كيف نتوب - (9) لنتب إخوتاه

منذ 2019-08-28

واعلموا؛ أن التوبة ليست كلاما .. أبدا ما كانت التوبة كلاما يوما ما .. إنّ التائب منكسر القلب .. غزير الدمعة .. حي الوجدان .. قلق الأحشاء ..

(9) لنتب إخوتاه


واعلموا؛ أن التوبة ليست كلاما .. أبدا ما كانت التوبة كلاما يوما ما ..

إنّ التائب منكسر القلب .. غزير الدمعة .. حي الوجدان .. قلق الأحشاء ..
التائب .. صادق العبارة .. جم المشاعر .. جياش الفؤاد .. مشبوب الضمير .. التائب خلي من العجب .. فقير من الكبر .. مقل من الدعاوى ..

التائب .. بين الرجاء والخوف .. بين السلامة والعطب .. بين النجاة والهلاك .. التائب في قلبه حرقة ..

التائب .. في وجدانه لوعة ..

التائب في وجهه أسى ..

التائب .. في دمعه أسرار ..

التائب. يعرف معنى الهجر والوصال .. يعرف معنى الوصال واللقاء .. يعرف التائب .. يفرق بين اللقاء والفراق ..

التائب .. له في كل وقعة عبرة .. إذا رأى جمعا ذكر القيامة .. وإذا رأى مذنبا بكى عليه خوفا من ذنوبه ..
إذا رأى نعيما خاف أن يحرم الجنة .. وإذا رأى نارا ظن أنه مواقعها ..

التائب .. إذا هدل الحمام بكى .. وإذا صاح الطير ناح .. وإذا شدا البلبل تذكّر .. وإذا لمع البرق اهتز قلبه خوفا ممن يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ..

التائب .. ـ إخوتاه ـ يجد للطاعة حلاوة .. يجد للعبادة طلاوة .. يجد للإيمان طعما .. يجد للإقبال لذة ..

اللهم اجعلنا من التوّابين ..

التائب .. يكتب من الدموع قصصا .. وينظم من الآهات أبياتا .. ويؤلف من البكاء خطابا ..

التائب .. كالأم اختلس منها طفلها .. ثم اختلست طفلها من يد الأعداء .. أتدري كم فرحتها .. ؟؟ أتقدر سعادتها .. ؟؟

التائب .. كالغائص في البحر .. إذا نجى من اللجة الى الشاطئ .. بعد أن آيس من النجاة ..

التائب .. كالعقيم بشر بولد ..

التائب .. أعتق رقبته من أسر الهوى .. أطلق قلبه من سجن المعصية ..

التائب .. فك روحه من شباك الجريمة .. أخرج نفسه من كير الخطيئة .. التائب ـإخوتاه ـ كالطائر الجريح لا يختال ..

التائب .. كالقمر الكاسف لا يتكلم ..

التائب .. كالنجم الغابر .. لا يصيح ..
لو رأيت التائب لرأيت جفنا مقروحا .. نبصره في الأسحار على باب الاعتذار مطروحا .. سمع قول الاله يوحى فيما يوحى {يا أيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا} [التحريم: 8].

التائب ... مطعمه يسير .. حزنه كثير .. كأنما هو أسير .. قد رمي مطروحا .. فتاب الى الله توبة نصوحا ..

التائب .. قد نحل بدنه الصيام .. أتعب قدمه القيام .. حلف بالعزم على هجر المنام .. فبذل لله جسما وروحا .. وتاب الى الله توبة نصوحا ..

التائب .. الذل قد علاه .. والحزن قد وهاه .. يذم نفسه على هواه .. وبذلك صار عند الله ممدوحا .. لأنه تاب الى الله توبة نصوحا ..

أين من يبكي جنايات الشباب ... ؟؟ أين من يبكي على الخطايا التي سود بها الكتاب .. ؟؟ أين من يأتي الى الباب فيجد الباب مفتوحا .. توبوا الى الله توبة نصوحا ...

نسألك اللهم توبة نصوحا .. نذوق بها برد اليقين .. وطعم الاخلاص. ولذة الرضا .. وأنس القبول.

 

محمد حسين يعقوب

داعية إسلامي مصري، حاصل على إجازتين في الكتب الستة وله العديد من المؤلفات

  • 15
  • 2
  • 5,628
المقال السابق
(3) عزل النفس عن مواطن المعصية
المقال التالي
(3) عزل النفس عن مواطن المعصية

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً