ثلاث بشريات: فيما أتى وفيما هو آت والثالثة
أما البشرى الثالثة: فهى لبقية المؤمنين الذين لم يشهدوا القتال لعذر ، ولم يظفروا بالشهادة لبقية أجل :{ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }أي: بالثواب العاجل والآجل، كل على حسب إيمانه، وأراد الله ان يسوق لهم تلك البشرى على لسان رسوله
ثلاث بشريات .. فيما أتى.. وفيما هو آت..
بارك الله في المجاهدين بفلسطين ، وسدد الله خطاهم، واتم نصره لهم ولجميع المؤمنين الصابرين
.. وهنا وقفات مع ثلاث بشائر قرآنية لهم؛ ولجميع المسلمين إلى يوم الدين..
★.. فعندما أخبر الله تعالى في (سورة الصف) بأنه يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص ؛ دل سبحانه؛ هؤلاء الذين يحبهم على أعظم ما يحبه منهم ولهم، حتى يحصلوا منه على ما يحبون ويرغبون؛ فقال سبحانه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (10) تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (11) } [ من سورة الصف]
ورتب سبحانه على تلك التجارة ثلاث جوائز ومكاسب من الخير والفوز والفضل العظيم، وقسمها على ثلاثة أصناف من المؤمنين..
★.. أولى هذه البشريات العاجلة؛ هي لمن عاجلتهم الشهادة، وبشرى لمن فارقوهم في هذه الدنيا، وهي بشارة الفوز الكبير الآجل الأخروي؛ الذي يجازى به من تاجروا مع الله بالجهاد في سبيله ، بغفران وستر ذنوبهم ، وإدخالهم الجنات والبساتين التي تجري من تحت أشجارها الأنهار، مع ما بداخلها من مساكن عالية وعيشة هنية، في مقام دائم الخلود، لذلك كانت تلك هي الجائزة الكبرى الآجلة هي التي تمثل الفوز الأعظم الذي لا فوز بعده : { يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12)} [الصف]
★.. وأما البشرى الثانية ؛ فهي لمن بقوا من المؤمنين بما سبق من الفوز العظيم الأخروي ، مع الفوز العاجل في الدنيا بالنعمة التي يحبها كل مؤمن، ويرغب في رؤياها وشهودها في دنياه قبل أخراه ، لما فيها من العز والفرج، والفرح بعد الترح ، بعد نصر عاجل، وفتح قريب غير آجل ..{وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ} ( الصف/٢٣ ) فهي بشرى بالفتح القريب الذي تتسع به دائرة الإسلام كلما ضاقت، ويحصل به الرزق الواسع كلما قل.
وقد وفى الكريم سبحانه بوعده، فنصر المؤمنين في عهد النبوة ومابعده ، على كل أعدائهم ، فكان ذلك معجزة للقرآن ، ولمن تنزل عليه القرآن - صلى الله عليه وسلم - لأنه وعدهم وهم مستضعفين بهذا بالنصر المبين، في حياته ومن بعد مماته ،وهو ماحصل من نصر كبير على فارس والروم وعلى اليهود والمنافقين والمرتدين.. وهو ما سيتكرر على يد ثلة من الآخربن، كما أجراه الله على يد ثلة من الأولين..
★★ وأما البشرى الثالثة.. فهى لبقية المؤمنين الذين لم يشهدوا القتال لعذر ، ولم يظفروا بالشهادة لبقية أجل :{ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }أي: بالثواب العاجل والآجل، كل على حسب إيمانه، وأراد الله ان يسوق لهم تلك البشرى على لسان رسوله، فأمره بان يبشرهم بنفسه فقال : {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ }..فلم يؤيس الله الكريم عامة المؤمنين من فضله وإحسانه .. وفتح لهم بالتجارة معه أبواب جنانه..
★.. فسبحانك ربي..ما اكرمك..وما أعلمك..وما أحلمك وما ارحمك ..
لا إله إلى الله وحده.. صدق وعده ، ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده..
- التصنيف: