الدعوة تقوم على العلم
قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].
قال الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].
قال الحافظ ابن كثير في تفسير الآية:
يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين الجن والإنس آمرًا له أن يخبر الناس أن هذه سبيله أي طريقته ومسلكه وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده ولا شريك له، يدعو الله بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان، هو وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بصيرة ويقين وبرهان عقلي وشرعي.
وقوله: {وَسُبْحَانَ اللَّهِ} أي وأُنزِّه الله وأُجله وأُعظمه وأُقدسه عن أن يكون له شريك، أو نظير أو عديل، أو نديد، أو ولد، أو والدة، أو صاحبة، أو وزير، أو مشير تبارك وتقدس وتنزه عن ذلك كله عُلوًا كبيرًا. [ج 2/ 495].
2- وقال الطبري: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: قل يا محمد: هذه الدعوة التي أدعو إليها، والطريقة التي أنا عليها من الدعاء إلى توحيد الله، وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأوثان، والانتهاء إلى طاعته، وترك معصيته (سبيلي) وطريقتي ودعوتي أدعو إلى الله وحده لا شريك له.
(على بصيرة) بذلك ويقين وعلم مني به أنا، ويدعو إليه على بصيرة أيضًا من اتبعني وصدقني وآمن بي.
(وسبحان الله) يقول تعالى ذكره: وقل تنزيهًا لله، وتعظيمًا له من أن يكون له شريك في ملكه، أو معبود سواه في سلطانه.
(وما أنا من المشركين) يقول: وأنا بريء من أهل الشرك به، لست منهم، ولا هم مني. [تفسير الطبري تحقيق محمود شاكر ج 16/ 290].
من فوائد الآية وتفسيرها:
1- الأمر بالدعوة إلى توحيد الله، وتقديمه على غيره.
2- التوحيد يتمثل في كلمة لا إله إلا الله: (لا معبود بحق إلا الله).
3- الداعية يجب أن يدعو على علم وبصيرة في أمور دينه، فينفع الناس، والجاهل يضر أكثر مما ينفع.
4- تنزيه الله تعالى عن الشريك في الذات والصفات.
5- البراءة من الشرك: وهو صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله: كدعاء الأموات، أو الغائبين، أو الحكم بغير الإسلام..
6- العلم قبل القول والعمل، قال تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إلَهَ إلا اللَّهُ} [محمد: 19]. وقال البخاري في كتابه: (باب العلم قبل القول والعمل).
قلت: إن المسلم لا يستطيع أن يقول ويعمل عملًا صحيحًا مقبولًا قبل أن يعلم.
- التصنيف: