خاطرة حول العتاب

منذ 3 ساعات

العتاب ثقيل على النفوس، والعاقل من يخفف العتاب واللوم قدر الإمكان ويجعله في أضيق الحدود.

العتاب ثقيل على النفوس، والعاقل من يخفف العتاب واللوم قدر الإمكان ويجعله في أضيق الحدود. 

فمن لا يعجبك ألغهِ من الوجود كأنه لم يُخلق، لا تلقه، ولا تتصل به، إن دعاك فلا تجبه، ولا تبادر بطلب لقياه...إلخ.
ومما هو مجرب أن العتاب لا يفعل شيئًا غالبًا، وغايته في أحسن أحواله أن يجعل الشخص يتكلف لك ويحمل همّك، وهم لقاءك، ( فإن كان يحبك فسيأتي به الشوق لا محالة، وإلا فما أغنانا عن ودٍّ متكلف مستجدى). 

(والإنسان الشريف تعز عليه نفسه أن تتسول المشاعر إلحافا، وأن ترضى أن تكون مجرد احتمال في حياة الآخرين) وقد وسّع الله علينا، وجعلنا في غنى عن الذي يتكلف لنا، نعم قد لا تموت العلاقة بعد العتاب لكنها ستعيش مريضة، ومن القواعد التي وجدتها لا تنخرم: 
( أن العتاب لا يصنع شيئًا ). 

واعلم أن الانسحابات التي تحفظ الكرامة هي بحد ذاتها انتصار. 
فلا تتسول رضا أحد، ولا تترقب ثناء شخص، ولا تتلهف على إعجاب الناس بك، نعم لا تتغير على أصحابك، واعتبر ما جاء منهم مكسب، واحسب حساب الجفوات العارضة التي لا يخلو منها أحد، ومن أقبل من الأصحاب فحيهلا، ومن ذهب فله كل الاحترام والتقدير والدعاء.

 وأعد النظر في علاقاتك مع الآخرين، وحاول ضبطها وخفّض سقف المعايير في التعامل مع الناس، وتجنب التدقيق والإحصاء فإن هذا باب عظيم من أبواب الراحة.  

وسيعود إيجابًا على نفسيتك وبرامجك ومشاريعك. فلا تبادر بالعتاب وتكثر منه، وتنازل قدر المستطاع فإنك إن فعلت ذلك سترى محبة الناس لك وثنائهم عليك.

______________________________________
الكاتب: طلال الحسان

  • 0
  • 0
  • 47

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً