ما بعد الزلازل !
وما أعجب الحديث الذي صححه ابن تيمية بمجموع الطرق، في قول النبي صلى الله عليه وسلم : «عجب ربك من قنوط عباده ، وقرب غيثه، فينظر إليهم قنطين ، فيظل يضحك ، يعلم أن فرجهم قريب» .
ما تعرض له أهل الإسلام في مصر وماحولها خلال السنوات العشر الماضية.. لايمكن وصفه إلا بالزلازل ، والمؤمنون يتفاوتون في درجاتهم ومنازلهم بحسب تفاوت صبرهم على درجات زلازلهم وتوابعها ..فكلهم على مر الزمان يتعرضون فرادى وجماعات بين آن وآخر، لزلزلات شديدة ، تمحص الصدور وتغربل القلوب.. حتى تصفو الصفوف لنصر موعود وفوز بالجنة مكتوب : {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}[ البقرة /٢١٤ ] ..
★ .. جيل الصحابة على علو قدرهم وصلاح اعمالهم..وحضور النبي صلى اله عليه وسلم بين صفوفهم؛ تضاعف بلاؤهم، واشتد زلزالهم في موقعة اجتماع أصناف أحزاب الأعداء عليهم من كل جانب : ( { إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (١٠) هُنَالِكَ ٱبْتُلِىَ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُواْ زِلْزَالًا شَدِيدًا(١١)} [سورة الأحزاب]
★.. لو قيس بأس الأحزاب وكثرة الأعداء في عصر الصحابة ببأسهم وعداوتهم في عصرنا؛ لقلنا إننا نعيش موقعة أحزاب اليهود والنصارى والمنافقين مجتمعين.. منذ عشرات السنين..!
ولكن ما يهدئ روعنا..ويخفف آثار زلازلنا ؛ أنها ستعقبها موجبات اللطف ومقدمات النصر وثمرات الصبر..كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه : « واعلم أن في الصبر على ما تكره خيراً كثيراً ، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب ، وأن مع العسر يسراً » اخرجه عبد الحق الإشبيلي بإسناد صحيح في الأحكام الكبرى (٣/٣٣٣)
وما أعجب الحديث الذي صححه ابن تيمية بمجموع الطرق، في قول النبي صلى الله عليه وسلم : «عجب ربك من قنوط عباده ، وقرب غيثه، فينظر إليهم قنطين ، فيظل يضحك ، يعلم أن فرجهم قريب» .
فاللهم فرجك القريب ..الذي يفرح القانتين ويذهب ظنون القانطين.. ويشف صدور قوم مؤمنين..
اللهم آمين
- التصنيف: