غداً يوم الجمعة 29 يوليو إن شاء الله هو يومكم
هذا يومكم الذي ساقه الله إليكم بعد أن وقع الفساد في المُجْمَعِ عليه من آداب الناس؛ والتوى عليهم ما كان مستقيما ؛ وأصبحت الفنادقُ هي مراكز الفتوى ودرا البيان!!!
من جبهة علماء الأزهر إلى أحفاد الفاتحين الكرام من الصحابة
والتابعين وأتباع التابعين بجمهورية مصر العربية
غداً يوم الجمعة إن شاء الله هو يومكم .
- هو يومكم من أجل دينكم ودين الأمة ،فاستفتحوه بكل خير، وأجمعوا فيه
وله عليه أمركم ولا تتأخَّروا.
هو يومكم لسلامة نسبكم ، وصحة دينكم ، وسلامة رسالتكم في العالمين ،
ومن ثمَّ سلامة وسلام الأمة وسلام العالم كله معكم .
- هذا يومكم الذي ساقه الله إليكم بعد أن وقع الفساد في المُجْمَعِ
عليه من آداب الناس؛ والتوى عليهم ما كان مستقيما ؛ وأصبحت الفنادقُ
هي مراكز الفتوى ودرا البيان!!!
- هذا يومكم قد جعله الله لكم واختاركم له ليكون إن شاء الله بكم يوم
الفصل على أرض الكنانة.
- يوم الفصل على أرضكم الذي به يَمِيزُ اللهُ جل جلاله الخبيث من
الطيب، والمفسد من المصلح، ومن يعلم ممن لا يعلم ،ومن يبكي ممن
يتباكى.
- هذا يومكم الذي فيه إن شاء الله تتحدَّد المعالم ، ويبرز للأعمى
والبصير الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، وتُثَبَّت الحدود،
وتسترد به مصر معالم وجهها المشرق بالإسلام.
- هذا يومكم الذي اختاره الله رب العالمين لكم ليجعلكم به وفيه قدرا
مقدورا فلا تتأخَّروا.
- هذا يومكم الذي تدخلون به على رمضان غن شاء الله ومعكم الأمة كلها
لأول مرة آمنين منذ عهد بعيد وأنتم مطمئنون.
- هذا يومكم الذي به تبدأون به الدخول على رمضان لأول مرة بعد أن كان
هو الذي يبدأكم كل مرة، فأسعدوه بوقفتكم اليوم يسعد بكم إ نشاء الله
رمضان كل يوم ويسعد بكم معه شوال والأشهر الحرم وكل ما بقي للدنيا من
أيام وأوطان ، فأعينوه بقوة يصم معكم عن ما كان يقع فيه على رغم منكم
صياما فريدا.
- هذا يومكم فأَرُوا اللهَ فيه من أنفسكم خيرا، وكونوا فيه خيرَ
دليلٍ ناطق لأشرف غاية وأشرف رسول صلى الله عليه وسلم .
وإلى أصحاب الفضيلة البقية الباقية من العلماء العاملين والأئمة
الهداة المهديين.
لقد ميَّز الله لكم المعالم، وأنار لكم الدروب إلى القلوب، وحفظ لكم
الصفَّ عن الالتواء الذي التوى بغيركم ولغيركم حتى التووا هم فيه،
فعافاكم الله مما ابتلى به غيركم وأصلح لكم الأمر بصلاح القلوب ووفاء
الأئمة قبلكم لما عاهدوا الله عليه ، وأنتم والحمد لله تحت اللواء
لازلتم أنتم أنتم ، أنتم ورثة الأنبياء بعلمكم وجهادكم، وصدقكم
وإخلاصكم وقد أمنتم والحمد لله غدر الغادرين من علماء الفنادق وشيوخ
المناصب.
فتقدموا باسم خير الخلق مُوِرِّثكم صلى الله عليه وسلم، تقدموا
الصفوف على رضوان من الله؛ ورجاء في الله أن يرفع الله بوقفتكم هذه
البلاء، وينزل بها على أمتنا العافية، ويُلبسها معكم رداء الأمن
ويرزقنا دار السلام ،ويُحِلُّ علينا وعليهم معالم الرضوان.
- تقدموا يا أصحاب الفضيلة الصفوف من اليوم ؛ فقد صار ميزان الحكم في
الناس قائما على القبيح المنكر.
- تقدموا فالحاكمون لم يعد يُعْجِبُهم إلا ما يُفْسِدُهم، وصار ما
يُفْسِدُهم بموقع القانون فيهم، وحلَّ فيهم محل العادة، وأنتم لا زلتم
أولوا الأمر المُنزَّهين عن المعايب والمخازي والأوزار .
- تقدموا من أجل سلامة الإنسان الذي تصدَّع في كل مظاهره وفي كل
مكان. - تقدموا بدعوة السلام، وتحية السلام، وعمامة السلامة.
- تقدموا بعمامة الحق التي استعلت بحمد الله على المناصب، وخاصمت في
الله معالم الهوان، هذا الهوان الذي نما عليه الذي خلعها خنوعا
لقُبَّعةٍ أثيمة لقاء دُرَيْهِماتٍ مُذِلَّةٍ ذليلة ،استبدل بها الذي
هو أدنى بالذي هو خير ، لأنه والحمد لله لم يكن يوما من أهلها ،فهان
على نفسه ،وهان على منصبه،وهان على أمته، فخسر الدنيا والآخرة من حيث
إن خُبثَ الملبوس مؤذنٌ بخبث النفوس.
- تقدَّموا ياعلماء الأمة الصفوف وروح القدس تؤيدكم.
- تقدَّموا الصفوف لتردُّوا إلى الأمة ثقتها في علمائها، ورجاءها في
غدها، واطمئنانها على مستقبلها.
- تقدموا فالأمة والحمد لله لا تزال بعافية مشوقة إلى تقدمكم، متلهفة
لوقفاتكم ، تلك الوقفات المجيدة التي تغنى بها الشعراء لأسلافكم،
وسجلها الزمان لهم ، وانتم من أهلها إن تقدمتم، فادخلوا مع الداخلين
بشرف وقفاتكم وصدق نسبكم شاكرين لأمير الشعراء حسن الظنِّ فيكم حيث
قال:
زمنُ المخاوف كان فيه جنابُهم حرَم الأمانِ وكان ظِلُّهمُ
الـذُّرى
من كلِّ بحرٍ في الشريعةِ زاخرٍ ويُريكَه الخُلُقُ العظيمُ
غضنفرا
حتى ظننا الشافعّيَّ ومالكاً وأبا حنيفة وابن حنبل حُضَّرا
إنَّ الذي جعل العتيق مثابةً جعل الكِنانيَ المبارك كوثرا
وفقكم الله، وثبتكم الله، وهداكم الله ، وأصلح لكم وبكم ،وجمع عليكم
شتات ما تفرق من أطراف الأمة، ومعالم الملة ، وهدانا وإياكم سبل
الرشاد.
صدر عن جبهة علماء الأمة 26 من شعبان 1432هـ الموفق 27 يوليو
2011م
- التصنيف: