سوانح تدبرية من سورة الفاتحة - اهدنا الصراط المستقيم
إن تأملَ وتدبرَ آيات كتابِ الله عز وجل واستخراج كنوزها والتعرف على أسرارها؛ يعود على العبد بالبركةِ والخيرِ والنفع والهداية وسعادة الدارين.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فإن من أعظم الحِكم والغايات من إنزال الآيات، التدبر والتفكر واستخراج الدرر والمكنونات، قال تعالى: {{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}} [ص:29].
إن تأملَ وتدبرَ آيات كتابِ الله عز وجل واستخراج كنوزها والتعرف على أسرارها؛ يعود على العبد بالبركةِ والخيرِ والنفع والهداية وسعادة الدارين.
يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين (1/450): فَلَيْسَ شَيْءٌ أَنْفَعَ لِلْعَبْدِ فِي مَعَاشِهِ وَمَعَادِهِ، وَأَقْرَبَ إِلَى نَجَاتِهِ مِنْ تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ، وَإِطَالَةِ التَّأَمُّلِ فِيهِ، وَجَمْعِ الْفِكْرِ عَلَى مَعَانِي آيَاتِهِ.
قال سفيان بن عيينة رحمه الله (زاد المسير في علم التفسير، 2/370): إِنما آيات القرآن خزائن، فإذا دخلتَ خزانةً فاجتهد أن لا تخرج منها حتى تعرف ما فيها.
قال تعالى في سورة الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5)}
أي: دُلَّنا، وأرشدنا، ووفقنا إلى الطريق المستقيم، وثبتنا عليه حتى نلقاك، وهو الإسلام، الذي هو الطريق الواضح الموصل إلى رضوان الله وإلى جنته، الذي دلّ عليه خاتم رسله وأنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، فلا سبيل إلى سعادة العبد إلا بالاستقامة عليه. (التفسير الميسر).
والمعنى: دُلَّنا على الطَّريق الواضِح الذي لا اعوجاجَ فيه، ووفِّقنا لسلوكه، وثبِّتنا عليه.
فوائد ووقفات وهدايات وتأملات:
1- {{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}} هو الدعاء الوحيد الواجب على المسلم في يومه وليلته؛ فهو آية من سورة الفاتحة، التي هي ركن من أركان الصلاة، والصلاة لا تصح إلا بها.
2- إذا أيقن العبد أن غايته في الدنيا هي تحقيق العبودية لله، عَلِمَ أن السبيل إليها هو سلوك الصراط المستقيم، ولا يكون ذلك إلا بالاعتماد على الله وطلب هدايته.
3- لماذا كان دعاء "اهدنا الصراط المستقيم" هو الواجب الوحيد؟
لشدة حاجة المسلم إلى الاتصاف بالهداية وسلوك الطريق القويم والثبات عليه، وأنه جامع لسعادة الدارين وما يعود على العبد بالنفع.
قال شيخ الإسلام: فَتَبَيَّنَ أَنَّ هَذَا الدُّعَاءَ هُوَ الْجَامِعُ لِكُلِّ مَطْلُوبٍ يَحْصُلُ بِهِ كُلُّ مَنْفَعَةٍ وَيَنْدَفِعُ بِهِ كُلُّ مَضَرَّةٍ فَلِهَذَا فُرِضَ عَلَى الْعَبْدِ.
ويقول أيضا: وَالْعَبْدُ مُضْطَرٌّ دَائِمًا إلَى أَنْ يَهْدِيَهُ اللَّهُ الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ.
4- إنما أمر الله عبده بطلب الهداية مرارًا كل يوم، ليبقى معترفًا بفقره إلى ربه، مدركًا أنه لا يستقيم على الحق إلا بعون الله وتوفيقه.
5- بعد حمد الله والثناء عليه، ثم الإقرار بعبوديته وحده، يأتي أعظم المطالب وأشرفها: {اهدنا الصراط المستقيم}.
6- من المهم أن يدرك الإنسان أن أولوياته في الدنيا قد تتفاوت، فقد يقدم المفضول على الفاضل، أو ينشغل بطاعة والأَوْلى غيرها، لذا كان طلب الهداية للصراط المستقيم ضرورياً ليُوَفَّق لأفضل الأقوال والأعمال في كل حال، مهما بلغت منزلته.
7- لمّا ذُكِرَت العبادة والاستعانة بالله تعالى وحده، جاء سؤال الهداية إلى الطريق الواضح؛ فبالهداية إليه تصح العبادة.
8- الصراط المستقيم هو طريق الأنبياء جميعاً: قال سبحانه عن إبراهيم عليه السلام: {وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}[النحل:121]، وقال تعالى عن موسى وهارون عليهما السلام: {وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الصافات:118]، وقال سبحانه عن عيسى عليه السلام: {{إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ}} [مريم:51]، وقال تعالى عن محمد ﷺ {{إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}} [الأنعام:161]، وقال عز وجل عن جميع الأنبياء عليهم السلام: {{وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}} [الأنعام:87].
9- السر في تكرار دعاء {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} في كل صلاة؛ هو أن الهداية طريق متجدد لا نهاية له، وكل درجة فيها تقود إلى درجات أعلى من الهداية والثبات، فكل هداية فوقها هدايات لا منتهى لها.
10- {{اهدنا الصراط المستقيم}} هو طلب أعظم ما يحتاجه المؤمن: الهداية الكاملة إلى الدين الحق والطريق المستقيم.
11- هذا الدعاء هو الجامع لكل مطلوب، فإذا وُفِّق العبد للهداية، جاءه ما يتبعها من النصر، والرزق، والتوفيق، وسائر البركات.
قال شيخ الإسلام: فإِنَّهُ إذَا هَدَاهُ هَذَا الصِّرَاطَ: أَعَانَهُ عَلَى طَاعَتِهِ وَتَرْكِ مَعْصِيَتِهِ، فَلَمْ يُصِبْهُ شَرٌّ لَا فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ.
12- قال شيخ الإسلام: وَلِهَذَا كَانَ أَنْفَعُ الدُّعَاءِ وَأَعْظَمُهُ وَأَحْكَمُهُ دُعَاءَ الْفَاتِحَةِ: {{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}} {{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}} .
13- دعاء { {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}} يشمل طلب الهداية في كل شؤون الحياة: في علاقتك مع الله بعبادة صحيحة، وفي تعاملاتك اليومية مع الأسرة والعمل والناس، وفي الثبات على الطريق يوم القيامة، فهو دعاء جامع لهداية القلب والسلوك في الدنيا والآخرة.
14- الهداية: هي طلبُ الدَّلالة بتلطف، فمن دلَّك على شيء بتلطف فقد هداك.
15- حاجتنا إلى الهداية دائمة إلى آخر أنفاسنا، قال شيخ الإسلام: والعبد مُحْتَاجٌ إلَى الْهُدَى فِي كُلِّ لَحْظَةٍ: وَهُوَ إلَى الْهُدَى أَحْوَجُ مِنْهُ إلَى الْأَكْلِ وَالشُّرْبِ.
16- ومعنى اهدنا أي مِل بنا إليك، وخذنا لك، وكن علينا دليلنا، ويسّر إليك سبيلنا، وأقم لنا هممنا، واجمع بك همومنا.
17- الهداية في القرآن أقسام ومراتب:
أولا: الهدى العام، هدايةُ كلِّ نفسٍ إلى مصالحها في معاشها.
قال تعالى على لسان موسى: {{قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}} [طه:50].
ثانيا: هداية البيان والدلالة والإرشاد والتعليم، إلى مصالح العبد في معاده.
قال تعالى: {{وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى}} [فصلت:17].
ثالثا: هداية التوفيق والإذعان والانقياد والإلهام، وهذه لا يقدر عليها إلا الله سبحانه.
قال تعالى: { {مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ}} [الكهف:17].
رابعا: الهدايةُ يومَ المعاد إلى طريق الجنة أو النار.
قال تعالى عن هداية أهل الجنة: { {وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ (4) سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (5) وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (6)}} [محمد:4-6].
وقال سبحانه عن أهل النار: {{احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23)}} [الصافات:22-23].
18- الصراط المستقيم هو أن يلتزم العبدُ بفعل ما أمره الله به في كل وقتٍ وحين.
19- دعاء الهداية يشمل نوعين: هداية الدلالة التي تُبصّر العبد بالحق والباطل وتُعينه على التمييز بينهما، وهداية التوفيق التي تعينه على اتباع الحق والعمل به وترك الباطل.
20- قال تعالى: { {اهدِنَا}} بصيغة الجمع لا "اهدني"، لأن الدعاء الجماعي أرجى للقبول، ويُعبّر عن روح الجماعة في العبادة كما في {إياك نعبد}، ويَدلّ على محبة الخير للناس، وحرص الداعي على هداية الجميع لا نفسه فقط.
21- في قولك: {اهدِنَا} تذكير بأنك لست وحدك في طريق الهداية، بل تسير مع جماعة المؤمنين، فالهداية جماعية، والطريق إلى الله يُسلك جماعة لا فرادى.
22- لماذا يقول المؤمن في صلاته: {{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}} ، وهو مهتدٍ أصلًا؟
لأن الهداية ليست لحظة واحدة، بل هي طريق طويل يحتاج إلى تجديد وتثبيت واستزادة، فالعبد يطلب من ربه الهداية الكاملة المستمرة، في كل لحظة وسلوك، حتى يلقاه على الصراط المستقيم.
23- الصراط في لغة العرب هو: الطريق المسلوك الواضح الواسع السهل المستقيم، الذي يُوصل إلى الغاية والمقصود.
24- الصراط لا يُعد صراطًا في حقيقته إلا إذا اجتمعت فيه خمسة أوصاف:
أن يكون مستقيمًا، واسعًا، سهلًا، مسلوكا، وموصلًا إلى الغاية، فبهذه الصفات يُهتدى به ويُسلك بيسر نحو المطلوب.
25- الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الموصل إلى رضوان الله وجنته، والسعادة في الدنيا والآخرة، بأقصر طريق وأيسر سبيل، وهو الذي ينجّي من سخط الله وعذابه.
26- الصراط المستقيم له مراتب يتفاضل فيها السالكون بحسب التزامهم وصدقهم، وله حدود من تجاوزها ضل وانحرف عن الجادة.
27- سواء الصراط هو أوسطه وأعدله، وهو أقوم المواضع فيه، كما في قوله تعالى: {واهدِنَا سَوَاءَ الصِّرَاطِ}، أي: وسطه المستقيم الذي لا ميل فيه ولا انحراف.
28- يقول العبد: {{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}} ولم يقل "الصراط" فقط، مع أن الصراط في الأصل لا يكون إلا مستقيماً، وذلك: للتأكيد والمبالغة في الوصف، كما يُقال: طريق مستقيم غير معوج، أو رجل صادق غير كاذب.
29- من خصائص الصراط المستقيم القرب واليسر: فهو أقرب طريق، كالمستقيم في الهندسة هو أقصر مسافة بين نقطتين، وهو الأنسب لعجز العبد وضعفه.
30- من خصائص الصراط المستقيم الأمان والسلامة: فلا يشبهه غيره، وكل ما عداه معوجٌ مُعرَّضٌ للانحراف والمخاطر.
31- من خصائص الصراط المستقيم بلوغ الهدف والغاية: لأنه وحده الموصل إلى المقصود، بخلاف الطرق المعوجة التي تضل وتهلك.
32- من خصائص الصراط المستقيم الثبات والاستقامة: لا اعوجاج فيه ولا تقلب، بينما المعوج يتغير بحسب الأهواء والظروف.
33- من خصائص الصراط المستقيم أنه صواب لا خطأ فيه: كما قال الطبري: وصفه الله بالاستقامة لأنه حقّ لا باطل فيه.
34- من خصائص الصراط المستقيم الوضوح والدلالة: فلا غموض فيه ولا التباس، فهو بيّن في أصوله ومعالمه.
35- هذه الآيةُ تعلمنا أهمية الدعاء والإلحاح فيه.
36- سؤال الهداية هو نوع من التوسل إلى الله تعالى بصفاته وأفعاله، فهو سبحانه وتعالى الهادي والمرشد.
37- سؤال الهداية يتضمن الخوف من الضلال والانحراف عن الصراط المستقيم، وهذا يدفع المسلم إلى المزيد من الطاعة والاجتهاد في العبادة.
38- قال تعالى: {{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}} ولم يقل "السبيل" أو "الطريق" – مع أن المعنى متقارب – لأن لفظ "الصراط" يُذكّر العبد بـصراط جهنم المنصوب على النار يوم القيامة، فيورثه ذلك خوفًا وخشيةً ويقظةً دائمة، فيكون أحرص على لزوم الهداية والثبات عليها.
39- قال تعالى: {{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}} باستخدام أل التعريف في "الصراط"، ولم يقل "صراطًا"، وذلك لسببين:
الأول: للاستغراق: أي طلب الهداية الكاملة والشاملة لهذا الطريق بكل ما فيه من رضا وخير.
الثاني: للحصر والتفرد: فهو صراطٌ واحد لا يتعدد، فيه معنى الكمال والتشريف، لا يُغني عنه غيره.
40- قال تعالى: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} ولم يقل "إلى الصراط"، لأن المطلوب ليس مجرد الوصول، بل المعرفة والسير والثبات حتى النهاية، وهي هداية كاملة لا ناقصة.
41- أعظم ما يحتاجه المسافر في رحلته هو معرفة الطريق، فكيف بطريق الآخرة؟ لا نجاة فيه إلا بهداية الله للصراط المستقيم.
42- في قوله: {{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}} ، طلبُ الهداية من الله وحده إلى الطريق الواضحة، التي لا اعوجاج فيها ولا انحراف.
43- من آداب الدعاء أن يُبدأ أولًا بـالثناء على الله وتمجيده، ثم يُتبع ذلك بـعرض الحاجة وطلب المسألة.
44- الهداية إلى الحق منحة إلهية لا يملكها إلا الله، فكل الناس في ضلال إلا من هداهم.
ولا يهتدي أحد إلى ما ينفعه في دينه أو دنياه، تفصيلًا أو إجمالًا، إلا بتوفيق الله وحده.
45- في قول العبد: {{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}} تبرؤٌ من حوله وقوّته، واعترافٌ بعجزه عن الاهتداء بنفسه، ولجوءٌ كامل إلى حول الله وقوّته وهدايته.
46- من أعظم مظاهر رحمة الله بالعبد أن يهديه إلى الصراط المستقيم، فهو دليل عنايته به، وإرادته الخير له في الدنيا والآخرة.
47- مَن رُزق الهداية فقد رُزق كل خير، ومن حُرمها فهو المحروم حقًا، ولو مُنح الدنيا بما فيها.
48- من أعظم النعم أن يعلّمنا ربنا كيف نطلبه ونسأله الهداية، فالدعاء بهداية الله دليل على رحمته وفضله علينا.
49- ما قيمة القوة، والعزة، والغنى، والإحسان، والكرم، إذا افتقدنا الهداية؟
كلها لا تساوي شيئًا بدون نور الله الذي يوجهنا إلى الحق ويثبتنا عليه.
50- مَن أدرك حقيقة الهداية عرف أن الذي لم يحصل له منها أضعاف ما حصل له!
51- مهما بلغتَ من علمٍ أو عبادةٍ أو مكانة، تبقى محتاجًا إلى هداية الله وتوفيقه دائمًا.
52- في دعاء {{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} } علاجٌ للجهل، إذ يطلب العبد من الله الهداية إلى الطريق الواضح المستقيم الذي ينير له سبيله.
53- كلما ثبت العبد على الصراط المستقيم في الدنيا، ثبتت قدمه وأمن من الزلل على الصراط المنصوب فوق جهنم يوم القيامة.
54- كلاليب الصراط المستقيم في الدنيا هي الشهوات والشبهات، فمن نجى منها وثبت على الحق فاز برضا الله وجنته في الآخرة.
55- في الآية تذكير بأهمية الثبات وعدم التهاون فيه، لذلك كان أكثر ما يدعو به النبي ﷺ: "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".
56- الطريق الموصل إلى الله واحدٌ مقصود، وما سواه مغلقٌ مسدود، فلا تقرع سوى بابِه، ولا تسترشد بغير رسله وكتابه.
57- {{اهدنا الصراط المستقيم}} دعوة ترتب بها حياتك إن صدقت الله سؤالها.
58- {{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}} دعاء جماعي للهداية، يُربِّي النفس على التواضع، ويكسر غرور "الأنا"، فلا يزعم الداعي أنه وحده على الحق، بل يسأل الهداية له ولغيره، متجردًا من التعالي على الآخرين.
59- لأن القلوب في سيرها إلى الله تعترضها صوارف وشهوات وشبهات، شُرعت قراءة الفاتحة في كل صلاة، وفيها الدعاء العظيم: {{اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}} ، لتجديد الهداية والثبات على الطريق في كل وقت.
60- أخطر ما يواجهه السائر إلى الله تربص الشيطان له في طريقه المستقيم، {{قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}} [الأعراف:16].
61- سُبُل الباطل شتى وسبيلُ الحق واحد، فيا ربّ وفقنا للثبات عليه.
أيمن الشعبان
داعية إسلامي، ومدير جمعية بيت المقدس، وخطيب واعظ في إدارة الأوقاف السنية بمملكة البحرين.
- التصنيف: