مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - فذاقت وبال أمرها

منذ 2019-06-07

{فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10)} [الطلاق]

{فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا} :

أهلك سبحانه القرى المكذبة والأمم العاتية الطاغية , وجعل نهايتها البوار والخسران المبين بعدما مد لهم في المهلة فاغتروا وأسرفوا واستكبروا, وما ينتظرهم من عذاب أليم في الآخرة أشد وأكبر.

فليتق الله كل صاحب عقل يفهم أو قلب يبصر فإن من وقع فيما وقع فيه الأولون من كفر وتكذيب ستكون له نفس النهاية مهما طالت مهلته ومهما طال عليه حلم الله فإنه يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.

 قال تعالى:

{فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْرًا (9) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا ۚ قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10)} [الطلاق]  

قال السعدي في تفسيره:

يخبر تعالى عن إهلاكه الأمم العاتية، والقرون المكذبة للرسل أن كثرتهم وقوتهم، لم تنفعهم شيئًا، حين جاءهم الحساب الشديد، والعذاب الأليم، وأن الله أذاقهم من العذاب ما هو موجب أعمالهم السيئة.

ومع عذاب الدنيا، فإن الله أعد لهم في الآخرة عذابا شديدًا، { {فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} } أي: يا ذوي العقول، التي تفهم عن الله آياته وعبره، وأن الذي أهلك القرون الماضية، بتكذيبهم، أن من بعدهم مثلهم، لا فرق بين الطائفتين.

#أبو_الهيثم

#مع_القرآن

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 3
  • 1
  • 3,301
المقال السابق
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا
المقال التالي
رسولاً يتلو عليهم آيات الله مبينات

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً