ثلاثة وعشرون عاماً فقط
وهي مدة بحساب الزمان ، وعمر البشرية الطويل ، وتاريخ الأمم والشعوب والحضارات لا تمثل إلا وقتا يسيرا ، وزمانا قليلا ، بل هي بالنسبة لعمره الشريف صلى الله عليه وسلم لا تمثل إلا قريبا من الثلث .
ثلاثة وعشرون عاماً فقط هي المدة التي استغرقتها دعوة النبي صلى الله عليه وسلم منذ بعث وأرسل نبيا رسولا ، إلى أن لحقت روحه الشريفة المطهرة بالرفيق الأعلى .
وهي مدة بحساب الزمان ، وعمر البشرية الطويل ، وتاريخ الأمم والشعوب والحضارات لا تمثل إلا وقتا يسيرا ، وزمانا قليلا ، بل هي بالنسبة لعمره الشريف صلى الله عليه وسلم لا تمثل إلا قريبا من الثلث .
لكن أي بركة تلك التي شملت هذه السنوات القلائل، فحدثت فيها كل تلك الأحداث العظام ، وانبلج منها النور والهداية والعلم والرحمة والحق والخير ، ونزل فيها أعظم كتاب وأجل شريعة ، وأشرقت شمس الهداية ، وتغير وجه التاريخ كله ، وأخرج الله العباد ببعثته صلى الله عليه وسلم من الظلمات إلى النور ، ومن الضلال إلى الهدى .
ولولا منة الله علينا بهذه الرسالة العظيمة لكنا الآن في ضلال مبين ، ما بين عباد وثن أو صنم أو بشر أو أتباع دين محرف ، نقلد الآباء والأجداد ، ونسير وراء الكهان والأحبار والسحرة والمضلين ومحرفي الكلم عن مواضعه ، وكلما استحسن أحدنا شيئا اتخذه دينا .
قال تعالى " {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِين} "
- التصنيف: