الوجوه صفحات تُقرأ!
فالإنسان الذي يخاف الله، سوف ترى ذلك في وجهه. والإنسان السهل الطيب، سوف ترى ذلك في وجهه، والإنسان الكريم، سوف ترى ذلك في وجهه
هذه حقيقة فعلا وليست مجرد كلام أدبي! فشخصية الإنسان تظهر أكثر ما تظهر في الوجه، كما تظهر في فلتات لسانه، وألفاظه، وأسلوب حديثه. كما قال تعالى: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} فعن مجاهد: "هم المتفرسون." وقال تعالى: " {سيماهم في وجوههم من أثر السجود} ... {تعرفهم بسيماهم} ... {فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول} وفي الحديث الشريف: «اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله» وفيه: «المؤمن مرآة أخيه»
وعن عثمان بن عفان رضى الله عنه: "ما من عبد يسرّ سريرة، إلا ردّاه الله رداءها علانية، إن خيراً فخير، وإن شراً فشرّ". وعن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قال: " أسرّوا ما شئتم. من أسرّ سريرة خير ألبسه الله رداءها، ومن أسرّ سريرة شر، ألبسه الله رداءها."
وعلاقة الوجه بالشخصية تسير في اتجاهين: فكما أن ملامح الوجه قد تحدد الشخصية، فإن التغيير على الشخصية يظهر في الوجه. وهذا ما قد يفسر الشبه بين المتزوجين بعد فترة من زواجهما.
ولا ترتبط هذه الفراسة بجمال ملامح الوجه بالضرورة؛ فقد لا يكون وجه الإنسان جميلا، لكنه مُريح، وقد يكون جميلا، لكنه منفّر.
ولا تكاد فراسة المؤمن تخطئ. وهي نوع من البصيرة التي كتب فيها الكتّاب، وألف فيها المؤلفون، ووضع العلماء لها أصولا وقواعد. وهذه الفراسة ليست مجرد معرفة إن كان الإنسان طيبا أو خبيثا، لكنها أشمل من ذلك وأدق.
فالإنسان الذي يخاف الله، سوف ترى ذلك في وجهه. والإنسان السهل الطيب، سوف ترى ذلك في وجهه، والإنسان الكريم، سوف ترى ذلك في وجهه، والإنسان الذي يكثر من ذكر الله وقيام الليل والصدقة وعمل الخير، سوف ترى ذلك في وجهه، إن كنت صادق الفراسة!
والحقود، والحسود، والعنيد، والتافه، والغضوب، والكاذب، والخائن، والمبتدع، والبخيل، وآكل الحرام، سوف ترى ذلك في وجهه، إن كنت صادق الفراسة!
- التصنيف: