كن إنسانا وكفى "مراعاة المشاعر"

منذ 2023-05-21

تَفَهَّم الناس وظروفهم بعمق، التمس لهم الأعذار من غير إفراط ولا تفريط، أبْدي لهم الحب، اهتمَّ لأمورهم، أنصت إليهم، ساعدهم في ظروفهم النفسية، شدَّ عضدهم وساندهم فهم يحتاجون إليك.

مراعاة مشاعر أخيك المسلم خاصة والناس عامة من الدين، فالله جل وعلا راعى مشاعر نبينا نوح عليه السلام مرتان، فالأولى حال بينه وبين ابنه بالموج؛ كيلا يرى ابنه وهو يغرق أمامه مراعاة لمشاعر الأبوة أن يراه يغرق أمامه، ولا يستطيع أن يفعل له شيئًا، والثانية عندما خاطبه عن أن العمل غير صالح، فقال: {عمل غير صالح}، ولم يقل عمله غير صالح، مراعاة لمشاعر نوح عليه السلام.

 

وراعى مشاعر أم موسى عليه السلام عندما خافت عليه من فرعون وبطشه، فقال لها ليطمِئن قلبها: {إنا رادوه إليكِ}؛ أعقبها ببشرى {وجاعلوه من المرسلين}.

 

المشاعر...

المشاعر هي مجموعة الأحاسيس التي يحملها الإنسان داخله من حب، سعادة، غضب، انفعال، ألم، معاناة، خوف، كبت، إحباط ... إلى آخره من العواطف التي يشعر بها الإنسان في أوقات متفاوتة خلال يومه وخلال حياته ومسيرته، كلنا ذلك الإنسان كلنا يفرح ويحزن ويغضب ويتألم ويحب...

 

يختلف تأثير مواقف الحياة ذاتها على الناس بشكل مختلف في بعض الأحيان، فقد يقول لك أحد أنك "عاطفي"، فيكون تأثيرها عليك سلبًا على اعتبار أنك تحب أن تعطي انطباعا بأنك قوي، في حين يستقبلها آخر بمعنى إيجابي؛ لأنه فهمها أنك تمدحه كونه شاعريًّا.

 

من المؤكد أن مراعاة مشاعر مَن حولك، وفَهمك لطبيعتهم وسمات شخصياتهم ومبادئهم وتوقعاتهم، وتوجههم الذهني " طباعهم، يمكنك أن تؤسس وتدير علاقات إنسانية غاية في الروعة والنجاح، وتستبعد كل ما يعكر صفو تلك العلاقات.

 

إن تعاملك مع شريك حياتك، أبنائك، أقاربك، أصدقائك، زملائك، جيرانك، وغيرهم يستلزم أن تكون دقيقا في تَفُهَّم شخصياتهم، والظروف التي تحيط بهم من تحديات ومعاناة أو مواضع فرح وسرور.

 

فما الإنسان منا إلا مجموعة مشاعر ووجدان وعواطف وأحاسيس، تستجيب لإدراكاتهم وفهم للمواقف ولُغة المتحدث وأسلوبه.

 

تَفَهَّم الناس وظروفهم بعمق، التمس لهم الأعذار من غير إفراط ولا تفريط، أبْدي لهم الحب، اهتمَّ لأمورهم، أنصت إليهم، ساعدهم في ظروفهم النفسية، شدَّ عضدهم وساندهم فهم يحتاجون إليك.

 

قطعًا هذا السلوك الإيجابي سيحقق لك أنت السعادة والرضا قبل أن يحققه لهم؛ لأنك ستشعر عند إيجابيتك معهم، إنك إنسان تُراعي المشاعر والأحاسيس.

 

كن إنسانًا وراعِ المشاعر والأحاسيس وكفى.

 

مراعاة مشاعر أخيك المسلم خاصة والناس عامة من الدين.

 

ما الإنسان إلا مجموعة مشاعر ووجدان وعواطف تستجيب لإدراكاتهم، وفهم للمواقف وللغة المتحدث وأسلوبه.

_____________________________________________________
الكاتب: محمد حسين حسن

  • 4
  • 0
  • 627

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً