السلفية" كلمة تقُض الجَنَبات وتُثير التساؤلات

منذ 2012-01-13


ما هي "السلفية"؟ ومن أهلها؟ وأين محلها من الإعراب وقد كثُر اللحن وفشى الجهل؟

"السلفية" عند عرضها على النصوص وفهمها فهما صحيحا لا يتبرأ منها أحد ولا يعتدي عليها صاحب..

"السلفية" يا رجالَ الإسلام ونسائَه هي السير على جادّة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعلى سير الصحابة والتابعين..

"السلفية" ليس تنظيما يؤرِّق ولا حزبا يفرِّق ولا جماعة تعتدي ولا أخلاقا عنيفة..

من ينتمي إلى "السلفية" ومن يقول أنا "سلفي" فإنه ارتقى مرتقى صعبا ولَبِس تاجا لا يقدر على حمله إلا المتَّبعون للهدي المجانبون للبغي.

يا أحبتي "السلفية" وَأَدَها كثير من رُوَّادها وأدعيائها، "السلفية" ليست رداء يلبس وإنما عمل بالكتاب وفهم للخطاب، "السلفية" أخلاق صحابية ونفوس زكية، "السلفية" اتباع للشرع ونزع للهوى.. ليس كل من ضيّع نسبه قال "أنا سلفي"، وليس كل من قال "أنا سلفي" صُدق، وإنما الأعمال تصدق الإنسان لا غير.

ماذا دهى "أدعياء" السلفية حين شوّهوا وجه التاريخ وغيّروا ملامحه؟؟

لماذا أصبح "أدعيائها" في بعض المواطن مفرِّقون للصف باغون؟

متى كانت السلفية صيدا للسيئات والتقاطا للعثرات؟؟

"السلفية" رحمة بالناس وهداية لهم، "السلفية" أخلاق طاهرة..

اتقوا الله في دينكم يا هؤلاء ولا تضيِّعوا صوابكم بالخطأ الفاضح.. ولا صدقكم بالكذب.

"السلفية" ليست بدْعا من القول، ولا تنتمي إلا إلى مؤسسها وهو محمد صلى الله عليه وسلم.

ولكن ما الذي يُغري بعض الناس في الطعن واللمز "بالسلفية"؟

لا شك أن هناك جهلا بها فمن أصيب بهذا الداء فلا بد أن نُجلِّيَ له الصورة ونوضِّح له المنهج بخلق نبوي وأسلوب تربوي.

وهناك من يفهمها ولكن يرى سلوكا مجانبا للدعوى، وحقيقة ليست عليها برهان، وهؤلاء جانب كبير من أمتنا، فاللهَ الله في الرحمة بالناس والرأفة بهم.

أقولها وبكل صدق وقوّة ويقين، "السلفي": من يدعو الناس بأخلاقه قبل علمه!!

"السلفيون" هم الذين يقفون بجانب الأمة يرفعون منارَها ويُورُونَ نارَها، يبصّرون الجاهل، ويسندون العالم..

"السلفيون" هم خندق الإسلام يذودون عن الحياض ويكافحون عن التراب، في كل ثغر تجد لهم علامة، وفي كل هيعة وفزعة تجدهم إليها السابقين.

"السلفيون" ليسوا خوارج ولا إرهابيين ولا متشددين.

"السلفيون" يعطون الطاعة لأولياء أمورهم، وهم عون لهم على أعدائهم، لا يبتغون أجرا منهم ولا درهما، ولا يرقّعون ما خرقوه.. وأضعف الإيمان عندهم الإنكار بالقلب.

"السلفية" ليست شِراكا للتَّبْديع على كل زلّة بدعوا المخالف ولمزوه بألقاب تدُك الجبال!!

"السلفية" ليست تكفيرا للإنس والجن ولا سفكا للدماء وقتلا للأبرياء، كفى ثم كفى يا هؤلاء.

"السلفية" ليست تقصيرا للثوب وإسدالا للحية فحسب وإنما سير على منهج الحياة.

وإذا كان الأمر كذلك فليس لأحد أن يُخرج منها ما شاء لأنه لم يُزكَّ من فلان، أو تكلم به ذاك الشيخ، أو مشى مع زيد وعمرو فيُخرجه منها على المظنّة، ويبعده فيها على التهمة..

ثم إن كان له في الأمر شيء أدخله فيها متبعا للهوى.

"السلفية" صدرها رحب وعريكتها ليِّنة ليست ذات شروط مستعصية وإنما هي جامعة، وهي كذلك مانعِة من دخول غيرها فيها، فهي من باب "إذا اتسع الشيء ضاق".

"السلفية" ليست تصديرا للغِر الجاهل لأنه حقق كتابا، ولا رِفعة للمتفيهق لأنه قال "حدثنا فلان".

"السلفية" لا تعادي مذهبا من المذاهب الأربعة، بل هم من أشد الناس توقيرا لهم وإجلالا.. وهي المنافرة الأولى للعصبية المقيتة.

"السلفية" مدرسة عظيمة فيها الفقيه والمُحدِّث والأديب.. شاملة للعلوم لا تقتصر منها على النزر القليل بل علمائها أكثر الناس تفننا وأقلهم اقتصارا.

وإن "السلفية" الآن ينتسب إليها كثير من الأدعياء يمتازون بالفظاظة والغلظة، وقلة العلم والفهم، منفِّرين، تعلَّموا قبل التربية، ففقدوا العلم والتربية معا.. يناطحون الكوكب في عليائه وينقُدون النجمَ في سمائه.

ولربما قال المرء لست سلفيا وهو سلفي!! فافهم هذا.

حتى من لا تُنبئ أعماله سلفيته واتخذ طريقا محايدا وتسمى باسم آخر فلربما لا يَستغني عنه السلفي بل المسلم، لأنه أقام صرحا من صروح الدين، ورفع راية من رايته فهو يمقُت زلته ويشكر فِعلته ويغفر الزلات في بحر الحسنات.

وحتى أنصف الأمر فإني والله لقيت عددا من العلماء والمشايخ حالهم هذه سواء أكانوا في شامٍ أم في يمنٍ أم نجدٍ والحجاز، أرأف الناس بالناس وألينهم، وأفهم الناس للدين وأكثرهم له تطبيقا، بل والله إني استقيت الكلام المثالي السابق من حالهم الناطقة وجُملهم الصادقة، ولربما نظرت إلى وجه أحدهم فذكرت الله!!

فابحث عن هؤلاء ولا تلتفت إلى غيرهم ففي المواطن التي ذكرت "أدعياء" كالغيلان عبس وبسر ثم أدبر واستكبر، وإن أردت خُلاصة الكلام وعُصارة القول فالسلفية الصادقة هي الإسلام.

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

المصدر: الكـاتب: داود العتيبي
  • 7
  • 0
  • 2,344
  • Ahmed Aly

      منذ
    جزاك الله كل خير..كلامك من ذهب

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً