واجبة على الفور لا على التراخي

منذ 2021-09-20

وقد جاء الأمر بالتوبة في كتاب الله لجميع المكلفين دونما استثناء ، فقال تعالى  {وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }

من المعاني التي ربما تغيب عن الكثيرين منا ، ويتأكد تذكير النفس بها : أن التوبة من الذنوب ليست واجبة فحسب ، بل هي واجبة على الفور لا على التراخي ، بمعنى أن المسلم إذا وقع في ذنب فيلزمه أن يتوب إلى الله منه فورا ، ولا يسوف ، أو ينتظر حتى يكبر إن كان شابا ، أو يتفرغ إن كان مشغولا ، أو يتزوج إن كان عزبا ، أو ينتظر حلول موسم فاضل مثل رمضان ، أو يعتمر أو يحج ، أو غير ذلك من أنواع التسويف ، ويكفي تارك التوبة وعيدا قوله تعالى {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ

وقد نقل عدد من أهل العلم الإجماع أو الاتفاق على تلك الفورية ، ومن ذلك قول النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم " واتفقوا على أن التوبة من جميع المعاصي واجبة ، وأنها واجبة على الفور لا يجوز تأخيرها ، سواء كانت المعصية صغيرة أو كبيرة "

وقد جاء الأمر بالتوبة في كتاب الله لجميع المكلفين دونما استثناء ، فقال تعالى  {وَتُوبُوا إِلَى الله جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }  فمن سمع الحديث عن التوبة ثم ظن أنه غير مخاطب به ، وأن المقصود بذلك العصاة والمذنبون وحدهم فلعله مغرور معجب بنفسه ، أو جاهل بعظمة ربه ، وغافل عن تقصيره في حق مولاه بترك واجبات ما أكثرها ، وفعل ذنوب باطنات وظاهرات ما أخطرها .

وصلى الله وسلم وبارك على سيد الأتقياء ، وإمام الرسل والأنبياء ، صاحب المقام المحمود ، والحوض المورود ، وأعلم الناس بالله وأشدهم له خشية ، وقدوة المستغفرين والتائبين ، الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وكان مع ذلك يستغفر الله ويتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ، وفي رواية مائة مرة .

أحمد قوشتي عبد الرحيم

دكتور بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة

  • 1
  • 0
  • 2,320

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً