المساحة الشخصية للرجل والمرأة
المساحة الشخصية هي عبارة عن المنطقة التي تحيط بالفرد ويعتبرها ملكًا له من الناحية النفسية، وتمثل هذه المساحة قيمة خاصة لأغلب الأشخاص؛ بل ينتابهم الشعور بعدم الارتياح أو الغضب أو التوتُّر حال التعدي على هذه المساحة.
المساحة الشخصية هي عبارة عن المنطقة التي تحيط بالفرد ويعتبرها ملكًا له من الناحية النفسية، وتمثل هذه المساحة قيمة خاصة لأغلب الأشخاص؛ بل ينتابهم الشعور بعدم الارتياح أو الغضب أو التوتُّر حال التعدي على هذه المساحة.
والمساحة الشخصية تتعدد نوعياتها حسب نفسية الشخص، وحسب الأشخاص الذين يتعامل معهم الفرد ومنها:
• المنطقة الخاصــة: وهي مخصصة للشخص نفسه، ويرفض دخول أي شخص فيها.
• المنطقة الحميمية: وتكون لمن يحبهم الشخص؛ كالزوجة والأولاد والأقارب.
• منطقة الأصدقــاء: وتستخدم في التحاور مع الأصدقاء والدردشة مع الزملاء والحوارات الجماعية.
• المنطقة العامــــة: وتكون مخصصة للجمهور والغرباء.
إن الرجل يحتاج إلى مساحته الخاصة من أجل الراحة والتفكير والتركيز، مثل النوم أحيانًا في غرف منفصلة أو القيام برحلة منفردة إلى الخارج أو الخروج تمامًا، وهذا لا يعني بالضرورة أنه يخون المرأة أو مبتعد عنها عاطفيًّا؛ وإنما من أجل إعادة الشوق بينهما، أو للتفكير قبل اتخاذ أي قرار، أو يكون تحت ضغط كبير من العمل أو العائلة.
بينما المرأة تحتاج إلى مساحتها الشخصية في ممارسة اهتماماتها وهواياتها بمنتهى الأريحية دون ضغط من الزوج أو الأولاد، وهذا لا يعني عدم القيام بالواجبات تجاه الطرف الآخر، أو إهماله.
إن الرجل إذا شعر أن المرأة تلاحقه، وتريد الدخول إلى مساحته الخاصة يهرب منها، عكس المرأة التي ترغب بدخول الرجل إلى مساحتها فإنها تعطي بذلك عاطفيًّا أكثر، وهنا نُحذِّر الزوجة من إلصاق مساحتها بمساحة الرجل؛ بل يجب أن تكون بينهما مسافة وقوانين تحكمهما.
إن من أكبر أخطاء الزوجة، هو التخلي عن مساحتها الخاصة، وإدخال الرجل في مساحتها والتحكُّم فيها، فإن الرجل إذا اعتاد على التحكُّم في مساحتها ألغى شخصيتها وتحكَّم فيها؛ لذا هناك أمور ممنوع أن تتنازل عنها الزوجة، وتجعل الزوج يتحكَّم فيها ومنها:
• المال، مالها الخاص يجب أن يكون تحت تصرُّفها هي، ممكن أن تساعده وتقف معه في النفقة والسفر وحاجات الأولاد؛ لكن برضاها وليست مجبرة على ذلك.
• الأهل، لا ترضى أن يمنعها من زيارة أهلها أو يمنعها من استقبالهم في بيتها، خاصة الوالدين.
• الدين، فلا ترضى أن يمنعها من الصلاة أو الصيام أو ترك الحجاب أو فعل شيء حرَّمه الله.
• المناسبات والعلاقات، فلا تمنع نفسها من حضور مناسباتها العائلية أو مشاركة صديقاتها، إذا لم يؤثر على علاقتها الأسرية.
• التعليم، فلا تترك مواصلة تعليمها أو حضور البرامج التطويرية من أجل الأسرة، خاصة إذا كانت لا تسبب لها أي مشاكل.
على الرجل والمرأة ألَّا يتردَّدا في إعطاء كل شخص حريَّته في التمتُّع في مساحته الخاصة، ولكي ننجح في مساعدة الطرف الآخر في استثمار مساحته فيما ينفعه أنصح بالتالي:
• منح الطرف الآخر وقتًا للراحة خاصة بعد عمل شاقٍّ.
• لا تحاول تغيير الشريك الآخر؛ بل عليك تقبُّله كما هو، فإن كان سلوكه مزعجًا لك، فعليك بالحوار الناجح من أجل مساعدته للتغيير للأفضل.
• لا تتذمر عندما يريد الطرف الآخر الخروج مع أصدقائه أو أسرته، فقد يكون الشخص يحتاج للتجديد والتنفيس، وهذا ليس مقياسًا لعدم الحب؛ بل للثقة بينهما.
• عندما تكون بعيدًا عن الطرف الآخر، استفِدْ من وقتك واستمتع بمهاراتك وهواياتك، وأعْطِ الطرف الآخر الراحة ليرجع بحماس أكبر.
• الثقة ضرورية جدًّا بين الزوجين، خاصة عند دخوله لمساحته.
• لا تراقب جميع تحركات الطرف الآخر، ولا تزعجه بكثرة الرسائل، حتى يشتاق لك.
أسأل الله أن يُصلح الشباب والفتيات، وأن يجمع بين قلوب المتزوجين والمتزوجات على طاعة الله والحب والتواصل السليم، وأن يخرج من تحت أيديهم من يعبد الله على الحق، وأن يجعل أولادهم لَبِناتِ خيرٍ على المجتمع والوطن، وصلى الله على سيِّدنا محمد.