تطنيش المكالمات والرسائل بين القبول والرد

منذ 2019-10-13

وفي نفس الوقت ينبغي مراعاة أحوال الناس عند الاتصال، وتلمس العذر لهم، وعدم اقلاق راحتهم، فقد يكون من تتصل به، أو ترسل إليه مريضاً، أو مستعجلا، أو مشغولا بشيء؛ خاصةً من يستقبل اتصالات كثيرة لعلمٍ، أو لمسؤولية


{بسم الله الرحمن الرحيم }

د.أمير بن محمد المدري


الجوال نعمةٌ جليلة، ومنحةٌ عظيمة؛ إذا أُحسن استخدامها واستثمارها فيما ينفع من تفريج كربٍ، أو صلة رحم، أو قضاء حاجة، أو دعوة إلى الله. . . وهلم جر من الفوائد.

نحن بحاجة إلى أن نعي فقه التعامل مع الجوال ونعرف آداب استخدامه، ووقفتنا مع جزئية من الآداب وهي طريقة الرد على الاتصالات، والرسائل، والناس فيها على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: يُفضل عدم الرد والتطنيش سواءً بالإغلاق، أو التجاهل هرباً من الإزعاج كما يزعم، أو الانشغال. وهذا التجاهل لمكالمات الآخرين، ورسائلهم على وسائل التواصل يترك تذمراً لديهم، وربما شعوراً بالغضب.
وعدم الرد على الهاتف ووسائل التواصل والتطنيش يشبه أن يطرق أحدهم على باب منزلك، بينما تنتظر أنت وراء الباب لا تُجيب الطارق، إنه لا شك أمرٌ لا يليق، وفعلٌ خارمٌ للمروؤة، ومفسد للأخوة.
ولعل المتصل اختصك من سائر الناس لانجاز مطلوبه، ولقضاء حاجته، تلك الحاجة التي جعل النبي -صلى الله عليه وسلم -قضاءها يساوي اعتكاف شهرٍ في مسجده عليه الصلاة والسلام كما صح عنه.
وهذا الأمر معيباً على عامة الناس، ويكون أكثر عيباً وفظاعةً عندما يكون من أهل الخير والصلاح والفضل والدعوة.
وفي نفس الوقت ينبغي مراعاة أحوال الناس عند الاتصال، وتلمس العذر لهم، وعدم اقلاق راحتهم، فقد يكون من تتصل به، أو ترسل إليه مريضاً، أو مستعجلا، أو مشغولا بشيء؛ خاصةً من يستقبل اتصالات كثيرة لعلمٍ، أو لمسؤولية؛ ولذلك فإن فقه المسلم لقوله تعالى:
﴿
{وَإِنْ قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ} ﴾[النور: 28] يحمله على أن يتأدب الأدب وألا يُسيء الظن بمن يتصل.
وقد أُلام لعدم الرد على الجوال، أو رسائل الوتس، أو لتأخرها، ولا يعرف أخي المتصل، أو المرسل أنه ليس الوحيد الذي لديه استفسار عن رؤيا، أو استشارة في أمرٍ ما، بل العشرات في كل يوم، لو ظللت أرد عليها لما بقي لي من يومي شيئا لفعل أمرٍ آخر، ولكنها المقاربة وتنظيم الوقت قد تصلحان الأمر بعد توفيق الله.

القسم الثاني: أُصيب بالإدمان يرد على كل من اتصل عليه في كل وقت وفي كل ساعة، حتى لو كان في مسجد،تراه بعد منتصف الليل وقُبيل الفجر متصلاً في حالته على الوتس يستقبل الرسائل ويُعلّق عليها، وقد لا يحضر لصلاة الفجر فتضيع أوقاته، وتُهدر حياته.
يفتح أي رابط، حتى لو كان فيه فيروس يُدمّر جواله وحاسوبه، ويُعلّق على كل منشور، ويقضي نصف يومه بل أكثر يُقلّب الجوال، وما قلّب كتاب ربه ثمُن تلك الفترة.

القسم الثالث: وهو أكثرهم حكمة له أوقاتٌ للرد على الجوال، أو على وسائل التواصل.
قد يتعذر عن ذلك لسببٍ ما، لكنه بعد نفاد الشغل، وزوال الظرف يرد على من طرق باب جواله باتصال، أو برسالة.
وبالله التوفيق


د. أمير بن محمد المدري

  • 4
  • 1
  • 3,012

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً