شرح ابن جزي: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ

منذ 2024-11-21

يقول ابن جزي:  {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ، هذا ثناء على خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يقول ابن جزي:  {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ، هذا ثناء على خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قالت عائشة رضي الله عنها: «كان خلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القرآن» ، تعني التأدب بآدابه، وامتثال أوامره. وعبر ابن عباس عن الخلق بالدين والشرع، وذلك رأس الخلق، وتفصيل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع كل فضيلة، وحاز كل خصلة جميلة، فمن ذلك شرف النسب، ووفور العقل، وصحة الفهم، وكثرة العلم، وشدّة الحياء، وكثرة العبادة والسخاء والصدق والشجاعة والصبر والشكر والمروءة والتودد والاقتصاد والزهد والتواضع والشفقة والعدل والعفو وكظم الغيظ وصلة الرحم وحسن المعاشرة وحسن التدبير وفصاحة اللسان وقوة الحواس وحسن الصورة وغير ذلك، حسبما ورد في أخباره وسيره صلى الله عليه وآله وسلم، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: «بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» .

وقال الجنيد: سمى خلقه عظيما، لأنه لم تكن له همة سوى الله عز وجل. اهـ

وقال ابن كثير في تفسيره: 

ومعنى هذا أنه عليه السلام، صار امتثال القرآن، أمرا ونهيا، سجية له، وخلقا تطبعه، وترك طبعه الجبلي، فمهما أمره القرآن فعله، ومهما نهاه عنه تركه. هذا مع ما جبله الله عليه من الخلق العظيم، من الحياء والكرم والشجاعة، والصفح والحلم، وكل خلق جميل.

كما ثبت في الصحيحين عن أنس قال: «خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي: "أف" قط، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته؟ وكان صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا، ولا مسست خزا ولا حريرا ولا شيئا كان ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكا ولا عطرا كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم» .

والأحاديث في هذا كثيرة، ولأبي عيسى الترمذي في هذا كتاب "الشمائل". اهـ

  • 0
  • 0
  • 133
  • عبد الرحمن محمد

      منذ
    معاداة اليهود كمعاداة النصارى • معاداة اليهود كمعاداة النصارى لا اختلاف بينهما في دين الله تعالى، فكلهم عدو المسلمين وبعضهم أولياء بعض في حربهم، ومع وضوح هذا الأمر في كتاب الله تعالى، إلا أننا نرى من مُسخت عقولهم من مدِّعي الإسلام يفرقون بين معاداة اليهود ومعاداة النصارى، فُيجرِّمون كل تعامل مع اليهود، وفي المقابل يُبيحون مثله مع النصارى، مع أن الجميع مشتركون في الحرب على المسلمين، لا سيما حربهم في فلسطين، فالنصارى هم ظهر اليهود وسندهم وبهم قام كيانهم، فالتفريق بين عدواتهم تفريق بين المتماثلات واتباع للهوى ومخالفة لكتاب الله تعالى كما قال: {وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً