استعانة الحداثيين بالفرق الضالة للطعن في الإسلام
تلقَّف الحداثيون العرب آراء بعض الفِرق الضالة؛ كالخوارج، والرافضة، والمعتزلة، والصوفية، وجمعوها، وأخذوا يُعيدون نشرها وترويجها في حديثهم عن القرآن الكريم والسنة النبوية وبناء موقفهم منها؛ ظانين أنهم بذلك قد وجدوا ضالَّتهم، وحصَّلوا مطلبهم...
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد:
تلقَّف الحداثيون العرب آراء بعض الفِرق الضالة؛ كالخوارج، والرافضة، والمعتزلة، والصوفية، وجمعوها، وأخذوا يُعيدون نشرها وترويجها في حديثهم عن القرآن الكريم والسنة النبوية وبناء موقفهم منها؛ ظانين أنهم بذلك قد وجدوا ضالَّتهم، وحصَّلوا مطلبهم، فبدؤوا بالدفاع عن هذه الفِرق وعن منهجهم، لا سيما المعتزلة التي نالت النصيب الأكبر من التأييد والمتابعة، فراحوا يُعلون من شأن منهجهم ويلومون في الوقت ذاته أهلَ السُّنة متَّهمين إياهم بالتَّحجُّر والجمود، وكان السبب الرئيس في إعلائهم شأن الفكر الاعتزالي هو الأساس الذي بنى عليه الاعتزالُ منهجه، المتمثل في تقديم العقل على النص، مما يفتح الباب واسعًا أمام الحداثيين لتأويل النصوص من جهة، ومن جهة أخرى لردِّها لمجرد توهُّم مخالفتها العقل.
ولم تكن مدرسة المعتزلة هي الوحيدة التي لاقت قبولًا واستحسانًا عند الحداثيين العرب، وإنما كذلك كانت التيارات الأخرى ذات حضور كبير في فكرهم، حيث استشهدوا بآرائهم ومواقفهم واتَّخذوها دليلًا ينالون به من السنة وأهلها.
ويبدو أن أصحاب الفكر الحداثي قد تواطؤوا فيما بينهم على تفسير التاريخ الإسلامي تفسيرًا ماركسيًّا قائمًا على فكرة الصراع، فراحوا يدافعون عن مواقف كلِّ التيارات التي عادت السنة وأهلها، وألَّفوا في ذلك المؤلَّفات، ومنها – على سبيل المثال لا الحصر- كتاب: "الحركات الفكرية في الإسلام"، تأليف: بندلي جوزلي، وكتاب: "الحركات السرية الإسلامية"، تأليف: محمود إسماعيل عبد الرازق، وغيرهم ممَّن ألَّفوا في هذا الباب، وقد جمع بينهم إعلاء شأن هذه الحركات وتلك الأفكار ومهاجمتهم أهل السنة.
وبعد هذا التمهيد - بتأييدهم لأصحاب تلك الفِرق - راحوا ينتقون من أفكارهم ما يوافق منهجهم المُعادي للسنة النبوية، وسوف نعرض لذلك من خلال العناصر التالية:
أولًا: استعانتهم بالرافضة:
انتهج الحداثيون العرب نهج أسلافهم؛ من المستشرقين وحداثيي الغرب بالاستعانة بالرافضة في تسويغ مشاريعهم الهدامة، وقد أخذوا من مذهب الرافضة ما يوافق رغباتهم، وعند وجود ما يخالف هذه الرغبات أو يصادمها في المذهب الرافضي؛ فإنهم يرفضونه، بل يُناصبون صاحبه العداء، فهم انتقائيون نفعيون[1]؛ إذ يأخذون من المذهب الشيعي ما يدعم توجهاتهم في النيل من منهج أهل السنة، مستشهدين بكلِّ شاذٍ وغريبٍ ودخيلٍ على "المنهج الإسلامي الصحيح".
وكما هي عادة الحداثيين – في أخذهم ما يشتهونه من المذاهب والمناهج التي تؤيد فكرهم؛ كالمذهب الرافضي – تجد أنهم يأخذونه من خلال المصادر الغربية والدراسات الاستشراقية؛ سواء الموسوعة البريطانية أو مؤلفات المستشرقين مباشرة؛ كما فعلوا في تلقِّيهم منهج أهل السنة!
أسباب استعانة الحداثيين بالرافضة:
من أهم الأسباب التي دعت الحداثيين إلى الاستعانة بمذهب الرافضة:
1- موقف الرافضة من الصحابة: وقف الرافضة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم موقفًا عدائيًا، وصل إلى حدِّ التكفير – كما مرَّ بنا – ووصل أذاهم إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس موقفهم من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بخافٍ على أحد.
وقد وجد الحداثيون – ومن قَبْلِهم المستشرقون – فيما شغَّب به الرافضةُ على الصحابة رضي الله عنهم وعدالتِهم مجالًا خصبًا ومدخلًا واسعًا يلِجون منه للنَّيل من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ أنَّ الصحابة رضي الله عنهم هم مَنْ رووا الحديثَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم مَنْ نقلوه إلى مَنْ بعدهم، فإذا زعزعتَ الثقةَ في عدالتهم، فقد نلتَ من الحديث الشريف؛ إذ بذلك ينتفي عنه وصف الصحة، ويتلبَّس به وصف الشك والرفض.
فكان الرافضة – عليهم من الله ما يستحقون – هم الباب الواسع الذي دخل منه الحداثيون لنقض الإسناد من أساسه وقلعه من جذوره – هكذا سوَّلت لهم أنفسهم – متعلِّلين بآراء الرافضة ومواقفهم، مُبرِّرين انتسابهم إلى الإسلام.
ولا يظن ظانٌّ أنَّ الحداثيين يوافقون الرافضة في مروياتهم ويقبلونها، بل هم يرفضونها أيضًا، ولكن لمَّا كانت حربُهم ضد الحديثِ وأهلِه تعلَّلوا بموقف الرافضة، فكأنَّهم يكيلون بمكيالين ويزنون بميزانين، فينتقون من آرائهم ما يُوافق هواهم وإن كان باطلًا، ويتركون ما يُخالف هواهم ولا يلتفتون إليه.
وقد بدى هذا الموقف واضحًا من قِبَل حداثيِّ العرب، فيما ألَّفه "محمد عابد الجابري" في كتابه عن القرآن الكريم، حيث أكثر فيه من الاستشهاد بأقوال وآراء الرافضة.
وكذلك فيما ألَّفه أحد رموزهم بعنوان "من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث" وهو "جورج طرابيشي"، وكأنَّ الإسلام أصبح مباحًا لكلِّ مَنْ أراد أنْ يتكلَّم فيه دون ضابط أو رابط.
2- غلو الرافضة في "التأويل الباطني": التأويل منهج من مناهج الحداثة يحاولون به الانقضاض على القرآن والسنة، وإعادة قراءتهما وتأويلهما واستنباط ما لم يحتملاه وما لم يقم عليه دليل، حتى إننا لنجزم أنَّ التأويل أصبح ظاهرة خطيرة غاية الخطورة، ومبعث خطورتها: هو إخراج النص عن مراده ومعناه إلى مرادات أخرى ومعانٍ مغايرة، فإذا كانوا قد فشلوا في زعزعة اليقين في ثبوت النص، إذًا فلتكن المرحلة التالية وهي تأويله؛ بدعوى الاجتهاد وخدمة النص، ضاربين عُرض الحائط ما استقر عليه من معانٍ ثابتة، وعلوم مستقرة، وإجماعات لخير البشر.
وقد برَّر الحداثيون موقفهم التأويلي هذا بأنهم لم يبتدعوه، بل سُبِقوا إليه، وأنه موجود في التراث، لا سيما عند الرافضة والصوفية، إذ جعلوا للنص الواحد ظاهرًا وباطنًا، وراحوا يتأوَّلون ويُفسِّرون ويستنبطون بآرائهم وأهوائهم.
فلم يلجأ الحداثيون للرافضة إلاَّ للتوافق على "التأويل الباطني" للنصوص، وهو ما يؤكده قول أحد دعاة الحداثة: (الظاهر والباطن لم تُستنبط عند جمع من المفسِّرين والمؤوِّلين والفقهاء وأصحاب المذاهب مثل الشيعة والصوفية من البحث في النص القرآني والحديثي، والتمعُّن فيه)[2].
3- أنَّ الرافضة خليط من الدِّيانات والفلسفات المختلفة: نظر الحداثيون في المذهب الرافضي فوجدوه مزيجًا من الديانات السابقة على الإسلام، فعقيدة الرافضة تُشبه اليهودية؛ بالقول بالرجعة، وتُشبه النصرانية؛ في نسبتهم الإمام إلى الله كنسبة المسيح إليه، وأنَّ النبوة لا تنقطع، وتُشبه البراهمة؛ بالقول بتناسخ الأرواح، وتجسيم الله، والحلول، ونحو ذلك[3].
فأراد دعاة الحداثة إثبات بأنَّ الإسلام "مزيج من الديانات السابقة" وذلك بتطبيق منهج "التاريخية"[4]، والتي تسير في خطَّين متوازيين:
الأول: الادعاء بأنَّ الإسلام خليط من الأفكار والفلسفات والديانات السابقة عليه، ألَّف بينها وجمعها نبيُّنا الكريم صلى الله عليه وسلم، مستفيدًا من ظرفٍ تاريخيٍّ معيَّن.
الثاني: الادعاء بأنَّ ما جاء من تشريعات في الديانة الإسلامية، إنما جاءت مناسبة لمرحلة تاريخية بعينها، وبانقضاء هذه المرحلة التاريخية تنقضي تلك التشريعات وتصبح الضرورة ملحة بإنتاج تشريعات جديدة مناسبة للعصر الحالي وَفق معطياته وآلياته.
مظاهر تأثُّر دعاة الحداثة بالمذهب الرافضي:
من أهم مظاهر تأثر الحداثيين العرب بالمذهب والمنهج الرافضي الإثني عشري ما يلي:
1- الطعن في القرآن الكريم، والادِّعاء بأنه مُحرَّف وناقص: في كتابات الحداثيين العرب أو في مناظراتهم – غالبًا – ما تجد أحدهم يستشهد بأقوال الرافضة في القرآن الكريم؛ حيث زعمت الرافضة وجود "مصحف فاطمة" الذي هو غائب مع المهدي، وسيعود به في آخر الزمان، وهو ثلاثة أمثال "مصحف عثمان" يعنون به: المصحف الذي بين أيدينا. فمن هنا يطعن الحداثيون في قداسة القرآن؛ بإثارة الشكوك في نصوصه، وبأنه لم يسلم من تحريف البشر، ومن طعنهم ولمزهم للقرآن الكريم: ادعاؤهم بأنهم (أمام رأيين متناقضين: الأول يقول: إنَّ النص القرآني المعروف بمصحف عثمان لا يحتوي على النص الكامل الذي نزل.. والثاني أنه يحتوي على تلك الآيات)[5].
2- الطعن في الحديث النبوي، ورواة الأحاديث: اتَّبع دعاة الحداثة منهج الرافضة في الطعن في الأحاديث النبوية، واتِّهام الرواة بالكذب والتدليس والافتراء على النبي صلى الله عليه وسلم فمن أصول مذهب الرافضة أنهم (يضربون صفحًا عن الأحاديث التي جاءت عن أبي هريرة، وعائشة، وهو قرابة نصف الأحاديث.. إنَّ الشيعة لا يؤمنون بحديث المارقين عن الدِّين، ولا الدعاة إلى الضلال المبين، ولا بحديث المنافقين كابن هند وابن النابغة)[6].
3- الطعن في عدالة الصحابة: والطعن في عدالة الصحابة يعني ضرورةً الطعن في الحديث النبوي جملة؛ مما يؤدي إلى نزع التقديس عنه، لعدم الوثوق بناقليه الأُوَل، ومن ثم يتم التَّوصُّل إلى نزع التقديس عن القرآن الكريم؛ لأنَّ جامعيه هم مَنْ نقلوا الحديث النبوي، ومن افتراءاتهم في ذلك قولهم: (حاشى لله أنْ تُؤمن الشيعة بأهل الضلال وتركن إلى المحال كما فَعَلَ غيرُهم؛ فاحتجُّوا بكلِّ مَنْ تشرَّف برؤية النبي وإنْ كان عدوه وطريده؛ كمروان، أو كان من المُؤلَّفة قلوبهم؛ كابن أبي سفيان، أو كان من الكذابين؛ كأبي هريرة، أو كان من المنافقين؛ كالمغيرة)[7]!!
4- التعامل مع مصادر الرافضة وتعميم ما ورد فيها بأنه يُمثِّل الإسلام.
5- الطعن في النبوة، والقول في أحقيَّة عليٍّ رضي الله عنه فيها؛ عند غلاة الرافضة.
6- التوافق مع الرافضة في الغلو في إعمال العقل في النص تأويلًا بعيدًا، ولو ناقض الظاهر.
7- التوافق مع الرافضة في كسر الحواجز، وإبعاد التقديس عن مقدسات الإسلام وشعائره عند أهل السنة.
8- التعامل مع معتقدات الرافضة ومواقفهم تجاه أهل السنة بأنها صحيحة وثابتة، دون انتقادٍ لها، أو تطبيقِ مناهجهم النقدية فيها.
9- رفض مسألة الإجماع، والادِّعاء بأنها سلاح بيد السلطة[8].
ثانيًا: استعانتهم بالمعتزلة:
انتقى الحداثيون العرب من منهج المعتزلة ما يوافق توجُّهاتهم ومشروعهم الأيديولوجي، وما يتلاءم مع فكرهم؛ خاصة في مسألة العقل، وخَلْقِ الإنسان لفعلِه، والعدل، وخَلْقِ القرآن، ونحوها من المسائل التي تخدم تطلُّعات دعاة الحداثة، ولا يعني هذا أنَّ المعتزلة أصبحت مصدرًا معرفيًّا للحداثة؛ باعتراف الحداثيين أنفسهم إذ يقولون: (لا يعني إحياؤنا للاعتزال أننا نقبل مواقف المعتزلة كلها.. تأييدُنا للمعتزلة للتيار العام وللحركة التاريخية، وليس للتفصيلات الجزئية في هذه النظرة أو تلك)[9]، ومع ذلك فقد بقيت المعتزلة – في نظر دعاة التغريب – ضمن إطار الدائرة التراثية الأسطورية، وما زالوا مُتخلِّفين عن ركب الحداثة.
أسباب استعانة الحداثيين بالمعتزلة:
من أهم الأسباب التي دعت الحداثيين إلى اللجوء إلى المنهج المعتزلي[10]:
1- تقديم العقل وتقديسه: العقل مصدر أوَّلي للمعرفة عند دعاة الحداثة؛ بل له مكانة عظيمة عند بعضهم وأصبح إلهًا يُعبد من دون الله تعالى، وقد وجد الحداثيون في المنهج الاعتزالي إعلاءً من شأن العقل، وهو أوَّل مَنْ حرَّر العقل وجعله مستقلًا ومُتَّصفًا بالتحسين والتقبيح، ويُدرك كُنه الأشياء، يقول بعض دعاة الحداثة: (إنَّ أهم جماعة يمكن لعصرنا أنْ يرثها في وجهة نظرِها – أعني أنْ يرثها في طريقتها ومنهجها عند النظر إلى الأمور – هي جماعة المعتزلة التي جعلت العقلَ مبدأها الأساسي كُلَّما أشكل أمر)[11].
ويصف الحداثيون الاعتزال بأنه "ثورة حقيقة" على سلطة النقل وإحلال لمكانة العقل محلَّها، فـ (الاعتزالية ثورة حقيقية، فلم يعد النقل محور المعرفة، بل صار العقل محورها. الله نفسه صار مسألةً عقلية، وتبعًا لذلك أمكن القول: لا حقيقة إلاَّ بالعقل)[12].
2- قولهم بخلق القرآن: عندما قالت المعتزلة بمسألة "خلق القرآن" أرادت تنزيه الله تعالى عن الحدوث، أو إثبات قِدَمِ القرآن بحروفه وألفاظه، لكن دعاة الحداثة وظَّفوا مسألة "خلق القرآن" للقول بتاريخية القرآن، أي: أنَّ النص القرآني مُحْدَث، وقد جاء وليد ظروفه وبيئته، وَفْقَ مُعطيات الواقع الذي نزل فيه، فهو صالح للزمان الذي قيل فيه دون غيره، إذًا الحداثيون العرب حرَّفوا المسألة عن سياقها الذي أُثيرت فيه إلى سياقٍ جديد يخدم فِكرهم؛ بغية إبعاد القرآن الكريم عن واقع الحياة، وإحلال العقل البشري مكانه.
3- العدل والحرية، وخلق العباد لأفعالهم: وجد الحداثيون في منهج المعتزلة مسوِّغًا لإبعاد عالَم الغيب عن الحياة البشرية، وأنَّ الكون كله يسير وَفق أفعال مخلوقة وبشرية، والإنسان وحده هو الفاعل الأوحد في هذا الكون، وهو حر في كل ما يقول ويفعل (فقد صار المعتزلة إلى أنَّ أفعال العباد كلها مخلوقة للعباد، والعبد هو الذي يخلق فعل نفسه خيرًا أو شرًا؛ لأن العبد عندهم مستطيع باستطاعة نفسه قبل الفعل، ولا يحتاج إلى الاستطاعة والقوة من الله تعالى.. إذًا فإنَّ ثمة فاعلية مستقلة للإنسان في العالم مستمدة من قدرته الحقيقية لا المجازية على فعله)[13].
إذًا؛ مبدأ الحرية من المبادئ التي ينادي بها دعاة الحداثة؛ لكي يكون قيمة عليا في المجتمع العربي على غرار المجتمعات الغربية، و(إذا ذهب المعتزلة للقول بخلق العبد لفعله تنزيهًا لله عن المعاقبة على فعلٍ لا يملك صاحبه حرية الاختيار له تطبيقًا لمبدأ العدل، فإنَّ الحداثي اقتبس هذا المبدأ وأسقطه على غير ساحته، قائلًا بحرية الإنسان شبه المطلقة وحرية العقل المطلقة بغير ضوابط ليقول ويفعل ما شاء دون قيود أو حدود)[14].
4- عداوتهم لأهل الحديث، ورفضهم لقبول "خبر الآحاد": يقول أحمد أمين: (كان علماءُ الحديث من أشدِّ خلق الله كُرْهًا للمعتزلة والعكس)[15] هكذا استغلَّ الحداثيون العرب عداوة المعتزلة التاريخية لأهل الحديث، ووجدوا في منهجهم الرافض لمنهج أهل الحديث خيرَ ملاذ للنيل من الحديث النبوي، وقد فهم دعاة الحداثة أنَّ المعتزلة تشترط لقبول الحديث أنْ (يكون خبرًا مُجمعًا عليه؛ أي: ما أُطلق عليه فيما بعد "المتواتر"، أما الأحاديث التي لم تبلغ درجة التواتر كأخبار الآحاد فهي مطروحة)[16].
بل زاد دعاة الحداثة على ما قالته المعتزلة – في إعراضهم عن خبر الآحاد، وإعمال العقل في النص تأويلًا ورفضًا – إلى الرفض المطلق للأخبار، (وبهذه القراءة لموقف المعتزلة من قبول الأخبار الْتَقَى الحداثي مع المعتزلي – بالرغم مما في قراءته من مجانبة للصواب ومجانبةٍ لفكر المعتزلة نفسه – فلما كان المتواتر نادرًا... كان مُؤدَّى هذا الموقف لدى الحداثيين الرفض المطلق للأخبار، فإذا وُجِدَ التواتر وثَبَتَ بالنَّص أشهروا في وجهه سيفَ التأويل الذي وجدوه في الفكر الاعتزالي أيضًا)[17].
5- توسُّعهم في التأويل: استغل الحداثيون العرب توسع المعتزلة ومغالاتهم في تأويل النصوص الثابتة؛ من الكتاب والسنة، واستخدموها بما يتوافق مع أدوات القراءة الحداثية، فدعاة الحداثة يعتقدون (أن المعارك التي خاضها المعتزلة في مجال تأويل النصوص الدِّينية ضِدَّ الحَرْفِيين لم تكن مجرَّد معارك فكرية ذات طابع نخبوي، بل كانت معارك حول صورة الواقع الاجتماعي وما يرتبط به من مفاهيم ثقافية)[18].
6- الطعن في الصحابة رضي الله عنهم: رفضت "الواصِلِيَّةُ"[19] من المعتزلة قبول شهادة الصحابة الذين شاركوا في فتنة عليٍّ ومعاوية رضي الله عنهم، حيث قال أحدهم: (لو شَهِدَ عليٌّ وطلحةُ أو عليٌّ والزبير أو رجل من أصحاب عليٍّ ورجل من أصحاب الجمل عندي على باقة بقلٍ لم أحكم بشهادتهما؛ لِعلمي بأنَّ أحدهما فاسق لا بعينه، كما لا أحكم بشهادة المتلاعنين لِعلمي بأنَّ أحدهما فاسق لا بعينه). وكذلك فَعَلَ "النَّظَّامُ" في الصحابة وفي أخبارهم وكَذَّبَ أبا هريرة رضي الله عنه، وعنه أخذ المستشرقون، ومن بعدهم الحداثيون في طعنهم في الصحابة رضي الله عنهم.
ويلحظ القارئ الكريم أنَّ منهج المستغربين من دعاة الحداثة يقوم على ارتضاء كلِّ قولٍ شاذٍ، أو مُستبعد في التاريخ الإسلامي فيه الحط من قدر الصحابة رضي الله عنهم، فمنهجهم المُبهم يقوم على متابعة المعتزلة في نبذ الموروث ورفض التقليد، حيث (ينتقد المعتزلةُ طريقة السلف والفقهاء في العقائد التي تُكرِّس التقليد وتعتمد على المروي). ويرون أيضًا بأنَّ (فِرقة المعتزلة كانت أجرأ الفِرَق على تحليل أعمال الصحابة ونقدهم وإصدار الحُكم عليهم)[20]، ولهذا تابع دعاةُ الحداثة المعتزلةَ في النَّيل من قدر الصحابة، ومن ثم إسقاط عدالتهم وصولًا إلى عدم قبول حديثهم عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثًا: استعانتهم بالفلسفة الإسلامية:
يستشهد الحداثيون العرب – كعادتهم – بكلِّ شاذٍ وغريب يخدم قضيتهم ومنهجهم، ومن العجيب في الأمر أنهم اختزلوا العِلمَ الإسلامي فيما قاله الفلاسفة، وما سِواه لم يعدُّوه شيئًا؛ بل تعاملوا معه على أنه استمرارٌ للتَّبعية والتَّقليد، ومن ثم اتَّهموا الحضارة الإسلامية في العلوم المختلفة بأنها حضارة نصٍّ وتقليد، وليس فيها إبداعٌ وحرية، ومن كتاباتهم في الثناء على الفلاسفة: (ظلَّ العِلم العربي؛ عِلم الخوارزمي والبيروني وابن الهيثم وابن النفيس وغيرهم، خارج مسرح الحركة في الثقافة العربية، فلم يُشارك في تغذية العقل العربي ولا في تجديد قوالبه، فبقي الزمن الثقافي العربي هو هو... وركد هذا الزمن وتخشَّبت موجاته منذ عصر "ابن خلدون" إلى "النهضة" العربية الحديثة التي لم تتحقَّق بعد)[21]. فهم بذلك قد ألغوا أيَّ حضور للعقل العربي في التاريخ الإسلامي، وإن وُجِدَ فهو منسوب إلى الثقافات الأخرى؛ كالإغريق ونحوهم.
ومن استشهادات المستغربين العرب بالفلسفة الإسلامية استشهادهم بأقاويل "الرازي" الرَّافض للنبوة؛ لقوله بأنَّ مدار المعرفة "العقل والطبيعة" وليس الغيبيات، ومن ثَمَّ لا حاجة للإنسان بالنبوة، (فقد طوَّر "الرازي" نقدًا عامًّا للنبوة والدِّين على أُسس عقلية وتاريخية وأنثروبولوجية؛ ولهذا بات قريبًا من تيار التنوير الأوروبي الذي استند في نقد الدِّين إلى الأُسس ذاتها... إنَّ التَّقارب بين "الرازي" وبين تيار "التنوير الأوروبي" يبدو أكثر من لافت)[22]. ولم يستشهد الحداثيون بكلام "الرازي" إلاَّ لأنه التقى مع فكر التيار "التنويري الأوروبي" لا لكونه أنتج فكرًا رائعًا؛ بل لأنه التقى مع "الحداثة الغربية" في نقضها للدِّين.
ومِمَّنْ استشهد به دعاة الحداثة العربية "ابن الراوندي" الذي انتقل من الاعتزال إلى التشيُّع، ثم ترك التشيُّع وانتقل إلى الإلحاد، وسبب الاستشهاد به هو اعتماده على العقل البشري في نقد النصوص القطعية اعتمادًا على الشعور! (فالشعور هنا هو الذي يُدرك العالَم ويتصوَّره، ثم يُعبِّر عنه في صورة مثلٍ أو قصة أو حكاية خيالية أو أسطورة، وتُحرِّكه بواعث وغايات قَصْدية، وبهذا يكون النص من وضع الشعور)[23].
إذًا الحداثيون يستشهدون بقول كلِّ مَنْ خرج عن الدِّين، ووافقهم في متابعتهم الحداثة الغربية، وإن كان سابقًا عليهم في التاريخ.
رابعًا: استعانتهم بغلاة الصوفية:
من المتناقضات أن يستعين حداثيو العرب بالتصوف؛ لأنه يُعنى بما له علاقة بالروح والقلب، وليس بما له تعلُّق بأمر العقل، لكنَّ الحداثيين العرب وجدوا مُبتغاهم فيما ذهبت إليه غلاة المتصوفة، من أمورٍ تُخالف الدِّين، ومن أهم الأسباب التي دعت الحداثيين إلى اللجوء إلى غلاة المتصوفة[24]:
1- الحلول ووحدة الوجود: أُعجب بعض دعاة الحداثة بمذهب "الحلاَّج" في مسألة "الحلول" ويُقصد بها[25]: حلول الذات الإلهية في النفس البشرية ووحدتها معها؛ لتستحيل النفسُ واللهُ شيئًا واحدًا – تعالى اللهُ عن قولهم علوًا كبيرًا – وها هو أحد الحداثيين يستنكر قَتْلَ الحلاَّج صَبْرًا على يد (أتباع الشعائر والطقوس الذين لا يستطيعون القبول بأنْ تتَّحد الأنا البشرية إلى مثل هذا الحد بالأنا الإلهية المتعالية، كان الحلاَّج يقول بما معناه: "نحن روحان في جسدٍ واحد" ولذلك اتَّهموه بالحلول)[26].
2- رفض الشريعة والشعائر التعبدية: أُعجب الحداثيون بما عند غلاة الصوفية من رفضٍ للشريعة ورفضٍ للشعائر التعبدية، بدعوى التحرر من القيود الشرعية، والتكاليف العبادية، فقد أُعجِبوا بـ (رفع التكليف عنهم في مسائل الطقوس الدينية... ولقد كان النص القرآني والحديثي في ذلك مِطواعًا طيِّعًا للقراءة الصوفية المعنية)[27]. ومما أُعجِبوا به أيضًا (المثل العربي البارز على رفض الشريعة من أجل الحقيقة – أي: ما يتجاوز الشريعة – هو التصوف على صعيد التجربة الفكرية)[28].
3- تعاملهم بالرمز والإشارة: ومما وافق أهواء الحداثيين في المذهب الصوفي الغالي قولهم بـ "الرمز" و"الإشارة" فهذه إشارات ورموز باطنية يتعاطها غلاة الصوفية ويفسرون من خلالها الظواهر المشاهدة، ويزعمون أنَّ لها إشارات ورموز ترمي إلى ما خلفها من معانٍ مخفية لا يعرفها إلاَّ هم، ومَنْ نحا نحوهم من الأتباع الأوفياء من مُريدين؛ كالحداثيين العرب من أمثال " نصر حامد أبو زيد" و" محمد أركون" و"د. زكي نجيب محمود" وغيرهم[29].
وبناءً على ذلك؛ وجد حداثيو العرب بغيتهم في "التأويلات الصوفية" من رفضٍ لظاهر النصوص وتأويلٍ لها على غير مراد الشارع الحكيم، وإنما على مراد الهوى الحداثي العربي.
4- تعدُّد أَوْجُه التأويل الصوفي للنص: من مقولات أهل الحداثة قولهم بأنَّ النَّص "حَمَّالُ أَوْجُهٍ" يعنون به: أنه من الممكن تأويل "النص المُعيَّن" بتأويلات مختلفة وأحيانًا متناقضة، فهذا المبدأ متوافق مع التأويلات الصوفية للنصوص، فيقول أحد دعاة الحداثة – عن التأويلات الصوفية أنها (تُبيِّن لنا مدى إمكانية التَّوسع الاحتمالية للخطاب القرآني، كما كان قد تلقَّاه خيالٌ خلاَّق؛ كخيال ابن عربي)[30].
الخلاصة:
أولًا: (إنَّ "التاريخ الإسلامي" بكامل مكوِّناته كتاب مفتوح أمام الحداثي وغيره، ينتقي منه ما يشاء ويذر ما يشاء، فالحداثي دائم البحث عن الشَّاذ والمُستَبْعَد، ودائم القراءة في هذا التراث باحثًا عمَّا يوافق هواه ويؤيِّد مذهبه، فلا غرابة أنْ تجد استشهادًا منهم بالبهائية أو الأحمدية أو المرجئة أو الزيدية وغيرها من الفِرق الإسلامية؛ بل لا غرابة أنْ تجدهم يستشهدون ببعض مواقف أئمة الأصولية الإسلامية السابقين؛ من أمثال الشافعي – عدوهم اللدود بتأسيسه لأصول السُّنة وتثبيته النصوص – والغزالي صاحب "تهافت الفلاسفة" الذي يؤرِّخ الحداثيون به فترة الانحطاط العربي، وصولًا إلى استشهادهم بشيخ السَّلفية ابن تيمية. ولا غرابة ما دام يُنتقى من كلام كلِّ واحدٍ منهم ما يُوافق منهج الحداثيين، ويتلاءم مع قراءاتهم النَّفعية المؤدلجة لأيَّة جُزئية من هذا التاريخ الطويل)[31].
ثانيًا: تدور الحداثة العربية في موقفها من النص الشرعي (القرآن – السنة) في ثلاثة محاور، وجدوا لها ما يبرِّرها عند أصحاب الفِرق والمذاهب المنتسبة إلى الإسلام، وهذه المحاور بإيجازٍ شديد هي:
المحور الأول: التشكيك والرفض، حيث يُشكِّكون في النص المُقدَّس، بل يرفضونه كلَّه أو بعضَه، لا سيما الحديثَ النبويَّ الشريف؛ إذ أنهم قد خافوا مغبَّة رفض ثبوت القرآن الكريم؛ لما يجرَّه عليهم من ثورات لا قِبَل لهم بها، ولكنهم عمدوا إلى ترويج شبهات وتساؤلات تؤدِّي إلى الغرض ذاته مستعينين بما وُجِدَ عند بعض الفِرق لا سيما الرافضة، أمَّا مع الحديث فلم يتورَّعوا في التشكيك فيه وفي ردِّه بلا ضابط من علم إلاَّ اتِّباع الهوى، وتحقيق المأرب السامي لديهم وهو تمرير المشروع الحداثي القائم على أنقاض التراث.
المحور الثاني: التأويل، ويُمثِّل الجانب الأكبر من المشروع الحداثي، لا سيما في تناولهم القرآن الكريم، حيث يطالبون بإعادة قراءة القرآن الكريم وإعادة تلقِّيه وَفْقَ معطيات جديدة ووَفْق نظريات حديثة لا تمت للقرآن بصلة، ملخَّصها ومفادها هو: التعامل مع النص القرآني أو الحديثي باعتباره نصًّا لغويًّا يتم تفسيره وتأويله وَفق معايير النقد الحديثة دون النظر إلى قائله، وهذا المحور يُشكِّل خطرًا كبيرًا؛ إذ إنهم يخلعون عن النص القرآني تحديدًا قداسته وقدسيته.
المحور الثالث: التاريخية، التي تُعامل النصَّ معاملةَ المنتج البشري لفترة زمنية وَفْق ظروف عصرها ومقتضيات زمانها، وبما أن الزمن قد تجاوز هذه الظروف وتلك المعطيات، فلسنا مطالبين بتفعيل هذه النصوص مع قداستها، وإنما مطالبون باجتهاد وابتداع ما يُناسب عصرنا ومتطلباتنا من تشريعات وقوانين.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه المحاور الثلاثة هي مجمل ما يدور حوله الفكر الحداثي في موقفه من النص، وأنها تختلف من حداثيٍّ لآخَر فيما يرجحه منها أو فيما يسعى لتأييده ويعمل على ترويجه، فهناك مَنْ يسلك سبيلَ القراءة التأويلية ويُركِّز عليها ويجعلها جُلَّ مشروعه الفكري؛ ومنهم "محمد أركون"، وهناك مَنْ يسلك سبيلَ إنتاج تشريعات وتعريفات جديدة باعتبار تاريخية التشريعات الإسلامية؛ ومن هؤلاء "حسن حنفي" في مشروعه الفكري حول الفقه وأصوله، ومنهم مَنْ يتعامل مع النص بنزع القدسية عنه ويسعى إلى تطبيق معايير النقد اللغوي الحديث؛ ويُمثل هذا الاتجاه "نصر حامد أبو زيد".
[1] انظر: الحداثة وموقفها من السنة، (ص 86).
[2] النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة، د. طيب تيزيني (ص 278).
[3] انظر: فجر الإسلام، أحمد أمين (ص 437).
[4] التاريخية: هو منهج بحثٍ يقوم على قراءة النَّص؛ وِفْقَ مفهومِه زَمَنَ تَشَكُّلِه الأوَّل، ويُطلِق عليه بعضُهم: بـ "التاريخانية".
[5] المأزق في الفكر الديني بين النص والواقع، د. نضال عبد القادر الصالح (ص 33).
[6] نحو فقه جديد، جمال البنا (2/ 24).
[7] المصدر نفسه، (2/ 26).
[8] انظر: الحداثة وموقفها من السنة، (ص 88).
[9] نقد الخطاب الديني، نصر حامد أبو زيد (ص 181).
[10] انظر: الحداثة وموقفها من السنة، (ص 92-97).
[11] تجديد الفكر العربي، (ص 117).
[12] الثابت والمتحول بحث في الاتباع والإبداع عند العرب (الأصول)، علي أحمد (أدونيس) (ص 86).
[13] النبوة من علم العقائد إلى فلسفة التاريخ، علي مبروك (ص 77).
[14] الحداثة وموقفها من السنة، (ص 94).
[15] فجر الإسلام، (ص 472).
[16] نحو فقه جديد، (2/ 29).
[17] الحداثة وموقفها من السنة، (ص 96).
[18] نقد الخطاب الديني، (ص 211).
[19] الواصلية: هي فرقة من المعتزلة، اتَّبعت واصل بن عطاء (ت 131 هـ).
[20] فجر الإسلام، (ص 465)
[21] تكوين العقل العربي، د. محمد عابد الجابري (ص 347).
[22] النبوة من علم العقائد إلى فلسفة التاريخ، (ص 156).
[23] مدرسة تاريخ الأشكال الأدبية، د. حسن حنفي، مجلة ألف، (العدد 2)، (1982 م)، (ص 29).
[24] انظر: الحداثة وموقفها من السنة، (ص 106-108).
[25] انظر: الصوارم الحداد القاطعة لعلائق أرباب الاتحاد، للشوكاني (ص 32)؛ الرد على القائلين بوحدة الوجود، علي بن سلطان الهروي (ص 123).
[26] الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، (ص 158).
[27] النص القرآني أمام إشكالية البنية والقراءة، (ص 297).
[28] الثابت والمتحول بحث في الاتباع والإبداع عند العرب (صدمة الحداثة)، علي أحمد أدونيس (ص 183).
[29] انظر: فلسفة التأويل دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي، نصر حامد أبو زيد (ص 267)؛ الفكر الإسلامي نقد واجتهاد، محمد أركون (ص 162)؛ قيم من التراث، د. زكي نجيب محمود (ص 56).
[30] القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني، محمد أركون، ترجمة: هشام صالح (ص 33).
[31] الحداثة وموقفها من السنة، (ص 111).
- التصنيف: