أتعبني أبي وأضاع حياتي
منذ 2013-04-14
السؤال: أنا شابٌّ في الثلاثين مِن عمري، توفِّيتْ والدتي وأنا صغير، فانتقلتُ للعيش مع أحد أقاربي، وعندما كبرتُ انتقلتُ إلى بيت أبي للعيش معه؛ أبي يكرهني كرهًا شديدًا، وهو السبب في تدمير حياتي ومستقبلي.
لا تقلْ لي: لا يوجد أبٌ يكره ابنه، بل أنا أثق مما أقول، فهو فعلا يكرهني!
أنا شابٌّ ملتزمٌ ولله الحمد، أخاف الله في كلِّ تصرُّف، وأتقي الله، وملتزمٌ والحمد لله بالصلاة؛ أمَّا والدي فحظُّه من الإسلام الاسم فقط "مسلم"، وهذا يجعل بيني وبينه فجوة كبيرة، ولا يوجد بيننا أيُّ تفاهُم.
تزوجتُ بامرأةٍ، فلم تعجبْ أبي، وظل ورائي حتى طلقتُها، ثم تزوَّجتُ بأخرى مُلتزمة، وصاحبة خلُق، فلم تعجبْه أيضًا، فكرَّهني فيها، حتى طلقتُها، ولي منها ابنان!
منذ مدةٍ كبيرةٍ، وأنا أعيش في شقتي وحدي، لا يسأل عني أحدٌ، حتى والدي تزوَّج ويعيش مع أسرته في شقتِه الخاصة، ولا يسأل عنِّي، أنا إلى الآن مطيع لوالدي، ولا أريد أن أعصيه؛ لأني أخاف الله، وعندما أتفاهَم معه يسخر من كلام الدين، ويستهزئ بكلامي، ولا يوجد بيني وبينه أية نقطة اتِّفاق!
يرفض إرجاع زوجتي وأولادي، وقد ناقشتُه كثيرًا في هذا الأمر، ولكن لا جَدوى، بدأ هذا الأمر يُؤَثِّر على عملي!
قررتُ أن أخرجَ من بيت العائلة، وأستأجر شقةً خاصة بي وبعائلتي، ولن أقصِّر في حقه، ولن أهجره، أو أعصيه، فلو بقيت معه سأتعب، وسأصاب بالأمراض!
لا تقل لي: اصبر على والدِك؛ فهو كبير!
فهو لن يتغيَّر، ولن يُغيِّر علاقته بي للأفضل، أريد أن أستقلَّ بحياتي؛ فلا أريد لأولادي أن يتَربَّوا في هذه البيئة السيئة.
أريد أن أعرفَ: هل القرارُ الذي اتَّخذتُه قرارٌ صحيح؟ وهل يغضب اللهُ مني إنْ فعلتُ ذلك؟ وهل مِن حقِّي أن أستقل؟ أو لا؟
لا تقلْ لي: لا يوجد أبٌ يكره ابنه، بل أنا أثق مما أقول، فهو فعلا يكرهني!
أنا شابٌّ ملتزمٌ ولله الحمد، أخاف الله في كلِّ تصرُّف، وأتقي الله، وملتزمٌ والحمد لله بالصلاة؛ أمَّا والدي فحظُّه من الإسلام الاسم فقط "مسلم"، وهذا يجعل بيني وبينه فجوة كبيرة، ولا يوجد بيننا أيُّ تفاهُم.
تزوجتُ بامرأةٍ، فلم تعجبْ أبي، وظل ورائي حتى طلقتُها، ثم تزوَّجتُ بأخرى مُلتزمة، وصاحبة خلُق، فلم تعجبْه أيضًا، فكرَّهني فيها، حتى طلقتُها، ولي منها ابنان!
منذ مدةٍ كبيرةٍ، وأنا أعيش في شقتي وحدي، لا يسأل عني أحدٌ، حتى والدي تزوَّج ويعيش مع أسرته في شقتِه الخاصة، ولا يسأل عنِّي، أنا إلى الآن مطيع لوالدي، ولا أريد أن أعصيه؛ لأني أخاف الله، وعندما أتفاهَم معه يسخر من كلام الدين، ويستهزئ بكلامي، ولا يوجد بيني وبينه أية نقطة اتِّفاق!
يرفض إرجاع زوجتي وأولادي، وقد ناقشتُه كثيرًا في هذا الأمر، ولكن لا جَدوى، بدأ هذا الأمر يُؤَثِّر على عملي!
قررتُ أن أخرجَ من بيت العائلة، وأستأجر شقةً خاصة بي وبعائلتي، ولن أقصِّر في حقه، ولن أهجره، أو أعصيه، فلو بقيت معه سأتعب، وسأصاب بالأمراض!
لا تقل لي: اصبر على والدِك؛ فهو كبير!
فهو لن يتغيَّر، ولن يُغيِّر علاقته بي للأفضل، أريد أن أستقلَّ بحياتي؛ فلا أريد لأولادي أن يتَربَّوا في هذه البيئة السيئة.
أريد أن أعرفَ: هل القرارُ الذي اتَّخذتُه قرارٌ صحيح؟ وهل يغضب اللهُ مني إنْ فعلتُ ذلك؟ وهل مِن حقِّي أن أستقل؟ أو لا؟
الإجابة: الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فقد أحسنتَ في قرارك ترْكَ منزلِ العائلة، والسكن بعيدًا عنهم، وهذا القرارُ ربما تَأَخَّرَ بعضَ الشيء، ولكن قدر اللهُ وما شاء فعل، المهم أنك قررتَ أن تَحيا حياتَك، وتَلُمَّ شتات أسرتِك الصغيرة، وترُدَّ زوجتك، ولا تذيقَ أولادك من الكأس الذي تجرعتَه صغيرًا؛ فالله تعالى أوْجَبَ على الزوج مسْكنًا مسْتَقلًّا لزوجته، والنفَقة، والكسوة بالمعروف، هذا لِحِكَمٍ جليلة، ومنافعَ عظيمةٍ، يجنيها الزوجان مِنْ قطع أسباب الشحْناء والبغضاء، والمشكلات التي تنتُج عن السكن مع أهل الزوج، وكل هذا يُعِينُ المرأة على حُسن التبَعُّل لزوجِها.
وحتى إن كان والدُك يحتاج لرعايتك له، أو القيام بمَصالحه، فلا يلزم من ذلك أن تكونَ معه في نفس البناية، ويُمكنك تعويضُهُ عن بُعدك عنه بكثرة تردُّدِك عليه، والنظر فيما يحتاجه، وتلبية ما تستطيع تلبيته من مطالبه؛ فليس البرُّ بالوالد محصورًا ولا مشْروطًا بالإقامة معه، لا سيما وأنت تعلم أن السُّكنى معه تجلب المشاكل، وسبَّبَتْ طلاقَك من زوجتك، ولكنِ احرِصْ على بِرِّ الوالد، والبعدُ - أحيانًا - راحةٌ للجميع، وأحيانًا يكون سببًا لجلب المحبة؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زُرْ غِبًّا، تَزْدَدْ حُبًّا" [رواه الطبراني بإسناد صحَّحه الألباني].
وجاهِدْ نفسَك على استعمال الحكمة في التعامُل مع الوالد، وأكْثِرْ من الدعاءِ له بالصلاحِ.
فقد أحسنتَ في قرارك ترْكَ منزلِ العائلة، والسكن بعيدًا عنهم، وهذا القرارُ ربما تَأَخَّرَ بعضَ الشيء، ولكن قدر اللهُ وما شاء فعل، المهم أنك قررتَ أن تَحيا حياتَك، وتَلُمَّ شتات أسرتِك الصغيرة، وترُدَّ زوجتك، ولا تذيقَ أولادك من الكأس الذي تجرعتَه صغيرًا؛ فالله تعالى أوْجَبَ على الزوج مسْكنًا مسْتَقلًّا لزوجته، والنفَقة، والكسوة بالمعروف، هذا لِحِكَمٍ جليلة، ومنافعَ عظيمةٍ، يجنيها الزوجان مِنْ قطع أسباب الشحْناء والبغضاء، والمشكلات التي تنتُج عن السكن مع أهل الزوج، وكل هذا يُعِينُ المرأة على حُسن التبَعُّل لزوجِها.
وحتى إن كان والدُك يحتاج لرعايتك له، أو القيام بمَصالحه، فلا يلزم من ذلك أن تكونَ معه في نفس البناية، ويُمكنك تعويضُهُ عن بُعدك عنه بكثرة تردُّدِك عليه، والنظر فيما يحتاجه، وتلبية ما تستطيع تلبيته من مطالبه؛ فليس البرُّ بالوالد محصورًا ولا مشْروطًا بالإقامة معه، لا سيما وأنت تعلم أن السُّكنى معه تجلب المشاكل، وسبَّبَتْ طلاقَك من زوجتك، ولكنِ احرِصْ على بِرِّ الوالد، والبعدُ - أحيانًا - راحةٌ للجميع، وأحيانًا يكون سببًا لجلب المحبة؛ كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "زُرْ غِبًّا، تَزْدَدْ حُبًّا" [رواه الطبراني بإسناد صحَّحه الألباني].
وجاهِدْ نفسَك على استعمال الحكمة في التعامُل مع الوالد، وأكْثِرْ من الدعاءِ له بالصلاحِ.
- التصنيف:
- المصدر: