لا نجاة إلا بالتوحيد

منذ 5 ساعات

يا بنَ آدم، ما أضعفك حين تغفُل! وما أجهلك حين تظن أن قلبك يستغني عن خالقه! تفتنك الأهواء، وتغرك الشبهات، وتريد نفسك أن تلتفت إلى غير الله.

يا بنَ آدم، ما أضعفك حين تغفُل! وما أجهلك حين تظن أن قلبك يستغني عن خالقه! تفتنك الأهواء، وتغرك الشبهات، وتريد نفسك أن تلتفت إلى غير الله.

 

لكن تذكر: التوحيد هو الحق الخالص الذي لا يقبل الله أن يزاحمه فيه أحد؛ لا نبي مرسل، ولا ملَك مقرَّب، ولا ولي صالح، ولا حجر ولا شجر، ولا إنس ولا جن، ولا قريب ولا بعيد.

 

فيا من تعلق قلبه بغير الله، يا من يطوف حول حجر أو شجر، أو يسجد لقبر أو صليب، أو يرفع حاجته إلى نجم أو كوكب أو بشر، أمَا علمت أنك تعطي حق الله لغيره؟ أما أدركت أن العبادة لا تُصرف إلا لربٍّ خلقك ورزقك، وأحياك ويميتك؟ أتطلب من عبد ضعيف ما لا يقدر عليه إلا رب العباد؟

 

إن التساهل في العقيدة ليس أمرًا هينًا؛ إنه خرق للسفينة، وهدم لأساس الدين، وضياع للآخرة.

 

أما سمعت قول الله تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [المائدة: 72]؟

 

فاثبتوا عباد الله؛ فإن العلم بالعقيدة هو الحزام الذي يشد قلبك، وهو السور الذي يحميك من الانزلاق وراء الشهوات، أو الاغترار بالشبهات.

 

ومن مات على هذا التوحيد، فمصيره الجنة لا محالة؛ إما ابتداءً برحمة الله، أو بعد تمحيص وتطهير، لكنه سيدخلها يقينًا.

 

يا بنَ آدم، التوحيد ليس كلمةً تُقال باللسان فقط، بل هو حياة تُعاش بالقلب والجوارح.

 

هو عهد بينك وبين الله، إن صُنتَه كان لك أمانًا في الدنيا، ونجاةً في الآخرة، ومفتاحًا للجنة التي أعدها الله لأهلِ لا إله إلا الله.

___________________________________
الكاتب: عبدالله بن إبراهيم الحضريتي

  • 2
  • 0
  • 40

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً