أزمة الهوية الإسلامية
الهوية الإسلامية هى مجموع الصفات التى تميز المجتمع الإسلامى عن غيره من المجتمعات والتى تبين مدى انتمائه لدينه واعتزازه به
الهوية هى مجموعة الصفات التى تميز شخصا عن غيره أو مجموعة عن غيرها وهى التى تحدد سلوكيات الفرد وكيف ينظر إلى نفسه وهى التى تجعله متفرد عن أقرانه
الهوية الإسلامية هى مجموع الصفات التى تميز المجتمع الإسلامى عن غيره من المجتمعات والتى تبين مدى انتمائه لدينه واعتزازه به
فهل هذا موجود فى مجتمعاتنا اليوم ؟ لنلق نظرة على الأسر المسلمة كيف تربى أطفالها
إن الطفل الذى يربى فى أسره تنتمى للإسلام بالاسم فقط فهى لا تصلى ولا تصوم ولا تقرأ قرآن وليس هناك ذكر لله بأى شكل فى البيت يُخرج هذا البيت أطفالا هويتها الإسلامية مشوهة فهناك فرق بين المتشبع بمعانى التدين وبين من نشاأ مسلما بالاسم ولم ينطبع الإسلام على سلوكياته فمن السهل على هؤلاءحين يكبرون أن تلعب بهم رياح الغرب ووثنية الشرق تحت مسمى الثقافة والاطلاع فلا يتمسك كل منهم بهويته الإسلامية
وإننا لنجد من الأمهات من تحرص كل الحرص على أن يتعلم أطفالها فى مدارس تتكلم اللغة الأجنبية بل وتتباهى أن ابنها يتحدث هذه اللغة بطلاقة ولا تدرى أنها تشوه هوية الطفل ومن المعلوم أن الطفل لا يستوعب لغتين مرة واحدة إما العربية أو الانجليزية فاللغة تدل على هوية الإنسان وتكشف ذاته وتبين من هو وهى تعنى انتماءه وولاءه لبلده وموطنه وأى إضعاف لها وإبعاد لها عن الإستعمال هو طمس للهوية العربية وقديما قالوا تحدث لكى أعرفك والمرء مخبوء تحت لسانه
قد يتساءل البعض ألهذا الحد اللغة مؤثرة أم أننا نضخم الأمور ؟!
بلى إن الأمر يستحق والدليل هو محاولات الاستعمار فرض لغته على سكان البلاد وهذا ما حدث فى الجزائر حين اصدر رئيس وزراء فرنسا مرسوما يحظر اللغة العربية فى الجزائر واعتبارها لغة أجنبية لتغلغل اللغة الفرنسية فى الثقافة الجزائرية بل ويتفاخرون بها على حساب لغتهم الأصل إلى أن زال الاحتلال فأخذت الحكومة تعمل على تعريب اللغة ولكن آثار اللغة الفرنسية ظلت مشاهدة فى لغتهم حتى هذا العصر فاللغة الأجنبية ليست مجرد حروف وكلمات تنطق وانما هى لغة تواصل وطريقة تفكير تشكل انتماء الانسان
نحن لا نقول للآباء لا تعلموا أولادكم لغة أجنبية ولكن ليس على حساب لغتهم الأم لغة القرآن وهذا أدعى أن يعتز المسلم بلغته ويتساءل لماذا قضى المولى عزوجل أن تكون لغة القرآن ؟ ويتفكر كم يعانى كل من دخل فى الإسلام من الأجانب فى فهم القرآن لأنه بلغة غير لغته ويضطر إلى دراسة اللغة العربية ليفهم القرآن تلك اللغة التى يخجل منها بعض العرب لأنها لا تواكب الحداثة والتطور ولكى يحدد الإنسان هويته يجب أن يكون عنده إجابات لهذه الاسئلة من أنا ؟ ولماذا وجدت فى هذا الكون ؟ وما هو الهدف من هذه الحياة وبناء على الاجابات تتحدد مستوى الهوية لديه
ففى بداية النشأة تجد الطفل يقلد كل فرد من أفراد الأسرة فتارة يتشبه بالأب وتاره يقلد أمه وأخوه الكبير إلى أن تأتى مرحلة المراهقة فيسعى لتخليص نفسه من أن يكون نسخة طبق الأصل من أفراد أسرته ويسعى لتحقيق ذاته المستقلة فإن سارت الأمور على ما يرام ووجد من يأخذ بيده ويرشده وينقل له خبراته لينتقل إلى مرحلة الشباب بأمان وقد تحددت معالم شخصيته وعلاقتها بالهوية وإلا اصبح تحديد الهوية مشكلة بالنسبة له وقد تؤدى فى بعض الحالات لاضطرابات نفسية وقلق نتيجة النظرة المتدنية للذات وبالتالى فقدان الهوية
كذلك الحال بالنسبة للأمة فإن قياس مدى تمسكها بهويتها الإسلامية فعلى مستوى الفرد يظهر من خلال تمسك المسلمين بالأعراف والأخلاق الإسلامية من بر الوالدين والإحسان إلى الجار وعدم المجاهرة بالمعاصى وعلى مستوى المجتمع يظهر من خلال محافظتها على العادات والتقاليد التى تشكل هوية الآباء والأجداد وهى التى بدورها تساعد فى وحدة الأمة التى نراها فى الفرح بالنصر أوالشعور بكراهية العداون والظلم الواقع على أى عضو من أعضاء المجتمع الاسلامى فهل نجد هذا حقا أم اننا نعانى من ضعف الهوية والانتماء الذى نجده بالنظر إلى معدلات شراء المنتجات العالمية بل والتباهى بها لمجرد أنها تحمل لوجو الشركة العالمية ليس إلا والذى بدوره حول المجتمع إلى استهلاكى وجعل الشباب يعمل من أجل الحصول على المال الذى يشترى بها أحدث ساعة ونظارة وبنطلون وليس ليكون هو المصنع لها ومن مظاهر الولع بكل ما هو غربى أيضا انشغال الشباب ببناء الاجسام والسعى للشكل المثالى للجسد حتى ينال إعجاب الطرف الآخروأيضا نجد اهتمام الفتيات بجمالهن الشكلى وجسدهن والتفنن فى إبداء مفاتنها واهتمام الفتى بجسده وكيف يصل إلى جسد هذا الملاكم الفلانى أو هذا المغنى وبالتالى أهمل بناء العقل وعلم النفس يقول أن من تشبه بقوم فى الظاهر فقد يؤثر بالتدريج على باطنهم ويتغير بالتبعيه
ومما يدل على هشاشة الهوية الإسلامية لدى الشباب أيضا البحث عن حل لمشكلاتهم فى الفلسفات اليوناية والوثنية الشرقية التى تخفى وراءها عقيدتهم الفاسدة تحت مسمى الاسترخاء وعلوم الطاقة وغيرها من الثقافات المريضة والعقيدة الفاسدة وذلك لغياب الدين وفقد الثقة بالله الناتج عن ضعف الإيمان فى نفوس هؤلاء الشباب وعدم معرفة النشء الكثير عن دينهم والتصور الإسلامى للحياة والوجود والذى بدوره يؤدى إلى انتشار الألحاد بل وقيام مراكز فى العلن تدعو إليه صراحة وارتباط هذه الدعوى بالإباحية وكأنهم وجهان لعملة واحدة الألحاد والإباحية أينما ظهرت واحده تبعتها الآخرى وذلك أيضا لغياب الوعى الدينى والخوف من الله وطبيعة الصراع بين الانسان وشهواته وقد زين الشيطان له كل قبيح وعدم قيام الأسرة بدورها فى تربية الأبناء بالانشغال بلقمة العيش كما ساهم فى ذلك ارتفاع نسب البطالة بين الشباب الذى دفعه الى الاحساس بغياب العدل وانتشار الظلم وكان هذا سبب من اسباب تبنى الشباب الفكر الالحادى مع ما يروجه الاعلام من صورة غير واقعية للحياة تجعل الشاب ينفر من واقعه ويستسلم للأفكار السلبية حتى وإن كانت مخالفة لعقيدته الإسلامية
وهذا كله يؤدى إلى فقد الشباب الثقة بأنفسهم وعدم الاكتراث للقيام بأى نشاط والإحساس بعدم الجدوى من أى شىء وأنه لا معنى للحياة وجزء كبير من هذا الشعور نتيجة لفقده الانتماء لشىء ابتداء من الانتماء لأسرته إلى انتمائه للإسلام ومدى تأصل هذه المشاعر فيه وتجذرها والذى يفسر انتشار أمراض القلق والاكتئاب الشباب فى الأونة الاخيرة ولجوءهم إلى الانتحار فى بعض الأحيان
ومن أسباب ضعف الهوية هو وسائل التواصل الحديثة والعالم الرقمى الذى ربط الناس فى الشارع والمنزل والعمل وفى كل مكان بشبكات التواصل الاجتماعى مما سبب تراجع تواصل الناس بعضها مع بعض وارتباط الإنسان بالآلة أكثر من أخيه الإنسان وهذا يخلق جيلا غير مرتبط بعادات وتقاليد مجتمعه وتزداد فيه الخصوصية الفردية للأشخاص على حساب روح الجماعة وازداد اتصال الشباب مع أناس مختلفين عنهم فى عقيدتهم وثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم مما أثر عليهم يوما بعد يوم وجعل الشباب يقتفى أثر هذه الشعوب وبالتالى ضعف الولاء للوطن والتخلى عن الدفاع عنه والتمرد على مجتمعه والاستخفاف بثوابته وأخلاقيات الإسلام
ويظهر طمس الهوية الأسلامية فى كشف العورات بنزع الحجاب او تسوء صورة المحجبات تحت اسم التحرر ويتحدث عن ذلك الدكتور عصام هاشم فيقول : يوم أن ضيَّع أفراد الأمة هويتهم، وذهبوا يتخبطون في دياجير ظلمة الحضارة المعاصرة بحثاً عن هوية، ظهرت نسخة مشوهة من الحضارة الغربية بين شباب بلاد الإسلام، حيث ظهر من يقلدهم في لباسهم وأكلهم وشربهم وقصات شعورهم، بل وحتى في سعيهم البهيمي في إشباع شهواتهم، وظهر من فتيات الإسلام كذلك من تعرت وتفسخت وتركت حجابها وظهرت على شاشات الفضائيات والقنوات مغنية أو راقصة أو مقدمة، والأدهى من ذلك والأمر أن هناك من بني جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا، يسعون باسم الثقافة والتقدم إلى مزيد من طمس الهوية الإسلامية؛ فيسعون لكشف المحجبة، وإفساد المؤدبة، وإخراج المكنونة المستترة..
ويقول الدكتور جمال عبد الهادي: إن الأزمة بلغت إلى حد أن الأمة صارت تستورد قيمها من غيرها لتبني حضارتها، ولاشك أن هذه أعظم مخادعة للذات؛ لأنها تبني بيتها على جرف هار، إن من يتصور أن في اتباع قيم الآخرين ومناهج حياتهم، والوقاية من بطش أمم شاء الله لها العلو في الأرض زمناً والإفساد فيها إلى حين، لهو واهم؛ لأن صدام الحضارات والأديان والثقافات أصبح حقيقة واقعة ومعلوم من التاريخ
وفى النهاية إن أزمة الهوية ناتجة من ضعف ما هو مشترك بين الأفراد والذى يؤدى إلى انقسام المجتمع وتلاشى الشعور بالانتماء والحرية وهذا ينعكس على معدل الاستقرار والنجاح
دور الأسرة والمجتمع فى تعزيز الهوية لدى أبناءها
على الأسرة أن تربى ابناءها على تعاليم الإسلام والعقيدة الصحيحة التى تجعل الإنسان مخلصا لله وحده وأكثر تقوى لله فهو يعلم السر وأخفى وهو الذى نلتمس مرضاته وتغرس فيهم مساعدة غيرهم من المسلمين وتبين لهم الأدلة من القرآن والسنة على أهمية التعاون على البر والتقوى وأن المؤمن للمؤمن كالبينان المرصوص وهذا يقى الفرد والمجتمع من التفكك والعداءات المحدثة للفتن روى البخاري عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (ما مِن مَوْلُودٍ إلَّا يُولَدُ علَى الفِطْرَةِ، فأبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أوْ يُنَصِّرَانِهِ، أوْ يُمَجِّسَانِهِ،
فعلى الآباء أن يستشعروا حجم المسئولية الملقاة عليهم فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته
وعلى الأسرة والمدرسة أن تقوى ثقة الطفل بنفسه وتقديره الذات وهذا بالتبعية عندما يكبر ويصبح شاب لا تعصف به رياح الغرب أو الشرق
إذا لم تقم الأسرة على أساس صحيح وتهتم بتربية أبناءها فسيدفع المجتمع بعد ذلك الثمن فالأب والأم مشغولان طوال النهار بالوظيفة والسعى من أجل العيش تاركين مهمة التربية لوسائل التواصل الاجتماعى والصحبة التى قد تكون مختلفة فى قيمها وسلوكياتها
ويجب على المربي أن يأخذ بيد الفتى والفتاة ليعرف نفسه .....من هو؟ وبمن يقتدى وما القيمة من حياته ؟ فالاستبصار بهذه الأمور يساعده فى تحديد هدفه وهويته وقدواته فمعظم المشاكل النفسية تأتى من عدم معرفة الإنسان نفسه وبالتالى تجده سريع الاصطدم بمن حوله أو الذوبان فيهم
كما أن للعملية التعليمية دور فى تعزيز الهوية بعدم التركيز على التلقين والحفظ دون الاهتمام بالقيم الإيمانية وترسيخ الأخلاق بشكل عملى فلا يكون العلم مجرد أرزاق يدرسها الطالب ليخرجها فى الامتحان ثم ينسى ما تعلمه فكان العلم من أجل الدرجات وليس للفهم والتطور
والعمل على توفير وسائل تشعر الشباب بأهميته وانه غير مهمش ولا يركز فقط على تلبية حاجته المادية فقط من مطعم وملبس وتعليم ولكن تلبية حاجته النفسية وهذا دور مؤسسات رعاية الشباب والمنتديات الثقافية والأدبية لتملأ فراغ هؤلاء الشباب
كما أن للمسجد والمحاضن التربوية دوراً فى تنشئة الشباب فقد عملت على تعديل سلوكيات كثير من الشباب الجامح فكريا وعقائديا إلى مؤمن صالح مصلح فى مجتمعه
التركيز على نماذج القدوة التى يجب أن يقتدى بها الشاب ابتداء من رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة وقصص التابعين والقادة الذين فتحوا البلاد وكيف كانت الصعوبات والمحن التى واجهوها حتى يصلوا إلى ما وصلوا اليه فبذلك يرى تطبيقا عمليا للقيم التى يتربى عليها فتؤثر فى سلوكه بشكل إيجابى وتجعله يتمسك باقتفاء أثرهم فتترسخ الهوية الاسلامية لديه
إن الفخر والاعتزاز بالهوية الحقيقى ليس ما انجزه الاباء والاجداد إنما هو مقدار ما نحققه من تحسن فى القيم والاخلاقيات
فحريا بكل مسلم أن يتمسك بهويته ويتأمل فى آيات القرآن ليعرف أهميته فى هذ الكون وأنه مكرم عند الله إذ قال الله تعالى: {﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ﴾} [الإسراء: 30] وأنه خلق لعبادة الله وحراسة هذا الدين وأنه مكلف من قبل المولى عزوجل لإعمار الأرض { ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً .. ﴾} [سورة البقرة: 30] وهذا معناه أنه لم يخلق عبثا قال الله عز وجل {﴿ أَفَحَسِبۡتُمۡ أَنَّمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ عَبَثٗا وَأَنَّكُمۡ إِلَيۡنَا لَا تُرۡجَعُونَ ١١٥}
ويدرك الشاب أن عليه العمل للتمكين لدين الله وأن يتقن ما يعمل مهما كان بساطة العمل ويحتسب النية لله أنه فى ميزان نهضة أمته فالمؤمن القوى خير عند الله وأحب من المؤمن الضعيف والقوة تأتى من الاستعانة بالله والثقة فى دينه والثقة فى أن النصر لهذا الدين مهما طال الوقت
وليدرك قيمة الحياة الحقيقية أنها ممر وجسر للآخرة وأن الله خلقه ليبتليه ويرى كيف سيعمل فيجب أن يستغل وجوده فيها ليعمل لآخرته
وعلى الأخصائى النفسى أو التربوى مساعدة الشاب لمعرفة حقيقة نفسه وعدم الذوبان فى الآخرين أو الرفض التام للمجتمع وأن يركز على جوانب قوته ومما يقوى ثقته بنفسه المشاركة فى الأعمال التطوعية من باب أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس
وعلى الأسرة والمربين أن يربطوا الأطفال منذ الصغر بجعل التكاليف الشرعية هى محور التربية حتى لا يكون الطفل أداة فى يد الإعلام الغربى فيشكل هويته بما لا يناسب الشرع الإسلامى
كما أن الصحبة مهمة بالنسبة للشباب لأنهم يشاركون فى توجيه سلوكه وقديما قالوا "قل لى من تصاحبه أقل لك من أنت ؟" فالحرص على انتقاء الصحبة االصالحة وألا تكون ممن يجدهم على صفحات التواصل الاجتماعى لأشخاص لا يدرى ما ثقافتهم ولا يفصحون عن هويتهم
وفى النهاية على الشاب ألا يقف عند الماضى ويركز جهوده فى الحاضر وما وصل إليه حتى لا يقع فريسةلليأس والإحباط وأن يوازن بين إمكانياته وبين طموحاته وواقعه حتى لا يهرب من مواجهه واقعه بأن يسافر فيعيش حياة الغرب بكل تفاصيلها وينتهى علاقته بالاسلام وديار الإسلام لاهثا وراء ما يزعم أنه التقدم والحضارة
- التصنيف: