من دروس النشأة

منذ يوم

لما تلمحت تدبير الصانع في سوق رزقي. بتسخير السحاب. وإنزال المطر برفق، والبذر دفين تحت الأرض، كالموتى، قد عفن ينتظر نفخة من صور الحياة فإذا أصابته اهتز خضراً.

قال ابن الجوزي في صيد الخاطر:

لما تلمحت تدبير الصانع في سوق رزقي. بتسخير السحاب. وإنزال المطر برفق، والبذر دفين تحت الأرض، كالموتى، قد عفن ينتظر نفخة من صور الحياة فإذا أصابته اهتز خضراً.
وإذا انقطع عنه الماء، مد يد الطلب يستعطي، وأمال رأسه خاضعاً، ولبس حلل التغير، فهو محتاج إلى ما أنا محتاج إليه من حرارة الشمس، وبرودة الماء، ولطف النسيم، وتربية الأرض فسبحان من أراني - فيما يربيني به - كيف تربيتي في الأصل.
فيا أيتها النفس التي قد اطلعت على بعض حكمه، قبيح بك - والله - الإقبال على غيره.
ثم العجب كيف تقبلين على فقير مثلك، ينادي لسان حاله بي مثل ما بك، يا حمام !.
فارجعي إلى الأصل الأول، واطلبي من المسبب.
ويا طوبى لك أن عرفتيه، فإن عرفانه ملك الدنيا والآخرة.

  • 1
  • 0
  • 63

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً