ما أحسن الذين يملكون أنفسهم
الناس عبيد لقمتهم؛ لكن من انتصب ليكون للناس ناصحًا ومرشدًا وهاديًا وتقدّم للصدارة بالكلمة، ينبغي ألا يحيد عن عبوديته لربه أو عما ردده طويلاً وهو يزعم الإيمان به.
الناس عبيد لقمتهم؛ لكن من انتصب ليكون للناس ناصحًا ومرشدًا وهاديًا وتقدّم للصدارة بالكلمة، ينبغي ألا يحيد عن عبوديته لربه أو عما ردده طويلاً وهو يزعم الإيمان به.
صحيح أن الفتن قاسية، والإنسان ضعيف، ولكن يصعب فهم انهيار بعض من أوتي حطًّا واسعًا من الدنيا، شهرة ومكانة ومالاً، ثمّ يسارع في الفتنة مأمورًا أو مختارًا مريدًا مبادرًا ليميل مع الريح بعد أن لاحظ انحرافها، وقد كان يسعه أضعف الإيمان، بل لو خسر، لكان ذلك قطرة مما بقي له، ولكنها سنوات لا مثيل لها في الفتنة، والوحدة شرسة، والغربة مفترسة، والكيس من تذكر سرعة الزوال، آمن بالآخرة أم لا، فكيف إن زعم الإيمان بها، وعجز عن قليل من التضحية، التي هي ليست تضحية عند المحاقة، لأنها خسران قطرة من بحر، في حين يخسر الصادقون كلّ شيء!
ما أحسن الذين يملكون أنفسهم وقد عوّدوها على الانسحاب مما يرغب فيه الراغبون ويتطلع إليه الحاسدون، فلا تأسرهم نعمة، ولا يهمهم ضياع فرصة، ولا أن يؤول مكانهم إلى غيرهم..
ساري عرابي
- التصنيف: