طوعًا وكَرهًا
هل من الصواب أن نعتقد أن الإنسان فقط هو المخير، وباقي الكون من الذرة إلى المجرة مسير؟ تأمل معي في هذه الآية:
هل من الصواب أن نعتقد أن الإنسان فقط هو المخير، وباقي الكون من الذرة إلى المجرة مسير؟
تأمل معي في هذه الآية:
{﴿ثُمَّ استَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلأَرضِ ائتِيا طَوعًا أَو كَرهًا قالَتا أَتَينا طائِعينَ﴾} [فصلت: ١١]
لقد أطاعتا ربهما عن رضى واختارتا أن يمتثلا لأوامره طوعًا وليس قهرا.
وتأمل أيضا هذه الآية
{﴿وَلِلَّهِ يَسجُدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ طَوعًا وَكَرهًا وَظِلالُهُم بِالغُدُوِّ وَالآصالِ ۩﴾} [الرعد: ١٥]
إن الكون كله يعبد الله طوعا - كما دلت الآية السابقة - عدا الإنسان!
{﴿أَلَم تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسجُدُ لَهُ مَن فِي السَّماواتِ وَمَن فِي الأَرضِ وَالشَّمسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجومُ وَالجِبالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوابُّ وَكَثيرٌ مِنَ النّاسِ وَكَثيرٌ حَقَّ عَلَيهِ العَذابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِن مُكرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفعَلُ ما يَشاءُ ۩﴾} [الحج: ١٨]
فالقليل الذي سجد لله طوعا، أما الكافر المتمرد فإن كان لا يسجد لله تكبرا، فإن كل خلية بل كل ذرة بل كل جسيم أولي في جسده يسجد لله طواعيةً (طوعًا) ويتبع أمره المتمثل في قوانين الطبيعة، إلا أن هذا يحدث رغما عن إرادة الكافر! فلو كان الأمر بيديه كان قد منع ذراته وخلاياه من السجود لله، لكنها تسجد رغما عنه (كرها).
والله أعلم
- التصنيف: