(48) اليوم الأكثر سخونةً والأشد صعوبة

إنه اليوم المُتكرِّر نفسه الذي يعود كل يوم، يحمِل معه ذات الجراح، ويقصف ذات الأماكن، ويطال الأهداف نفسها، ويقتل أبناء العائلات ذاتها، ويُدمِّر ما دمَّره بالأمس ويزيد عليه، ويُخرِّب ما خرَّبه أول أمس ويُعيد قصفه.. مما يدفع المواطنين وغيرهم إلى وصف اليوم بأنه الأشد والأصعب، وأنه الأكثر دمويةً وقتلًا، وأنه الأكثر قصفًا، والأكثف غاراتٍ، ولكنهم عندما يذكرون أن إسرائيل هي عدوهم، وأنها هي التي تقصِفهم، يدركون أن أيامهم معها واحدة، مليئة بالمعاناة والعذاب، وممزوجة بالظلم والقهر، وأنها أيامٌ واحدة تتشابه ولا تختلف، تتفق في دمويتها، وتتشابه في قسوتها، وتلتقي كلها عند عدوٍ واحد، يعرفونه ولا يجهلونه. ... المزيد

(47) تضامنٌ غربي وجحودٌ عربي

تنقُل إلينا وسائل الإعلام المختلفة حملاتِ تضامنٍ أجنبيةٍ، تتضامن مع قطاع غزة، وتقف إلى جانب سكانه، تُؤيدهم في مقاومتهم، وتُنصفهم في شروطهم ومطالبهم، بينما تقف الدول العربية بأنظمتها البوليسية الأمنية، وهي العربية المسلمة، الجارة القريبة، ساكتة صامتة لا تُحرِّك ساكنًا، ولا تنطِق ولا تشجب ولا تستنكِر، ولا تنتصِر ولا تساعِد ولا تناصِر، ولا تغضب ولا تثور ولا تنتفض، ضعيفة مهينة عاجزة، مضحكة مبكية مثيرة للحزن والأسى، وتبعث على السخرية والتهكُّم والاستهزاء، تتناولها الكلمات بالغمز واللمز والتلطيش، بالتصريح أو التلميح، ولكنها ميتة لا حياة فيها، بليدة لا تحسّ، غبية لا تفهم، وسفيهة لا تعي، تنتصِر للعدو وتقف معه، وتُبرِّر فعله، وتقف ضد أبناء أمتها وتُعارِضهم، وتُحاصِرهم وتُعاقبهم، وتمنع الانتصار لهم، وتُعاقِب من يُفكِّر في مساعدتهم وتقديم العون لهم. ... المزيد

(46) صيحةٌ في وادي العرب!

كبيرة العرب فجُرمها كبير، وخيانتها عظيمة، وفعلها منكرٌ قبيح، وصمتها فاحش، وترقبها مريب، وانتظارها مخزي، لا نقبل به ولا نرضى عنه، فهي ليست صامتة ولا ساكتة، إنها مؤيدةٌ ومشجعة، وراضية وسعيدة، وكان الذين يُقتلون على أرض فلسطين ليسوا عربًا ولا مسلمين، وكأنهم ليسوا أشقاءً ولا فلسطينيين، إنهم يخونون شهداءهم الذين سقطوا على أرض فلسطين، وأولئك الذين دُفِنوا في صحراء سيناء، إنهم يبيعون رخيصًا أرواح أسراهم الذين دفنهم ذات العدو أحياءً في التراب، ويتخلون عن تاريخهم العظيم في فلسطين، وهم الذين قدَّموا عشرات آلاف الشهداء من أجلها...! ... المزيد

(45) مفاوضاتٌ بالنيران

العدو يُصغي إلى بعض حلفائه من الأنظمة العربية، التي تحضُّه على الاستمرار، وتناشِده الصبر، وتتمنَّى عليه عدم التراجع عما بدأ، فهذه فرصةً لن تتكرَّر، أما التراجع فهو هزيمة وانتحار، لذا فهي تطالبه بأن يستمر في الحوار لكن تحت النار، وأن يستمر في إعلان القبول بالمفاوضات، لكن دون أن يتوقف عن أعمال القصف والهجوم. ولكن العدو ومن معه، عربًا وغربًا، ينسون أن الشعب سابق المقاومة، وأنه حاضنٌ لها، ويعمل أكثر منها، وهو على استعداد لتحمُّل المزيد من أجلها، وأنه الذي يدعوها إلى الصبر والثبات، وهو الذي يُحذِّرها من مغبة التفريط والتسليم، ولن يقبل بأقل من هزيمة العدو، وتسليمه بشروطنا، والتزامه بحقوقنا. ... المزيد

(44) الغزيون في الشتات وأحزان العيد

أيها الغزيون الفلسطينيون الشرفاء، في الوطن والشتات، لا تحزنوا في يوم عيد فطركم على ما أصابكم، ولا تبكوا فقيدكم، فهم عند الله شهداء، وبين يديه جل وعلا كرماء، وعنده سيكونون خير النزلاء، مع الصديقين والأنبياء، واعلموا أن ما أصابكم من حيفٍ فإنه سينقلِب إلى عدل، وأن دماءكم ستُصبِح ثورة، وستصنع انتفاضة، تكون على العدو لعنة، ولوجوده نهاية، ولبقائه خاتمة، وإنه لنصرٍ بإذن الله قريب، نصنعه بأيدينا ككعك العيد، ونفرح به يوم أن ننتصر على عدونا، ونعود إلى أرضنا كفرحة عيد، فهذا وعدٌ من الله لنا صادقٌ غير مكذوب. ... المزيد

(43) الخسائر البشرية الإسرائيلية بين الحقيقة والخيال

أثبتت الوقائع المُتكرِّرة أن بيانات المقاومة الفلسطينية أكثر دقةً من بيانات جيش العدو، وأن النتائج التي يُعلن عنها إثر أي عمليةٍ عسكرية، تكاد تكون متطابقة كليًا مع الحقيقة، رغم صعوبة التأكد من النتائج على أرض المعركة، بسبب كثافة النيران، ومحاولات العدو إغراق مناطق العمليات والاشتباك بالنيران، ليتمكَّن من فتح ثغرة لجنوده للانسحاب، أو ليتمكن من سحب الجرحى وإخلاء القتلى، ومع ذلك فإن المقاومة تحاول أن تكون دقيقة ما استطاعت، وترفض أن تنقل خبرًا مشكوكًا فيه، أو غير مؤكدٍ لديها، حيث أنها تُعزِّز بياناتها العسكرية في أغلب الأحيان بصورٍ ووثائق من أرض المعركة، فتقطع بها الشك باليقين، بصدقية ونزاهة. ... المزيد

(42) شهداء الهدنة الإنسانية

كان من المتوقع أن تكون الهدنة الإنسانية فرصة للفلسطينيين في قطاع غزة لالتقاط الأنفاس، والتماس قسطٍ من الراحة، ومحاولة التموين وتوفير احتياجات الصمود للأيام القادمة، ومناسبة قصيرة للاطمئنان على سلامة بعضهم البعض، وتفقُّد أنفسهم، والتعرُّف على الشهداء الذين سقطوا، والجرحى والمصابين الذين نُقِلوا إلى المستشفيات للعلاج، إذ أن العدوان قد فرَّق بين الناس، وشتَّت جمع الأهل والجيران، وباعد بينهم بعد أن دمَّر بيوتهم ومساكنهم، ولم يُبقِ لهم على مكانٍ آمِنٍ يجتمعون فيه ويلتقون. ... المزيد

غزة ولعبة التجاذبات الدولية

يشن الكيان الصهيوني في هذه الأيام حربًا شعواء على السكان العُزَّل في قطاع غزة المحاصر لأزيد من ثمان سنوات، نتج عنها لحد كتابة هذه الأسطر 635 شهيدًا و4040 جريحًا، مع تدمير للبِنى التحتية والممتلكات العامة والخاصة، فلم يشفع للصهاينة سجنهم لأهل غزة الخانق، وتدميرهم المتواصل للأنفاق التي تُعد الشرايين الوحيدة لتنفس الحياة لهذا القطاع؛ فمن خلالها يتم تمرير حاجيات وضرورات الحياة على مرأى ومسمع كل دول العالم ومنظماته الحقوقية والسياسية التي لا تعرف حقًا إلا عندما يمسّ جناب الغربي، أما المسلم العربي فيبدو أن لا حقوق له في شريعتهم سوى التشجيبات والإدانات التي لا يتعدّى مفعولها قاعة الاجتماعات. ... المزيد

(41) مشاهدات الهدنة الإنسانية

دخلت الهدنة الإنسانية بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني قبل ساعاتٍ قليلة حيِّز التنفيذ، وهي هدنة مؤقتة تمتد لاثتني عشر ساعة فقط، تم التوافق عليها دوليًا، تتوقف خلالها آلات القتل الإسرائيلية المُتعدِّدة عن القصف والقتل والتدمير والتخريب، وإن كان ناطقون رسميون باسم جيش العدو قد أعلنوا، أن فِرق الهندسة التابعة لجيشهم، ستستمِر في أعمال التنقيب والبحث عن الأنفاق وتدميرها، وأن الهدنة لن تمنعها من مواصلة عملها، وإنما ستلتزم وقف إطلاق النار فقط. ... المزيد

(40) خانيونس لمن لا يعرفها

دوَّى اسم خانيونس وبلداتها في الأيام القليلة الماضية كانفجار، وانتشر كلهب، وشاع عبر الأثير كنورٍ وضياء، وتداولته وسائل الإعلام كثورة، وأخرى كمجزرة، ولكن العالم سيبقى يذكره كلعنة، ووصمة عار، ودلالة ضعف، وعلامة عجز، وإشارة على اختلال المعايير، وتعدُّد المكاييل، والانتصار للظلم، والابتعاد عن الحق، ومناصرة الباطل، ومعاقبة الضحية، وسيحفظه الإسرائيليون كعِبرة وذكرى، وسيتعلَّمون منه درسًا، يبقى أثره فيهم حتى أجيالهم، أن الدم لا يقهر، وأن الروح لا تزهق، وأن الجذوة لا تخمد، وأن النار تبقى تحت الرماد، وأن الأمل لا يذوي، والقوة لا تخور، والضعف لا يدوم، وأن الثأر يورث، والانتقام لا يموت. ... المزيد

{كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ}

إن هؤلاء "الكتبة" يسخرون من هؤلاء الأبطال وصواريخهم التي لا تقتل ولا تؤثر، بل هيجت الوحش الإسرائيلي وقدَّمت إليه سبب ما أقدم عليه من سفك للدماء وتدمير لمقومات الحياة عند هذا الشعب الأبي الصبور -اقرأ مثلًا أهرام السبت 12-7 تحت عنوان: غزة وحماس، والشروق بتاريخ 15-7 تحت عنوان: قبل أن نهزم إسرائيل- إنه موقف دميم منكور مناقض لمقتضيات النخوة والمروءة والكرامة؛ فهؤلاء لا يوجهون إلى القتلة الفجرة لومًا ولا يحملونهم إثمًا. بل الملوم عندهم، والمؤثّم في ميزانهم المعكوس، هم "الحماسيون" بمذهبهم وانتمائهم؛ إذ فتحوا أبواب "الجحيم الإسرائيلي" على أرضهم وأهليهم. ... المزيد

(39) معركة غزة حرب الاستقلال

يشهد العالم كله على جرائم العدو النَّكراء دون أن تكون له كلمة واضحة وصريحة باستنكار ما يقوم به جيش العدو الإسرائيلي، ضد السكان المدنيين العُزَّل، الذين يستهدفهم في بيوتهم والشوارع، وفي المساجد والمدارس، فيقتلهم شرّ قتلة، ويُمزِّق أجسادهم، ويُبعثِر أشلاءهم، ويُدمِّر بيوتهم، بينما يتفرَّج قادة العالم الحُرّ على الصور! ويتابعون الأحداث، ويُعقِّبون عليها بأن على الفلسطينيين أن يوقفوا قصف المدن الإسرائيلية بالصواريخ، وأن يكفوا عن ترويع سكانها وأطفالها، وإلا فإن من حق الكيان الإسرائيلي أن يدافع عن نفسه، ويصد الهجوم عن بلداته، ويُدمِّر مِنصَّات الصواريخ التي تُهدِّده، ويستهدف العناصر الخطرة التي تُطلِق الصواريخ أو تصنعها..! ... المزيد

شخصيات قد تهتم بمتابَعتها

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً