فوائد مختصرة من تفسير سورة "البقرة" للعلامة ابن عثيمين (3)

منذ 2022-11-27

الآلام, والبلايا, والهم, والغم, تكفير بكل حال, ولكن مع الصبر والاحتساب يكون عملاً صالحاً يثاب عليه, ويؤجر عليه.

                                 {  بسم الله الرحمن الرحيم}

الحيل:

    & للحيل مفاسد كثيرة, راجع إن شئت كتاب " إغاثة اللهفان " لابن القيم رحمه الله

    & الحيل على فعل المحرم أعظم إثماً من إتيان المحرم على وجه صريح, لأنه جمع بين المعصية والخداع.

    & قال أيوب السختياني رحمه الله في المتحيلين: إنهم يخادعون الله كما يخادعون الصبيان, ولو أنهم أتوا الأمر على وجهه لكان أهون " وصدق رحمه الله.

    • العقوبة والنكال:

    & ألم العقوبة ووقعها إذا كان الإنسان ينظر إليها أشد لقوله تعالى ﴿  {وأنتم تنظرون} ﴾ فإن الإنسان إذا رأى الناس يتساقطون في العقوبة يكون ذلك أشدّ وقعاً عليه.

    & النكال, والتنكيل أن يعاقب الإنسان بعقوبة تمنعه من الرجوع إلى ما عوقب عليه.

    • خصال وأخلاق مذمومة:

    & الاستهزاء بالناس من الجهل, وهو الحمق والسفه, لقول موسى عليه الصلاة والسلام: ﴿ { أعُوذ بالله أن أكون من الجاهلين}

    & البخل خلق ذميم حذر الله سبحانه وتعالى منه في عدة آيات.

    & البخل نقص في الإيمان, ولهذا لا يكون المؤمن بخيلاً, المؤمن جواد بعلمه, جواد بجاهه, جواد بماله. جواد ببدنه.

    & ذم الكذب, وأنه سبب للعقوبة, فإن الكذب من أقبح الخصال,...والكذب مذموم شرعاً, ومذموم عادة, ومذموم فطرة أيضاً.

    ـــــــــــــ

    & ذم الحكم بالظن, وأنه من صفات اليهود.

    & الحسد: تمني زوال نعمة الله على الغير سواء تمنى أن تكون له, أو لغيره, أو لا لأحد, فمن تمنى ذلك فهو الحاسد. وقيل: الحسد: كراهة نعمة الله على الغير.

    & الحسد من صفات اليهود, والنصارى.

    & الحاسد لا يزداد بحسده إلا ناراً تتلظى في جوفه, وكلما ازدادت نعمة الله على عباده ازداد حسرة.

    & الحاسد...مع كونه كارهاً لنعمة الله على هذا الغير مضاد لله في حكمه, لأنه يكره أن ينعم الله على هذا المحسود.

    & الحسود مهما أعطاه الله من نعمة لا يرى لله فضلاً فيها, لأنه لا بد أن يرى في غيره نعمة أكثر من أنعم الله به عليه, فيحتقر النعمة.

    & الشيطان, سمي إبليساً لأنه أبلَسَ من رحمة الله, أي أَيِسَ منها يأساً لا رجاء بعده.

    & الشيطان قد يأتي الإنسان فيوسوس له, فيصغر المعصية في عينه, ثم إن كانت كبيرة لم يتمكن من تصغيرها, منّاه أن يتوب منها, فيسهل عليه الإقدام.

    & تحذير الظالم من الظلم _ أي ظلم كان _ لقوله تعالى: ﴿ {والله عليم بالظالمين}  ﴾ فإن هذه الجملة تفيد الوعيد والتهديد للظالمين.

    & قوله تعالى: ﴿ {ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه } ﴾ أضاف الظلم إلى نفسه, وإن كان ظلمه واقعاً على غيره, لأنه جلب على نفسه الإثم, والعقوبة.

    ــــــــــــــ

    & الله سبحانه وتعالى قد يُملي للظالم حتى يستمر في طغيانه.

    & الظلم ينزل بأهله إلى أسفل سافلين, لا يجعلهم في قمة, بل ينزلهم إما في الدنيا, وإما في الآخرة.

    & كلما كان الإنسان أظلم كان عن الهداية أبعد.

    & صاحب الطغيان يعميه هواه, وطغيانه عن معرفة الحق, وقبوله.

    & من الطغيان أن يُقدّم المرء قوله على قول الله ورسوله.

    • النعم:

    & الظلّ عن الحرِّ من نعم الله على العباد, ولهذا ذكره الله عز وجل ممتناً به على بني إسرائيل, لقوله تعالى: ﴿  {وظللنا عليكم الغمام }

    & الإنجاء من العدو نعمة كبيرة ينعم الله بها على العبد.

    & الله تعالى إذا فضل أحداً بعلم, أو مال أو جاه فإن ذلك من النعم العظيمة.

    & الإنسان إذا كان مستقيماً على شرع الله فالنعم من باب الجزاء, وإذا كان مقيماً على معصية الله مع توالي النعم فهي استدراج.

    & أحياناً تكون الأمراض نعمة من الله على العبد, والفقر والمصائب تكون نعمة على العبد, لأن الإنسان إذا دام في نعمة وفي رغد...فإنه يطغى وينسى الله عز وجل

    • الشكر:

    & الشكر يكون بالقلب: وهو إيمان القلب بأن النعمة من الله عز وجل, ويكون باللسان: وهو بالتحدث اعترافاً لا افتخاراً, ويكون بالجوارح وهو القيام بطاعة المنعم

    & إذا كان...زوال النقم موجباً للشكر فحدوث النعم أيضاً موجب للشكر من باب أولى.

    ــــــــــــــــ

    & كلما عظم الإحسان من الله عز وجل استوجب الشكر أكثر, ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم في الليل حتى تتورم قدماه.

    • الدنيا:

    & وصفت هذه الحياة بالدنيا لدنوها زمناً لأنها سابقة على الآخرة, ولدنوها منزلة لأنها دون الآخرة.

    & توبيخ من اختار الدنيا على الآخرة, وهو مع كونه ضلالاً في الدين سفه في العقل, إذا أن الدنيا متاع قليل, ثم يزول, والآخرة خير, وأبقى.    

    & العجيب أن من طلب عيش الآخرة طاب له عيش الدنيا, ومن طلب عيش الدنيا ضاعت عليه الدنيا والآخرة.

    & لا تجد في الدنيا حال سرور إلا مشوباً بتنغيص قبله وبعده, لكن هذا التنغيص بالنسبة للمؤمن خير, لأن له فيه أجر.

    & العجب أن من الناس من سخّر نفسه لما سخّره الله له, فخدم الدنيا ولم تخدمه, وصار أكبر همه الدنيا: جمع المال, وتحصيل الجاه, وما أشبه ذلك.

    • العقل والعقلاء:

    & العقل هو ما يحجز الإنسان عن فعل ما لا ينبغي, وهو خلاف الذكاء, فالذكاء هو سرعة البديهة والفهم, وقد يكون الإنسان ذكياً, ولكنه ليس بعاقل.

    & ينبغي للإنسان أن يكون عاقلاً, ما يخطو خطوة إلا وقد عرف أين يضع قدمه, ولا يتكلم إلا وينظر ما النتيجة من الكلام, ولا يفعل إلا وينظر ما النتيجة من الفعل.

    & كلما نقص الإنسان من تقوى الله كان ذلك دليلاً على نقص عقله, عقل الرشد...والمراد بعقل الرشد الذي به يرشدون.

    ـــــــــــــــــ

    & لا يتعظ بالمواعظ الكونية أو الشرعية إلا أصحاب العقول الذين يتدبرون ما حصل من الآيات سابقاً, ولاحقاً, فيعتبرون بها, وأما الغافل فلا تنفعه.

    & السحر من أعمال الشياطين, لقوله تعالى: ﴿  {ما تتلوا الشياطين}

    & تعلم السحر, وتعليمه كفر, وظاهر الآية أنه كفر أكبر مخرج عن الملة, لقوله تعالى: ﴿ { ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر }

    & السحر...أنواع: منه ما يقتل, ومنه ما يمرض, ومنه ما يزيل العقل, ومنه ما يغير حواس الإنسان, بحيث يسمع ما لم يكن أو يشاهد الساكن متحركاً أو المتحرك ساكناً  

    • السفهاء:

    & السفهاء: جمع سفيه, وهو الذي لا يحسن التصرف لنفسه, وكل من خالف الحكمة في تصرفه فهو سفيه.

    & من اعترض على حكم الله فهو سفيه.

    & كل من لم يؤمن فهو سفيه, كما قال الله تعالى: ﴿  {ومن يرغبُ عن ملةِ إبراهيم إلا من سفِه نفسهُ}  

    & مهما كان الإنسان حكيماً في قوله فإنه يعتبر سفيهاً إذا لم يلتزم شريعة الله.

    & المخالفين للرسل سفهاء,...فإنهم وإن كانوا أذكياء, وعندهم علم بالصناعة  والسياسة, هم في الحقيقة سفهاء, لأن العاقل هو الذي يتبع ما جاءت به الرسل.

    & ينبغي للإنسان أن يدعو لذريته بالإمامة, والصلاح...وإبراهيم طلب أن يكون من ذريته أئمة, وطلب أن يكون من ذريته من يقيم الصلاة.

    ـــــــــــــــــ

    & ينبغي للإنسان أن يشمل ذريته في الدعاء, لأن الذرية الصالحة من آثار الإنسان الصالح...والذرية صلاحها لها شأن كبير بالنسبة للإنسان.

    & قال يعقوب: ﴿ يا بني ﴾ أي يا أبنائي, وإنما دعاهم بوصف البنوة ترفقاً معهم ليكون أدعى إلى القبول.

    & الله قد يبتلي العبد, فيملأ قلبه حباً لما يكرهه الله عز وجل, لقوله تعالى: ﴿  {وأُشربوا في قُلُوبهم العجل}

    & الله تعالى قد ييسر أسباب المعصية فتنة للناس, أي ابتلاءً وامتحاناً...فإياك إياك إذا تيسرت لك أسباب المعصية أن تفعلها.

    & من أعظم البلوى أن يُزيّن للإنسان الفساد حتى يرى أنه مصلح.

    & لا يعرف المؤمن إلا بالابتلاء والامتحان, فعليك يا أخي بالصبر, قد تؤذي على دينك, قد يستهزأ بك...لكن اصبر, واصدق.

    & المؤمن إذا ابتلي بالبلاء الجسمي, أو النفسي يقول: هذا نعمة من الله يكفر الله بها عني سيئاتي, فإذا أحسّ هذا الإحساس صار هذا الألم نعمة.

    & الآلام, والبلايا, والهم, والغم, تكفير بكل حال, ولكن مع الصبر والاحتساب يكون عملاً صالحاً يثاب عليه, ويؤجر عليه.

    & الصبر على البلاء في ذات الله عز وجل من أسباب دخول الجنة.

                            كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

    • 1
    • 0
    • 758

    هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

    نعم أقرر لاحقاً