تراكمت علي ديون أنهكت عقلي وفكري!

منذ 2017-08-07

من الناس من يستدين من أجل أمور ليس فيها استعجال، وهناك من يستدين من أجل أمور هي من الكماليات، ومن الناس من يستدين أموالاً أضخم وأكبر من احتياجاته.

السؤال:

أتقدم إليكم بطلب سداد دين، وأطلب منكم الإعانة بعد الله؛ حيث تراكمت علي ديون عجزت عن سدادها، أنهكت عقلي بالتفكير والتوتر، وكما تعلمون أن الدين إزعاج بالنهار وهم بالليل، علمًا أنه لا يوجد لدي دخل ثابت أستقطع منه للديون، والمبلغ كبير جدًا، تقريبًا 65 ألف ريال بعد التخفيض من أصحاب الديون، وهم متسامحون معي، لكني أريد أن أقضي ديني.

ساعدوني، أريد منكم خطة إسعافية. ولكم الشكر، وربنا يوفقكم.

الإجابة:

لا شك أن الدين هم بالليل وغم بالنهار، والتعوذ من هم الدين وغلبة الرجال مما تعلمناه من رسولنا المختار، من خلال وصيته لمن أحاطت به هموم الدين، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يوسع عليك ويقضي عنك دينك، ويذهب عنك همك.

رغم أنه لم تتضح لنا أسباب وقوعك في الدين، إلا أننا نتمنى أن تستفيد مما حصل؛ لأن من الناس من يستدين من أجل أمور ليس فيها استعجال، وهناك من يستدين من أجل أمور هي من الكماليات، ومن الناس من يستدين أموالاً أضخم وأكبر من احتياجاته، بل هناك من يستدين ثم يسرف ويبذر، وعلى كل حال فالمسلم لا يلجأ إلى الدين إلا في الأمور الكبيرة التي لا تحتمل التأجيل، ويستدين بقدر الحاجة، وينتقي من يستدين منهم، ونعوذ بالله من أن تكون حاجتنا عند بخيل أو لئيم، وقد أسعدنا صبر أهل الدين عليك، وبشرى ثم بشرى لمن ييسر على المعسر، ومن يسر على معسر يسر الله عليه، أما من يتجاوز عن المعسر؛ فالبشارة له هي أن الله سوف يتجاوز عنه، كما حصل للغني الذي كان يعطي من يطلب الدين ثم يطلب من عماله أن يتجاوزوا عن المعسر؛ فلقي الله فتجاوز عنه، وقال سبحانه: (نحن أولى بذلك منك)، ونحن ننصحك بما يلى:

 

 1- كثرة الدعاء لنفسك ولكل من أسدى إليك معروفًا.

 2- قفل أبواب الدخول في ديون جديدة.

 3- إعادة ترتيب المنصرفات بما يضمن لك توفير مبلغ يساعدك في البدء في السداد.

4- البحث عن مصادر جديدة توسع لك مصادر الرزق.

5- الإكثار من الاستغفار، قال تعالى: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}.

6- أكثر من الصلاة والسلام على رسولنا المختار؛ ليذهب الله همك ويغفر لك ذنبك.

7- المواظبة على الصلاة وحض الأهل عليها، قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ }.

8- احرص على تقوى الله في السر والعلن؛ فإن ربنا يقول: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}  ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يقضي عنك دينك، وأن يبسط لك في الرزق والفضل.

 

المستشار: د.أحمد الفرجابي
  • 23
  • 3
  • 51,968

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً