كيف أعيد مالا أخذته بدون علم صاحبه
منذ 2013-04-10
السؤال: أنا فتاةٌ كنتُ أعمل في مصنعٍ مِن المصانع، وكانتْ مسؤوليتي أنْ أُحَصِّل المال مِن الخزينة، وفي يومٍ استلمتُ مبلغًا مِن المال، لكن للأسف أخذتُه لنفسي مِن غير علمِه، وكنتُ محتاجةً له، وقلتُ: أول الشهر سأعيد هذا المبلغ!
كان هذا الأمر منذ سنتين تقريبًا، وقد تركتُ العمل، وقرَّرتُ أن أتوبَ وأكفِّر عن ذنوبي، وأول شيءٍ فكَّرتُ فيه أن أعيدَ الدَّيْن.
كذلك دفعتُ رشوةً من قبلُ، وهي المرة الوحيدة التي دفعتُها في حياتي، وسأخرجها صدقة إن شاء الله.
لا أعرف ماذا أعمل في هذا المال الذي أخذتُه؟ ولو أرسلتُ جوابًا باسمي وفيه المبلغ، سيتَّصِلون بي حتمًا، ويسألون: لماذا أرسلتِ هذا المبلغ؟! ولا أعرف بماذا أرد عليهم؟
أرجوكم ساعدوني.
كان هذا الأمر منذ سنتين تقريبًا، وقد تركتُ العمل، وقرَّرتُ أن أتوبَ وأكفِّر عن ذنوبي، وأول شيءٍ فكَّرتُ فيه أن أعيدَ الدَّيْن.
كذلك دفعتُ رشوةً من قبلُ، وهي المرة الوحيدة التي دفعتُها في حياتي، وسأخرجها صدقة إن شاء الله.
لا أعرف ماذا أعمل في هذا المال الذي أخذتُه؟ ولو أرسلتُ جوابًا باسمي وفيه المبلغ، سيتَّصِلون بي حتمًا، ويسألون: لماذا أرسلتِ هذا المبلغ؟! ولا أعرف بماذا أرد عليهم؟
أرجوكم ساعدوني.
الإجابة: الحمدُ لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فالحمدُ لله الذي منَّ عليكِ، ووفَّقكِ للتوبة، والله نسألُ أن يتقبَّل توبتَكِ، ويثبِّتَكِ على الحقِّ والاستقامة، واعلمي أن التوبة النَّصوح التي تجبُّ ما قبلها، وتغفر الذنوب، يشترط لها ردُّ المظالم والحقوق إلى أهلها؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: "مَن كانتْ له مَظْلمةٌ لأخيه مِن عِرْضه أو شيءٍ، فليتحلَّلْه منه اليوم، قبل ألا يكونَ دينارٌ ولا دِرْهَم، إن كان له عملٌ صالحٌ، أخذ منه بقدْرِ مظْلمتِه، وإن لم تكنْ له حسناتٌ، أخذ مِن سيئاتِ صاحبه، فحُمِل عليه" [أخرجه البخاري].
وروى أحمدُ وأصحاب السُّنن وصحَّحه الحاكم: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "على اليدِ ما أخذتْ حتى تؤدِّيَه".
فالشارعُ الحكيمُ جعل أخذَ أموال الناس بغيرِ حقٍّ إثمًا عظيمًا، وذنبًا جسيمًا، يُوجِب على صاحبِه التوبةَ إلى الله توبةً نصوحًا، وأوْجَب الاستغفارَ والندمَ على ما سلَف من الذنوب، والإقلاعَ عنها خوفًا مِن الله سبحانه وتعظيمًا له، والعزم الصادق على عدم العودة إليها؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110]، وقال تعالى: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 39]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8]، وقال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].
وبابُ التوبةِ مفتوحٌ أمام العبد ما لم يُغَرْغِر أو تَطْلُع الشمس مِن مغربها؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله عز وجل يَبسُط يدَه بالليلِ؛ ليتوبَ مُسيء النهار، ويَبسُط يده بالنهار؛ ليتوبَ مُسيء الليل، حتى تَطلُع الشمس مِن مغربها" [رواه مسلم].
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله يقبل توبة العبد ما لم يُغَرْغِر" [رواه أحمد، وأبو داود مِن حديث ابن عمر].
وعليه؛ فعليكِ أيتها الأخت الكريمة ردُّ ما أخذتِه مِن مُديرك في العمل بغير علمه، ولو بطريقةٍ غير مباشرة، ولو أرسلتِ له رسالةً أو حِوالةً بالمبلغ لا يشترط أن تكتبي اسمكِ، بل اكتبي أي اسم آخر؛ سترًا على نفسك، وابذُلِي في سبيل ذلك كلَّ ما تقدرين عليه، وانجي بنفسِكِ، ولا تتعذري بشيءٍ، وأكثري مِن الأعمال الصالحة؛ قال الله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114].
أما ما دفعتِه مِنْ رِشْوَة، فلا يجب عليكِ إخراج المال؛ لأنكِ أنتِ التي دَفَعتِ الرِّشْوَة، ولستِ مَن أخذها، ويجب عليكِ التوبة النصوح فقط.
فالحمدُ لله الذي منَّ عليكِ، ووفَّقكِ للتوبة، والله نسألُ أن يتقبَّل توبتَكِ، ويثبِّتَكِ على الحقِّ والاستقامة، واعلمي أن التوبة النَّصوح التي تجبُّ ما قبلها، وتغفر الذنوب، يشترط لها ردُّ المظالم والحقوق إلى أهلها؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: "مَن كانتْ له مَظْلمةٌ لأخيه مِن عِرْضه أو شيءٍ، فليتحلَّلْه منه اليوم، قبل ألا يكونَ دينارٌ ولا دِرْهَم، إن كان له عملٌ صالحٌ، أخذ منه بقدْرِ مظْلمتِه، وإن لم تكنْ له حسناتٌ، أخذ مِن سيئاتِ صاحبه، فحُمِل عليه" [أخرجه البخاري].
وروى أحمدُ وأصحاب السُّنن وصحَّحه الحاكم: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "على اليدِ ما أخذتْ حتى تؤدِّيَه".
فالشارعُ الحكيمُ جعل أخذَ أموال الناس بغيرِ حقٍّ إثمًا عظيمًا، وذنبًا جسيمًا، يُوجِب على صاحبِه التوبةَ إلى الله توبةً نصوحًا، وأوْجَب الاستغفارَ والندمَ على ما سلَف من الذنوب، والإقلاعَ عنها خوفًا مِن الله سبحانه وتعظيمًا له، والعزم الصادق على عدم العودة إليها؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 110]، وقال تعالى: {فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المائدة: 39]، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8]، وقال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].
وبابُ التوبةِ مفتوحٌ أمام العبد ما لم يُغَرْغِر أو تَطْلُع الشمس مِن مغربها؛ لقولِه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله عز وجل يَبسُط يدَه بالليلِ؛ ليتوبَ مُسيء النهار، ويَبسُط يده بالنهار؛ ليتوبَ مُسيء الليل، حتى تَطلُع الشمس مِن مغربها" [رواه مسلم].
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله يقبل توبة العبد ما لم يُغَرْغِر" [رواه أحمد، وأبو داود مِن حديث ابن عمر].
وعليه؛ فعليكِ أيتها الأخت الكريمة ردُّ ما أخذتِه مِن مُديرك في العمل بغير علمه، ولو بطريقةٍ غير مباشرة، ولو أرسلتِ له رسالةً أو حِوالةً بالمبلغ لا يشترط أن تكتبي اسمكِ، بل اكتبي أي اسم آخر؛ سترًا على نفسك، وابذُلِي في سبيل ذلك كلَّ ما تقدرين عليه، وانجي بنفسِكِ، ولا تتعذري بشيءٍ، وأكثري مِن الأعمال الصالحة؛ قال الله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114].
أما ما دفعتِه مِنْ رِشْوَة، فلا يجب عليكِ إخراج المال؛ لأنكِ أنتِ التي دَفَعتِ الرِّشْوَة، ولستِ مَن أخذها، ويجب عليكِ التوبة النصوح فقط.
- التصنيف:
- المصدر: