مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة

منذ 2019-04-13

{عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (7)} [ الممتحنة]

{عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً} :

عسى الله أن يكرم الكافر فيتوب ويسلم وجهه لله رب العالمين, فيعود الولاء وتنتهي البغضاء وينقطع العداء , فلو تاب الكافر ودخل الإسلام صار من آحاد الأمة , له ما لهم وعليه ما عليهم, وله من الولاء العام ما لجميع المسلمين في رقاب بعض , فلا يجوز بحال أن يبغض مسلم مسلما أو يعاديه عداء الكفار.

وفي هذا بشارة من الله وتذكير بأن القلوب بيده سبحانه وعسى أن يفتح قلوب بعض الكفار ويشرح صدورهم للإسلام فتتحول العداوة والبغضاء إلى محبة ونصرة.

قال تعالى:

{عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (7)} [ الممتحنة]

قال السعدي في تفسيره:

ثم أخبر تعالى أن هذه العداوة التي أمر بها المؤمنين للمشركين، ووصفهم بالقيام بها أنهم ما داموا على شركهم وكفرهم، وأنهم إن انتقلوا إلى الإيمان، فإن الحكم يدور مع علته، فإن المودة الإيمانية ترجع، فلا تيأسوا أيها المؤمنون، من رجوعهم إلى الإيمان، فـ { {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً} }سببها رجوعهم إلى الإيمان، { {وَاللَّهُ قَدِيرٌ} } على كل شيء، ومن ذلك هداية القلوب وتقليبها من حال إلى حال، { {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } } لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، ولا يكبر عليه عيب أن يستره، { {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } } وفي هذه الآية إشارة وبشارة إلى إسلام بعض المشركين، الذين كانوا إذ ذاك أعداء للمؤمنين، وقد وقع ذلك، ولله الحمد والمنة.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

  • 0
  • -1
  • 19,830
المقال السابق
ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واعغر لنا ربنا
المقال التالي
لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً