أسباب النزول - سبب نزول قوله تعالى: (فمن كان مريضاً أو به أذىً من رأسه)
حملت إلى النبي ﷺ والقمل يتناثر على وجهي، فقال ﷺ: «ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك هذا، أما تجد شاة» ؟ قلت: لا.قال: «فصم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع، واحلق رأسك».
قال الله عز وجل في الآية نفسها: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ} [البقرة:196]، ما سبب نزول الآية؟
روى البخاري عن كعب بن عجرة قال: (حملت إلى النبي صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي، فقال عليه الصلاة والسلام: «ما كنت أرى أن الجهد بلغ منك هذا، أما تجد شاة» ؟ قلت: لا.
قال: «فصم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع، واحلق رأسك».
فهل يجوز للمحرم أن يحلق رأسه؟
الجواب
لا يجوز أن يحلق رأسه ولا غيره، كأن يقص شاربه، أما اللحية فحلقها حرام في الإحرام وفي غير الإحرام.
المقصود: أن كعب بن عجرة رضي الله عنه كان شعره كثيراً، وكان قد أحرم، وكان شعره مليئاً بالقمل، والقمل يضايق الإنسان، فلما اشتد عليه الأذى، حمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهه، والرسول صلى الله عليه وسلم رءوف رحيم، والمفتي لا بد أن يتحلى بهذا الجانب، فمن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي أن يرحم الناس بما لا يتعارض مع الشرع.
فالرسول صلى الله عليه وسلم نظر إلى القمل يتناثر على الرجل، فما قال له: اصبر يومين أو ثلاثة وما أشبه ذلك، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أبدى التأثر، وقال له: «ما كنت أظن أن الجهد يبلغ منك ما أرى»، فيمكن أن نحل هذه القضية، قال: «هل تجد شاة»؟ قال: لا).
فإما أنه لا توجد الشياة أصلاً، أو أن الشياة موجودة وليس عنده الثمن، فالرسول صلى الله عليه وسلم أعطاه البديل، فقال له: «فصم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين نصف صاع من طعام، واحلق رأسك».
وهذا هو معنى الآية: «فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ».
مثلاً: رجل محرم، ولباس الإحرام معروف رداء وإزار، لكن الرجل مصاب بحساسية، بحيث إن الإحرام لا يناسبه فنقول له: البس ثيابك، واذبح شاة بعد ذلك، أو صم ثلاثة أيام، أو أطعم ستة مساكين، وهكذا في سائر المحظورات.
مثال آخر: رجل طالت أظفاره، ولم يتنبه لها حتى أحرم، ثم بدأت أظفاره تتكسر، وتؤذيه، ويسيل منها الدم، ففي هذه الحالة نقول له: إن ربنا لم يأمرنا بالضرر، فافد وقلم أظفارك، والفدية: شاة، أو صدقة، أو صيام، والله أعلم.
- التصنيف:
- المصدر: