عن الوثن أتحدث!
لكن تصدمك آيات في القرآن تتعجب لها بشدة ما لم تكن تصوراتك أقل سذاجة عن طبيعة الوثن . ﴿ {وَما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللَّهِ إِلّا وَهُم مُشرِكونَ} ﴾ [يوسف: ١٠٦]
عندما تحدث القرآن الكريم عن عبادة الأوثان فإنه لم يتحدث عن عبادة كيان حجري جامد، لا وقت نزول القرآن ولا بعد ذلك، ومن السذاجة الشديدة توهم هذا، فالوثن يمكن أن يكون شخصا، و يمكن أن يكون فكرة، ويمكن أن يكون رمزا يُتَقَرَب به إلى الله زلفى ، ويمكن أن يكون تعصبا لوطن، أو لقومية أو لفريق كرة أو لشيخ أو لعالم أو أو أو ... أو أي كيان يجعلك تشركه مع الله في تحديد أفعالك وأقوالك أو اعتقادك بحيث تفعل أو تقول أو تعتقد ما يغضب الله وأنت راض قرير البال تحسب أنك على خير. .
المشكلة أننا أخذنا ديننا بسبيل عشوائية نتخطفه، قطعة من خطيب جمعة، وقطعة من قريب أو غريب، وقطعة من برنامج تلفزيوني، وقطعة من فيلم عربي، وقطعة من كتاب يوهمك أن ما فيه هو الإسلام وأن الإسلام هو ما فيه، فخرجنا بتصورات ساذجة غير منظمة ولا علمية، ومن ضمن هذه التصورات الساذجة هي تصور طبيعة الوثن، فوجدنا نفسنا نتخيل تلقائيا أننا على التوحيد ما لم نسجد لتمثال من العجوة ثم نأكله عندما نجوع! .
لكن تصدمك آيات في القرآن تتعجب لها بشدة ما لم تكن تصوراتك أقل سذاجة عن طبيعة الوثن . ﴿ {وَما يُؤمِنُ أَكثَرُهُم بِاللَّهِ إِلّا وَهُم مُشرِكونَ} ﴾ [يوسف: ١٠٦] ﴿ {وَيَومَ نَحشُرُهُم جَميعًا ثُمَّ نَقولُ لِلَّذينَ أَشرَكوا أَينَ شُرَكاؤُكُمُ الَّذينَ كُنتُم تَزعُمونَثُمَّ لَم تَكُن فِتنَتُهُم إِلّا أَن قالوا وَاللَّهِ رَبِّنا ما كُنّا مُشرِكينَانظُر كَيفَ كَذَبوا عَلى أَنفُسِهِم وَضَلَّ عَنهُم ما كانوا يَفتَرونَ} ﴾ [الأنعام: ٢٢-٢٤] . ﴿ {وَيَومَ يُناديهِم فَيَقولُ أَينَ شُرَكائِيَ الَّذينَ كُنتُم تَزعُمونَوَنَزَعنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهيدًا فَقُلنا هاتوا بُرهانَكُم فَعَلِموا أَنَّ الحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنهُم ما كانوا يَفتَرونَ} ﴾ [القصص: ٧٤-٧٥] . والسؤال، أين نذهب بهذه الآيات وبغيرها مع مفهوم وثن العجوة الذي نسد به جوعنا؟!
- التصنيف: