مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - يوم ترجف الراجفة
{يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) } [النازعات]
{يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ} :
ترجف الأرض عند النفخة الأولى, وتتبعها الثانية إذ تدك الأرض بما عليها, ويبرز الخلق جميعاً للحساب, يوم لا ملك إلا ملكه والكل خاضع ذليل ينتظر فصل القضاء وأهل الله وخاصته مستظلون بظله يوم لا ظل إلا ظله.
يشهد الكون أهوالاً لم يعهدها ويشهد الخلق تحولات لم يشهدوا مثلها حتى في أنفسهم, بين موت الأحياء وبعث الجميع والقيام من الرقاد ومشاهدة الأهوال وانتظار الحساب.
فاللهم سلم سلم
قال تعالى:
{يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) } [النازعات]
قال ابن كثير في تفسيره:
وقوله : {يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة} قال ابن عباس هما النفختان الأولى والثانية . وهكذا قال مجاهد ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وغير واحد .
وعن مجاهد : أما الأولى - وهي قوله : {يوم ترجف الراجفة} - فكقوله جلت عظمته : {يوم ترجف الأرض والجبال } [ المزمل : 14 ] ، والثانية - وهي الرادفة - فهي كقوله : {وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة } [ الحاقة : 14 ] .
وقد قال الإمام أحمد حدثنا وكيع ، حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن الطفيل بن أبي بن كعب ، عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «جاءت الراجفة ، تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه " . فقال رجل : يا رسول الله ، أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك ؟ قال : " إذا يكفيك الله ما أهمك من دنياك وآخرتك » .
وقد رواه [الترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم] ، من حديث سفيان الثوري ، بإسناده مثله ولفظ الترمذي وابن أبي حاتم : «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا ذهب ثلث الليل قام فقال : " يا أيها الناس اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه» .
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: