يحسب أن ماله أخلده

منذ 2022-03-20

أي: لا تجعَلْ الدنيا ومشاغلها أعظَمَ ما نَقصِدُه ونَهتَمُّ به ونَحزَنُ مِن أجلِه فتُلهِيَنا عن العِبادةِ والطَّاعةِ، "ولا تجعلها  مُنتهَى وغايةَ "عِلْمِنا"،فلا يتمحور علمنا حول التَّفكُّرَ في أحوالِ الدُّنْيا؛ بحيثُ ينسينا الآخِرَةِ.

كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم : 

«ولا تجعلِ الدُّنيا أَكْبرَ همِّنا ولا مبلغَ عِلمِنا» [أخرجه الترمذي والنسائي وحسنه الألباني]

أي: لا تجعَلْ الدنيا ومشاغلها أعظَمَ ما نَقصِدُه ونَهتَمُّ به ونَحزَنُ مِن أجلِه فتُلهِيَنا عن العِبادةِ والطَّاعةِ، "ولا تجعلها  مُنتهَى وغايةَ "عِلْمِنا"،فلا يتمحور علمنا حول التَّفكُّرَ في أحوالِ الدُّنْيا؛ بحيثُ ينسينا الآخِرَةِ.

وهناك صنف من الناس ألهتهم الدنيا فكانت أكبر همهم , ومبلغ علمهم وآمالهم, ذمهم الله تعالى في كتابه والسبب نهمهم وولوغهم في النيل من الدنيا يميناً وشمالاً حتى شغلتهم دنياهم عن الآخرة, وحتى اغتروا بها وظنوا أنهم مخلدون في الدنيا وفيما جمعوا من ملذاتها غير مفارقين لها, فجعلها الأبعد بديلاً عن رجاء النعيم المقيم في الآخرة ونسي وعد الله للمتقين فابتعد عن التقوى وفارق الأخيار .

قال الإمام ابن كثير في تفسير سورة الهمزة:

 { الذي جمع مالا وعدده }  أي : جمعه بعضه على بعض ، وأحصى عدده كقوله : {وجمع فأوعى }  [ المعارج : 18 ] قاله السدي وابن جرير .
وقال محمد بن كعب في قوله : ( {جمع مالا وعدده} ) ألهاه ماله بالنهار ، هذا إلى هذا ، فإذا كان الليل ، نام كأنه جيفة .

وقال الإمام الطبري في التفسير:

{يحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)} [الهمزة]

وقوله:  { يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ
يقول: يحسب أن ماله الذي جمعه وأحصاه, وبخل بإنفاقه, مخلده في الدنيا, فمزيل عنه الموت. وقيل: أخلده, والمعنى: يخلده, كما يقال للرجل الذي يأتي الأمر الذي يكون سببا لهلاكه: عطب والله فلان, هلك والله فلان, بمعنى: أنه يعطب من فعله ذلك, ولما يهلك بعد ولم يعطب; وكالرجل يأتي الموبقة من الذنوب: دخل والله فلان النار.

وقال الغمام السعدي رحمه الله :

 { يَحْسَبُ}  بجهله  {أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ}  في الدنيا، فلذلك كان كده وسعيه كله في تنمية ماله، الذي يظن أنه ينمي عمره، ولم يدر أن البخل يقصف الأعمار، ويخرب الديار، وأن البر يزيد في العمر.

#أبو_الهيثم

  • 6
  • 1
  • 1,513

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً