويعرض عن المطولات والمستصعبات، ثم لا بأس أن يقتني في علوم أخرى من مرجع ومرجعين.
(١٣) السير الانفرادي هو حصالة المعرض، فلا يحسن السير صحبةً لئلا يشغلك أو تشغله، غير بعض الأبناء المراد تعليمهم أحيانا،،!
(١٤) لا تبالغ في شراء الموسوعات والمعاجم المطولة ، فقد لا تفتحها، ولأنها تستهلك المال والمكان، وبالإمكان تحصيلها عبر النت..!
(١٥) فرق بين دور الكتاب الإسلامي، ودور كتب الروايات والسقط والعبث المعرفي، ولا تسلهم عن الكتب الشرعية...!
(١٦) الكتب ذوات الأجزاء الكثيرة، تأكد من اكتمالها، لئلا تنقص، ككتب الشروح والتفاسير والفقه والأدب .
(١٧) فقراء الطلاب، إذا قل مالهم، استطاعوا استعمال القراءة المعرضية الاستكشافية، وتسجيل ما يراد حمله من فوائد، وضبط (أسماء الكتب) من العلوم النادرة، ويهمله جل طلاب العلم .
(١٨) كتب لا تُشترى ككتب المبتدعة والعلمانيين والردود العقيمة، وترف الذات المعرفي ، إلا بقدر الحاجة .
(١٩) الميل للتوسع الشرائي، خلافا لمن كره ذاك، لأنها (بهجة النفوس)، وصون للمال، وحفظ للعلم، وإعارة للإخوان، وفيها محاسن جمة .
(٢٠) المعارض الدولية واسعة، فمن الفقه الرياضي والسلوكي، تنظيم الوقت والتحرك باعتدال، وارتداء حذاء مناسب، وتجنب أوقات الزحام...والله الموفق .
ومضة / الكتب جنة من نفائس الدنيا، لا يستطيبها إلا الجادون
- التصنيف: