التفسير الشرعي والعلمي للاحتلام
ما هو التفسير الديني والعلمي للاحتلام؟ وهل هو شيء طبيعي وصحي؟
وجزاكم الله خيراً.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الاحتلام هو أمر يحدث للرجال والنساء البالغين؛ ولذلك كان الاحتلام علامة على بلوغ سن الرشد في الرجل والمرأة، ومعنى الاحتلام هو أن يرى الرجل أو المرأة في المنام ما يحرك فيهما الداعي إلى نزول المني كهيئة الجماع ونحو ذلك، وربما خرج المني في النوم دون أن يتذكر الإنسان شيئاً في منامه، وهو أيضاً من الاحتلام، ولا يخفى أنه يجب منه الغسل (غسل الجنابة).
والاحتلام قد يخرج على صورة معتادة - كما أشرنا في أول الكلام – وقد يخرج على صورة غير معتادة بل يكون كثيراً جدّاً، وهذا نادر بحمد الله.
إذا علم هذا، فإن الاحتلام في الحقيقة هو نعمة من الله تعالى؛ لأن الجسم عندما يحدث له حاجة لإخراج المني ولا يجد لذلك الطريقة لإخراجه عن طريق الجماع مع الزوجة فإن الله جل وعلا بكرمه يفرج على الإنسان بإخراج المني على صورة الاحتلام.
والحاصل أن الجسم يُخرج المني بصورة (فسيولوجية) (وظيفية) لحاجته إلى إخراجه، وهذا له نظائر كخروج العرق والمخاط والبلغم والدموع ونحوها من الأمور التي تخرج لحاجة البدن لإخراجها، وبهذا يعلم أن الله جل وعلا قد ركب في البدن الأجهزة التي تؤدي وظائفها التلقائية بحفظه، فإن الدم والمني والبول والغائط وغيرها من الأمور التي يحتاج الجسم في إخراجها عند زيادتها في الجسم إذا انحبست ولم تخرج، تحولت إلى أمور ضارة في الجسم؛ ولذلك قد يحصل للإنسان أن يقصد إلى إستخراج الدم الفاسد ورطوبات من جسمه كإستخراجه بالحجامة التي هي من أنفع الأدوية لإستخراج الفضلات الفاسدة إذا روعي فيها الوقت المناسب والحاجة المناسبة.
والمقصود أن التفسير الشرعي للاحتلام لا ينفك عن المعنى الطبي، فإن الله جل وعلا قد خلق الإنسان وركب فيه من الأجهزة التي تؤدي وظائفها بحفظ بدنه والاستمرار على الحياة فيه؛ قال تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} [طه:50]، ومعنى الآية أن الله جل وعلا وهب لكل مخلوق هيئته المناسبة ثم هداه إلى ما يحفظ به حياته على هذه الأرض.
ونسأل الله عز وجل أن يرزقنا وإياك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً.
وبالله التوفيق.
- المصدر: