حقيقة الإسلام ‏وما يجب على العامة ‏من الأحكام

منذ 2025-01-24

من ادعى أن النجاة يوم القيامة لا تكون إلا بمذهبه، أو طائفته، أو طريقته، أو بقراءة ودراسة هذا الكتاب أو ذاك، فقد قال على الله بلا علم، واستدرك على الله ورسوله، واشترط للنجاة يوم القيامة شرطا لم يسمع به العرب الأميون الذين بعث فيهم النبي ﷺ

‏الإسلام الذي تتحقق به النجاة يوم القيامة هو أركان الإيمان الواردة في آخر سورة البقرة: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله..}، والفرائض الخمس المعلومة من دين الإسلام بالضرورة القطعية -مع اجتناب ما يناقضها من الشرك وما حرم الله من الفواحش- وهي الأركان، والفرائض الواردة في حديث جبريل المشهور، والتي قال الأعرابي حين أمره النبي ﷺ بها (هل علي غيرها؟ فقال النبي ﷺ: «لا إلا أن تطوع»، فقال الأعرابي: والله لا أزيد عليها ولا أنقص) فقال ﷺ: «دخل الجنة إن صدق».


‏وقال النبي ﷺ: «من شهد أن لا إله إلا الله، واستقبل قبلتنا، وصلى صلاتنا، فذلك المسلم له ما للمسلمين، وعليه ما عليهم» وقال أيضا: «فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته».

‏وكل من حقق فاتحة سورة المؤمنون من قوله تعالى: {قد أفلح المؤمنون} إلى قوله: {والذين هم على صلواتهم يحافظون} فقد تحقق له وعد الله: {أولئك هم الوارثون . الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}.
‏فمن ادعى أن النجاة يوم القيامة لا تكون إلا بمذهبه، أو طائفته، أو طريقته، أو بمعرفة أصول الكلام، أو أصول العقيدة، أو بقراءة ودراسة هذا الكتاب أو ذاك، فقد قال على الله بلا علم، واستدرك على الله ورسوله، واشترط للنجاة يوم القيامة شرطا لم يسمع به العرب الأميون الذين بعث فيهم النبي ﷺ، وقد دخل العرب في دين الله أفواجا، في عهد النبي ﷺ والخلفاء الراشدين ومن بعدهم، واكتفى النبي ﷺ منهم بالشهادتين والصلوات الخمس والزكاة، كما قال تعالى عنهم:   {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} ولم يسمعوا قط بعلم الكلام، ولا بأصول الدين، ولا كتب العقيدة.


‏وإنما هذه فنون من علوم أهل الإسلام، يعنى بها العلماء والدارسون، لا يشترط للعامة معرفتها، ولا يُشغلون بها، ولا يمتحنون بها، وعلى هذا الأئمة المحققون، كما ذكره ابن حجر في فتح الباري في شرح حديث ابن عباس «فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله، فإن هم أجابوا فأعلمهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة..»، وذكر كلام القرطبي والآمدي والسمعاني وأطال في بيان المسألة.

‏فالواجـب على العلماء الاقتصار في تعليم العامة في المساجد على أركان الإيمان والفرائض الخمس التي علمها النبي ﷺ عامة المسلمين، وتعليمهم ما يجب عليهم اجتنابه من المحرمات، وآداب الإسلام كما في القرآن والسنة.
‏فلا يحتاج عامة المسلمين أكثر من ذلك.

  • 0
  • 0
  • 62

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً