مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - إن لك في النهار سبحاً طويلاً
{إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) } [ المزمل]
{إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا} :
لك يا محمد ولأمتك في النهار متسعاً لقضاء الحوائج وإنهاء الأعمال لتتفرغ القلوب والأبدان للعبادة دون تضييق, ويمنحك فرصة متسعة للطاعة.
واذكر اسم ربك وأكثر منه فإنه قربة للرب وطمأنة للقلب, وتبتل إلى الله وانقطع إليه وتقرب بالدعاء ورفع الحوائج وإقامة الدين الذي لا تقوم الحياة إلا بإقامته, بانياً عبادتك على قاعدة راسخة من التوحيد الخالص لله رب المشارق والمغارب , رب كل الممالك العلوية والسفلية, وتوكل عليه وحده في شأنك كله.
قال تعالى:
{إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا (7) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا (8) رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (9) } [ المزمل]
قال السعدي في تفسيره:
{ { إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا } } أي: ترددا على حوائجك ومعاشك، يوجب اشتغال القلب وعدم تفرغه التفرغ التام.
{ { وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ} } شامل لأنواع الذكر كلها { {وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا } } أي: انقطع إلى الله تعالى، فإن الانقطاع إلى الله والإنابة إليه، هو الانفصال بالقلب عن الخلائق، والاتصاف بمحبة الله، وكل ما يقرب إليه، ويدني من رضاه.
{ {رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ} } وهذا اسم جنس يشمل المشارق والمغارب ، فهو تعالى رب المشارق والمغارب، وما يكون فيها من الأنوار، وما هي مصلحة له من العالم العلوي والسفلي، فهو رب كل شيء وخالقه ومدبره.
{ {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} } أي: لا معبود إلا وجهه الأعلى، الذي يستحق أن يخص بالمحبة والتعظيم، والإجلال والتكريم، ولهذا قال: { { فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا } } أي: حافظا ومدبرا لأمورك كلها.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: