الظلم والشح مهلكات

منذ 5 ساعات

من الأدواء المهلكة التي حذر منها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : الظلم والشح

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله 

من الأدواء المهلكة التي حذر منها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : الظلم والشح

وكلاهما يدل على تعلق المرء بالدنيا وضعف الإيمان باليوم الآخر، ولو وضع المؤمن نصب عينيه أنه سيحاسب على ظلمه لامتنع عن الظلم قبل أن يظلم أو يبطش أو يأكل مال غيره أو يمسك ميراث أرحامه.

ولو تذكر أن الدنيا زائلة سيمنعه التذكر عن  البخل بما يملك وما لا يملك والشح في الخير وكراهية العطاء أو بذل المعروف وإمساكه عن الناس .

قال صلى الله عليه وسلم:

«اتَّقُوا الظُّلْمَ، فإنَّ الظُّلْمَ ظُلُماتٌ يَومَ القِيامَةِ، واتَّقُوا الشُّحَّ، فإنَّ الشُّحَّ أهْلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ علَى أنْ سَفَكُوا دِماءَهُمْ واسْتَحَلُّوا مَحارِمَهُمْ» .

[الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2578 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] التخريج : أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (8561)، والبيهقي (11612)، وأبو عوانة في ((مستخرجه)) (11260) جميعا بلفظه] .

جاء في شرح الموسوعة الحديثية (الدرر السنية) :

يَنْهَى النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنْ مَساوِئِ الأخلاقِ، وأمَرَ النَّاسَ باجتنابِها والبُعدِ عنها، والخَوفِ مِن الوقوعِ فيها، وخاصَّةً الأمراضَ الَّتي تَكادُ أنْ يَهلِكَ بها صاحبُها في الدُّنيا والآخرةِ.
وفي هذا الحديثِ يَأمُرُنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنْ نَتَّقي الوقوعَ في الظُّلم، وهو كلُّ أذًى يَتسبَّبُ فيه المسْلمُ لغَيرِه، سواءٌ كان إنسانًا أو حيوانًا، فَيأمُرُ المسْلِمينَ بالخوفِ والحذَرِ وَالابتعادِ عنه، ثمَّ بيَّن صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَببَ تَحذيرِه مِن الظُّلمِ؛ وهو أنَّه يكونُ ظُلماتٍ يومَ القيامةِ على صاحبِه لا يَهتدِي بِسَببِها، على حِين يَسْعى نورُ المؤمنينَ بيْن أيْدِيهم وبأيمانِهم، ويَحتمِلُ أنَّ الظُّلماتِ هنا الشَّدائدُ والأهوالُ الَّتي يكونُ فيها الظَّالمُ، ويَحتمِلُ أنَّها عِبارةٌ عن الأنكالِ والعُقوباتِ.
ومِن الأخلاقِ الَّتي حذَّرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «الشُّحُّ»، وهو البُخْلُ بِأداءِ الحقوقِ والواجباتِ الماليَّةِ، مع الحرصِ على ما ليْس له، وهو نوعٌ مِن الظُّلمِ، وقيل: البُخلُ يَصلُحُ وصْفُه لأشياءَ بعيْنِها، أمَّا الشُّحُّ فهو عامٌّ؛ فيكونُ مثَلًا البخلُ في المالِ، والشُّحُّ في كلِّ شَيءٍ، فيكونُ الشُّحُّ صِفةً لازمَةً للشَّخصِ، بخِلافِ البُخلِ فيكونُ صِفةً لبعضِ أفعَالِ الشَّخصِ، ثمَّ بيَّن سَببَ نَهيِه عن الشُّحِّ بأنَّه أهلكَ مَن كان قبْلَنا مِن الأُممِ؛ فَداؤُه قديمٌ وبَلاؤُه عظيمٌ، فقدْ حَمَلَهم وبعَثَهم الشُّحُّ والحِرصُ على الدُّنيا على أنْ سفَكُوا وأراقوا دِماءَ بعضٍ، وحَمَلهم الشُّحُّ أيضًا على أنِ استحَلُّوا مَحارِمَهم، يَحتمِلُ أنَّ المرادَ بالمحارمِ: جميعُ ما حرَّمَه اللهُ عليهم أو بعْضُه، كما حرَّمَ اللهُ تعالَى الشُّحومَ على اليهودِ، والصَّيدَ يوْمَ السَّبتِ، إلَّا أنَّهم اسْتَباحوا ما نُهُوا عنه، ويَحتمِلُ أنَّ المرادَ: اتَّخَذوا ما حرَّمَ اللهُ مِن نِسائهِم حَلالًا، أي: فَعَلوا بهنَّ الفاحشةَ، وروى أبو داودَ عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضيَ اللهُ عنهما قال: خَطَب رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: ««إيَّاكم والشُّحَّ؛ فإنَّما هَلَكَ مَن كان قبْلَكم بالشُّحِّ؛ أمَرَهم بالبُخلِ فبَخِلوا، وأمَرَهم بالقَطيعةِ فقَطَعوا، وأمَرَهم بالفُجورِ ففَجَروا»» ، فالشُّحُّ أصْلُ المَعاصي؛ ولذا قال تعالَى: {{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}} [الحشر: 9].
وقيل: إنَّما كان الشُّحُّ سببًا لِذلكَ؛ لأنَّ في بذْلِ المالِ ومُواساةِ الإخوانِ التَّحابَّ والتَّواصلَ، وفي الإمساكِ والشُّحِ التَّهاجُرَ والتَّقاطُعَ، وذلك يُؤدِّي إلى التَّشاجُرِ والتَّعادِي مِن سفْكِ الدِّماءِ واستباحةِ المحارمِ مِنَ الفُروجِ والأعراضِ وفي الأموالِ وغيرِها.
وفي الحديثِ: النَّهيُ عَنِ الظُّلمِ، والحثُّ على ردِّ المظالِم.
وفيه: النَّهيُ عَنِ الشُّحِّ.
وفيه: بَيانُ اهتمامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأمرِ أُمَّتِه، فيُرشِدُها إلى ما فيه صَلاحُها في الدُّنيا والآخرةِ، ويُحذِّرُها عمَّا فيه هَلاكُها.

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 0
  • 0
  • 46
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    إلى متى فلسطين؟ • وما زال الاستغلال للدم بأبشع صوره في فلسطين، الإعلام الذي ينقل الأحداث ويخفي أكثرها لا ينقل التأييد العلن لأوروبا وأمريكا لإسرائيل! مشايخ مراكز التواصل تتباكى على غزة ويطالبون العامة بنصرها فقط بالتغريد! الطواغيت يعدون بإرسال الأدوية والغذاء وفي ذات الوقت الجيوش لحماية حدود الصهاينة! في الداخل الفلسطيني تمجيد المليشيات وصواريخ كرتونية محسوبة بالعدد والإحداثيات على إسرائيل! فمتى يا مسلمي فلسطين تفيقون متى؟ ألم تشبعوا شعارات ومظاهرات وجعجعات ورايات حتى التخمة منذ سبعين سنة؟ ألا ترون استغلال دمكم وعرضكم وأرضكم بطريقـة بشعة مقززة؟ فكم من عدوِّ معلنٍ لك نصحَه • علانيةً والغشُّ تحت الأضالع وكم من صديقٍ مرشدٍ قد عصيتَه • فكنتَ له في الرشد غير مطاوعِ وما الأمرُ إلا بالعواقب إنها • سيبدو عليها كلُّ سرِّ وذائعِ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً