هل نكون يا ترى نحن الخلف أحرص على محبته؟!
فهل نكون يا ترى نحن الخلف أحرص على محبته من ذلك السلف وأصدق خلة وأوثق عروة من جنابهم الخير المصطفى؟
على هامش ما حبرته يميني عن مولد سيد البشرية ولا فخر...
لقد ولد محمد عليه الصلاة والسلام في عام زحفت فيه فيلة أبرهة تريد هدم البيت العتيق، فصار الناس على المعهود يؤرخون بالحادثة لا بولادة فتى من فتية فخدة بني هاشم، إذ كان حدث مولده في أعين أهل مكة آنذاك كسائر مواليد تلك اللحظة الفارقة من تاريخ البشرية بعد حين كما عرف لاحقا بعد مضي أربعين سنة دأبا، وما خطر للناس يومها أن في حجر السيدة آمنة بنت وهب أكرم من حملت به أنثى، وأن في حجر حليمة السعدية المرضعة أسعد من أرضعت ثدي حرة.
ولقد يشهد وشهد التاريخ أن وفاته عليه الصلاة والسلام لم تكن كولادته، إذ ترك للأرض شريعة كاملة خالدة مخلدة، وللإنسانية جمعاء رحمة واسعة، وللبشرية جميعها نورا لا ينطفئ.
ولئن لم يخصّ الصحابة ـ وهم أصدق الناس حبا له ـ يوم ميلاده بذكرى ولا باحتفال ولا بشيء حفظه لنا التاريخ بالسند المتواتر عنهم في هذا المقام والخصوص.
فهل نكون يا ترى نحن الخلف أحرص على محبته من ذلك السلف وأصدق خلة وأوثق عروة من جنابهم الخير المصطفى؟
إن الاحتفاء على الحق والصدق بمحمد عليه الصلاة والسلام لا يكون بالموالد والطقوس الوثنية العائدة في ثوب خلق ولا بالشطح والردح والمكاء والتصدية، وإعمار المشاهد والأضرحة والطواف حول المقبورين، وذلك الغالب على أحوال معشر المحتفين في مشارق الأرض ومغاربها، وإنما يكون المحب متبعا حفيا بنبيه بالاقتداء بسنته، وإيثار محاب محبوبه على داعي هواه، كما يكون بالتأسي بهديه، والسير على نهجه، والصبر على حرارة وإذاية القبض على الجمر زمن الغربة وفترة سطوة الإغراب وتغول الباطل وتصول المبطلين، وذلك الرباط حتى نلقاه على الحوض غير مبدلين ولا مغيرين ولا مطرودين من الذين يقال لهم وقد أحدثوا وابتدعوا: «"سحقا سحقا"» .
محمد بوقنطار
محمد بوقنطار من مواليد مدينة سلا سنة 1971 خريج كلية الحقوق للموسم الدراسي 96 ـ97 الآن مشرف على قسم اللغة العربية بمجموعة مدارس خصوصية تسمى الأقصى.
- التصنيف: