مع القرآن (من الأحقاف إلى الناس) - عبس وتولى
{عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4) } [عبس]
{عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ} :
أنزلها تعالى على رسوله معاتباً بسبب إعراض النبي صلى الله عليه وسلم عن ابن أم مكتوب والتفاته لأحد صناديد مكة كان يدعوه ويأمل أن يدخل في الإسلام.
فنبه الله تعالى رسوله على فضل الصحابي الجليل وأنه أهل للاستماع له لما لديه من استجابة للإسلام وزكاة وتطهير للنفس.
قال تعالى:
{عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4) } [عبس]
قال ابن كثير في تفسيره:
ذكر غير واحد من المفسرين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما يخاطب بعض عظماء قريش وقد طمع في إسلامه فبينما هو يخاطبه ويناجيه إذ أقبل ابن أم مكتوم وكان ممن أسلم قديما فجعل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء ويلح عليه وود النبي صلى الله عليه وسلم أن لو كف ساعته تلك ليتمكن من مخاطبة ذلك الرجل طمعا ورغبة في هدايته وعبس في وجه ابن أم مكتوم وأعرض عنه وأقبل على الآخر فأنزل الله عز وجل ( {عبس وتولى} ).
قال السعدي في تفسيره:
ثم ذكر الفائدة في الإقبال عليه، فقال: { { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ } } أي: الأعمى { { يَزَّكَّى } } أي: يتطهر عن الأخلاق الرذيلة، ويتصف بالأخلاق الجميلة؟
{ {أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} } أي: يتذكر ما ينفعه، فيعمل بتلك الذكرى.
#أبو_الهيثم
#مع_القرآن
أبو الهيثم محمد درويش
دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.
- التصنيف: