علاقة محرمة بيني وبين السائق يبتزني بها، فما الحل؟
منذ 2013-07-02
السؤال: القصة محرجة، بل مُخزِية للغاية، لكني لجأتُ لكم بعد الله؛ راجيةً الإرشاد والنصيحة.
المصيبةُ بدأتْ معي منذ ستِّ سنوات؛ حيث كنتُ في أوائل الأربعينيات، وكنتُ مُطَلَّقة، كنتُ في حالةٍ مِن التعاسة، والوحدة، واليأس، وأُعالَج عند طبيب نفسيٍّ، وأتعاطى الأدوية، وأُعاني من الكآبة، وعدم النوم، والقلق، وقد أعطاني الله سبحانه وتعالى الشهادة والمنصب العالي، ولكن بسبب معاناتي وابتلائي منذ كنتُ طفلة وضعفي أيضًا وعدم تحمُّلي، صار عندي انهيارٌ عصبيٌّ وكآبةٌ، وخضعتُ للعلاج النفسيِّ!
الكلُّ يشهد والحمد الله بأني إنسانة مُلتَزِمة، مُصلِّية، حاجَّة، محجَّبة، ومُزَكية، أساعد أهلي والناس، الخلاصة: أهلي وناسي يحترمونني؛ لالتزامي، وحُسن المعاملة، ومنصبي الذي من خلاله أسمع الدعاء والثناء.
خلال فترة علاجي كان عندي سائقٌ أصغر مني، وكنتُ أُعامِله في البداية برأفة وشفقةٍ، واهتممتُ به كثيرًا، ووثقتُ به، وائتمنتُه حتى كأنه ملأ فراغ الوحدة بأسلوبه، والاهتمام الذي كنتُ قد فقدتُه، في تلك الفترة تعلَّقتُ به كثيرًا، وبشكلٍ مَرَضِي، لدرجة أني زدتُ في راتبِه، وبدأتُ أُساعده؛ حتى لا يذهبَ بعيدًا عني، وصارتْ بيننا عَلاقةٌ دخل فيها الشيطانُ، لم تكن مُعاشرةً كاملةً، بسبب صراعي بين خوفي من الله والحرام، وبين تعلقي المَرَضِي به.
بعدها طلب السفر، ووجدتُها فرصةً لأن أطهِّر نفسي مِن الخطيئة والحرام، وتعلقي الزائد به، والعَلاقة غير الطبيعية، وأذنتُ له في ذلك.
بعد أشهر مِن مغادرته اتَّصل بي هاتفيًّا مهدِّدًا لإعطائه 100 ألف مُقابل سكوته عن العَلاقة التي كانتْ بيننا؛ حيث يمتلك صورًا وتسجيلات تُثبِت ذلك، وأنه سوف يُرسِلها لأهلي وعملي!
في تلك الفترة كنتُ آخذ العلاج، ولا أذكر شيئًا عنها، فأرسلتُ له المبلغ؛ بسبب خوفي على سُمعتي، وسمعة أهلي، وأَقْسَمَ بأنه سوف يحرقُ الصور والتسجيلات، وسوف يقطع صلته بي.
تقرَّبتُ إلى ربي كثيرًا، واعتمرتُ في رمضان، وقمتُ بأعمال تقرِّبني من الله؛ كي يَقبَل توبتي، ويغفر لي، ويرحمني، ويشفيني.
ثم اتَّصل مُهَددًا للمرة الثانية؛ يريد مالًا، وإلا سوف يرسل لي ناسًا.
من الواضح أنه يُرِيد الابتزاز، وأنا خائفة أن تكون عصابة، واللهُ سبحانه العالم بذلك، ثم والله إني لأعيش في حسرةٍ ونَدَمٍ، واحتقار لذاتي ونفسي؛ فهذا عقابٌ من الله، وأنا أستحقُّه، لكن الله يعلم بحالي وضعفي، وقلَّة حيلتي، فسألتُ الله عز وجل التوبة والمغفرة، والرحمة والشفاء، ولا أبغي غير رضا الله والستر، وما أبغي أن أضرَّ عائلتي مهما صار، أو أورِّط نفسي أكثر؛ لأني خائفة!
ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟ وقد أعطاني مهلة خمسة أيام، وجزاكم الله خير الجزاء.
المصيبةُ بدأتْ معي منذ ستِّ سنوات؛ حيث كنتُ في أوائل الأربعينيات، وكنتُ مُطَلَّقة، كنتُ في حالةٍ مِن التعاسة، والوحدة، واليأس، وأُعالَج عند طبيب نفسيٍّ، وأتعاطى الأدوية، وأُعاني من الكآبة، وعدم النوم، والقلق، وقد أعطاني الله سبحانه وتعالى الشهادة والمنصب العالي، ولكن بسبب معاناتي وابتلائي منذ كنتُ طفلة وضعفي أيضًا وعدم تحمُّلي، صار عندي انهيارٌ عصبيٌّ وكآبةٌ، وخضعتُ للعلاج النفسيِّ!
الكلُّ يشهد والحمد الله بأني إنسانة مُلتَزِمة، مُصلِّية، حاجَّة، محجَّبة، ومُزَكية، أساعد أهلي والناس، الخلاصة: أهلي وناسي يحترمونني؛ لالتزامي، وحُسن المعاملة، ومنصبي الذي من خلاله أسمع الدعاء والثناء.
خلال فترة علاجي كان عندي سائقٌ أصغر مني، وكنتُ أُعامِله في البداية برأفة وشفقةٍ، واهتممتُ به كثيرًا، ووثقتُ به، وائتمنتُه حتى كأنه ملأ فراغ الوحدة بأسلوبه، والاهتمام الذي كنتُ قد فقدتُه، في تلك الفترة تعلَّقتُ به كثيرًا، وبشكلٍ مَرَضِي، لدرجة أني زدتُ في راتبِه، وبدأتُ أُساعده؛ حتى لا يذهبَ بعيدًا عني، وصارتْ بيننا عَلاقةٌ دخل فيها الشيطانُ، لم تكن مُعاشرةً كاملةً، بسبب صراعي بين خوفي من الله والحرام، وبين تعلقي المَرَضِي به.
بعدها طلب السفر، ووجدتُها فرصةً لأن أطهِّر نفسي مِن الخطيئة والحرام، وتعلقي الزائد به، والعَلاقة غير الطبيعية، وأذنتُ له في ذلك.
بعد أشهر مِن مغادرته اتَّصل بي هاتفيًّا مهدِّدًا لإعطائه 100 ألف مُقابل سكوته عن العَلاقة التي كانتْ بيننا؛ حيث يمتلك صورًا وتسجيلات تُثبِت ذلك، وأنه سوف يُرسِلها لأهلي وعملي!
في تلك الفترة كنتُ آخذ العلاج، ولا أذكر شيئًا عنها، فأرسلتُ له المبلغ؛ بسبب خوفي على سُمعتي، وسمعة أهلي، وأَقْسَمَ بأنه سوف يحرقُ الصور والتسجيلات، وسوف يقطع صلته بي.
تقرَّبتُ إلى ربي كثيرًا، واعتمرتُ في رمضان، وقمتُ بأعمال تقرِّبني من الله؛ كي يَقبَل توبتي، ويغفر لي، ويرحمني، ويشفيني.
ثم اتَّصل مُهَددًا للمرة الثانية؛ يريد مالًا، وإلا سوف يرسل لي ناسًا.
من الواضح أنه يُرِيد الابتزاز، وأنا خائفة أن تكون عصابة، واللهُ سبحانه العالم بذلك، ثم والله إني لأعيش في حسرةٍ ونَدَمٍ، واحتقار لذاتي ونفسي؛ فهذا عقابٌ من الله، وأنا أستحقُّه، لكن الله يعلم بحالي وضعفي، وقلَّة حيلتي، فسألتُ الله عز وجل التوبة والمغفرة، والرحمة والشفاء، ولا أبغي غير رضا الله والستر، وما أبغي أن أضرَّ عائلتي مهما صار، أو أورِّط نفسي أكثر؛ لأني خائفة!
ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟ وقد أعطاني مهلة خمسة أيام، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابة: الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فبدايةً أباركُ لكِ توبتَك أيتها الأخت الكريمة ورجوعَك لله، وأسألُه سبحانه أن يثبِّتك على الحق، وأن يُدِيم عليك فضله ورحمته وهدايته، والحمد لله الذي أكرمك باللحاق بركْب الصالحات.
أما بالنسبة لابتزاز هذا الشيطان لك، فاتركي أمرَه على الله؛ واطلبي منه أن يحفظك، ويستر عليك، وداومي على الدعاء وبإلحاح وفي أوقات الإجابة بالستر، والعفو، والمغفرة، ورد كيد الكائدين، وثقي يا أختي الكريمة أن الله هو المانع، والمدبِّر لكل الكون، ولو اجتمع أهل الأرض على أن يضرُّوك ولم يُرِدِ الله ذلك ما استطاعوا، ولو اجتمع أهل الأرض على أن ينفعوك ولم يُرِدِ الله ذلك ما استطاعوا، فما دمتِ صدقتِ مع الله، ولزمتِ بابَه، فلن يخذلَك، فقط اصدقي مع الله، واثبتي على التوبة، ولا تضعفي أبدًا، وتحت أي ظرف.
كذلك تصدَّقي حسب مَقدرتك بقَصْدِ دفْع البلاء؛ فالصدقةُ مَرضاةٌ لله، تُطفئ غضب الرب، ودافعةٌ للبلاء، وبها تنزلُ البركة، وتحلُّ عليك، ولا تستجيبي لأي وساوس ولا أفكار، توكَّلي فقط على الله، ومَن يتوكلْ على الله فهو حسْبُه.
غيِّري رقم هاتفِك، اقطعي الماضي، وامْسَحي تفاصيله، وثقي بأنَّ لك ربًّا عادلًا كريمًا، سوف يُبدِلك بما هو خير وأبقى، وسوف يُدهِشك بالعطايا، إذًا كوني مع الله، ولا تخافي عباده.
فإنَّ الله تبارك وتعالى يُمهل الإنسان لكنه لا يهمله، والله سبحانه وتعالى يستر على العبد، ويستر عليه، فإذا لبس للمعصية لبوسها، وبارز الله بالعصيان، فضح أمره، وهتك ستره وخذله، وإذا أقبل ورجع، ستره الله، وتاب عليه.
واعلمي أن الله العظيم الذي سترك وأنت على المعصية، سيسترك اليوم وأنت على الطاعة، ولن يخذلك أبدًا سبحانه وتعالى وهو الذي يفرحُ بتوبة مَن يتوب إليه، والذي يكرم عباده التائبين، بل إذا صدق التائبُ في توبته، وأخلص في أَوْبَتِه، وصدق في رجوعه إلى الله؛ فأولئك الذين يبدِّل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفورًا رحيمًا، بل {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: 136].
فلا تشغلي نفسَك بذلك الماضي، وضيِّقي مساحة التفكير فيه، وعاملي هذا العدوَّ بنقيض قصده، ودائمًا إذا تذكر الإنسان معصيته، فإن عليه أن يجدِّد التوبة، وإذا ذكره الشيطان معصيته، فإن عليه أن يجدِّد التوبة، فاستري على نفسك، وحافظي على ستر الله تبارك وتعالى عليك، وهذا كلامُ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم لمن وقع في معصية أن يستتر بستر الله عليه، ولا يُبدِي ما كان عنده مِن معصية، أو ما كان فيه مِن مُخالَفات.
أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى قراءة قل هو الله أحد، والمعوذتين عند الصباح وعند المساء ثلاث مرات، وقال: "تكفيك من كلِّ شيء" [رواه أبو داود]، ومعناه: أنها تكفي قارئها مِن كلِّ شيء يخافه؛ من الظُّلم، والهمِّ، والحزن.
واستعيني بالدعاء في ثلُث الليل الأخير؛ وقت النزول الإلهي؛ قال صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: مَن يدعوني، فأستجيب له؟ مَن يسألني، فأعطيه؟ مَن يستغفرني، فأغفر له؟" [متفق عليه].
وأكْثِري مِن قول: "حسبي الله ونعمَ الوكيل"، وقول: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين"، وأُفَوِّض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد، وأعوذ بكلمات الله التامات مِن شرِّ ما خلق، وأعوذ بكلمات الله التامة مِن غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرونِ، وأعوذُ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بَرٌّ ولا فاجر، وبأسماء الله الحسنى كلها ما علمتُ منها وما لم أعلم، مِن شر ما خلق وبرأ وذرأ، وأعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر مِن شر ما خلق، وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقًا يطرق بخير، اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكفني بركنك الذي لا يُرام، وارحمني بقدرتك عليَّ، ولا نَهلِك وأنت رجاؤنا.
وحافظي على أذكار الصباح والمساء؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مِن عبدٍ يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات، فيضره شيءٌ" [رواه الترمذي، وغيره].
وواظِبي على صلاة أربع ركعات من الضُّحى؛ ففي الحديث القدسي: "يا ابن آدم، صلِّ لي أربع ركعات في أول النهار أكفِك آخره" [رواه أحمد، وابن حبَّان، والطبراني، وقال المنذري، والهيثمي: "رجال أحمد رجال الصحيح"].
وأكثري مِن الدعاء الوارد في الحديثين: عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إذا كان على أحدِكم إمام يخاف تغطرسه أو ظُلمه، فليقل: "اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم، كن لي جارًا من فلان بن فلان وأحزابه من خلائقك؛ أن يفرط عليَّ أحد منهم، أو يطغى، عزَّ جارك، وجل ثناؤك، ولا إله إلا أنت" [رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني].
ورُوي عن ابن عباس قال: "إذا أتيت سلطانًا مهيبًا، تخاف أن يسطو بك، فقل: "الله أكبر، الله أعز من خلقه جميعًا، الله أعز مما أخاف وأحذر، أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو، الممسك السموات السبع أن يقعْنَ على الأرض إلا بإذنه؛ من شر عبدك فلان، وجنوده، وأتباعه، وأشياعه من الجن والإنس، اللهم كن لي جارًا من شرهم، جل ثناؤك، وعز جارك، وتبارك اسمك، ولا إله غيرك؛ ثلاث مرات" [رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني].
وأسأل الله العليَّ الأعلى أن يحرسَك بعينه التي لا تنام، وأن يكنفَك بركنه الذي لا يرام، وأن يحفظك بعزِّه الذي لا يُضام، وأن يكفيَك شر كل ذي شرٍّ، وأن يرحمنا بقدرته علينا، لا نَهلِك وأنت رجاؤنا، آمين.
فبدايةً أباركُ لكِ توبتَك أيتها الأخت الكريمة ورجوعَك لله، وأسألُه سبحانه أن يثبِّتك على الحق، وأن يُدِيم عليك فضله ورحمته وهدايته، والحمد لله الذي أكرمك باللحاق بركْب الصالحات.
أما بالنسبة لابتزاز هذا الشيطان لك، فاتركي أمرَه على الله؛ واطلبي منه أن يحفظك، ويستر عليك، وداومي على الدعاء وبإلحاح وفي أوقات الإجابة بالستر، والعفو، والمغفرة، ورد كيد الكائدين، وثقي يا أختي الكريمة أن الله هو المانع، والمدبِّر لكل الكون، ولو اجتمع أهل الأرض على أن يضرُّوك ولم يُرِدِ الله ذلك ما استطاعوا، ولو اجتمع أهل الأرض على أن ينفعوك ولم يُرِدِ الله ذلك ما استطاعوا، فما دمتِ صدقتِ مع الله، ولزمتِ بابَه، فلن يخذلَك، فقط اصدقي مع الله، واثبتي على التوبة، ولا تضعفي أبدًا، وتحت أي ظرف.
كذلك تصدَّقي حسب مَقدرتك بقَصْدِ دفْع البلاء؛ فالصدقةُ مَرضاةٌ لله، تُطفئ غضب الرب، ودافعةٌ للبلاء، وبها تنزلُ البركة، وتحلُّ عليك، ولا تستجيبي لأي وساوس ولا أفكار، توكَّلي فقط على الله، ومَن يتوكلْ على الله فهو حسْبُه.
غيِّري رقم هاتفِك، اقطعي الماضي، وامْسَحي تفاصيله، وثقي بأنَّ لك ربًّا عادلًا كريمًا، سوف يُبدِلك بما هو خير وأبقى، وسوف يُدهِشك بالعطايا، إذًا كوني مع الله، ولا تخافي عباده.
فإنَّ الله تبارك وتعالى يُمهل الإنسان لكنه لا يهمله، والله سبحانه وتعالى يستر على العبد، ويستر عليه، فإذا لبس للمعصية لبوسها، وبارز الله بالعصيان، فضح أمره، وهتك ستره وخذله، وإذا أقبل ورجع، ستره الله، وتاب عليه.
واعلمي أن الله العظيم الذي سترك وأنت على المعصية، سيسترك اليوم وأنت على الطاعة، ولن يخذلك أبدًا سبحانه وتعالى وهو الذي يفرحُ بتوبة مَن يتوب إليه، والذي يكرم عباده التائبين، بل إذا صدق التائبُ في توبته، وأخلص في أَوْبَتِه، وصدق في رجوعه إلى الله؛ فأولئك الذين يبدِّل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفورًا رحيمًا، بل {أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ} [آل عمران: 136].
فلا تشغلي نفسَك بذلك الماضي، وضيِّقي مساحة التفكير فيه، وعاملي هذا العدوَّ بنقيض قصده، ودائمًا إذا تذكر الإنسان معصيته، فإن عليه أن يجدِّد التوبة، وإذا ذكره الشيطان معصيته، فإن عليه أن يجدِّد التوبة، فاستري على نفسك، وحافظي على ستر الله تبارك وتعالى عليك، وهذا كلامُ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم لمن وقع في معصية أن يستتر بستر الله عليه، ولا يُبدِي ما كان عنده مِن معصية، أو ما كان فيه مِن مُخالَفات.
أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى قراءة قل هو الله أحد، والمعوذتين عند الصباح وعند المساء ثلاث مرات، وقال: "تكفيك من كلِّ شيء" [رواه أبو داود]، ومعناه: أنها تكفي قارئها مِن كلِّ شيء يخافه؛ من الظُّلم، والهمِّ، والحزن.
واستعيني بالدعاء في ثلُث الليل الأخير؛ وقت النزول الإلهي؛ قال صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربُّنا تبارك وتعالى كلَّ ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: مَن يدعوني، فأستجيب له؟ مَن يسألني، فأعطيه؟ مَن يستغفرني، فأغفر له؟" [متفق عليه].
وأكْثِري مِن قول: "حسبي الله ونعمَ الوكيل"، وقول: "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظالمين"، وأُفَوِّض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد، وأعوذ بكلمات الله التامات مِن شرِّ ما خلق، وأعوذ بكلمات الله التامة مِن غضبه وعقابه، وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرونِ، وأعوذُ بوجه الله العظيم الذي ليس شيء أعظم منه، وبكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بَرٌّ ولا فاجر، وبأسماء الله الحسنى كلها ما علمتُ منها وما لم أعلم، مِن شر ما خلق وبرأ وذرأ، وأعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر مِن شر ما خلق، وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقًا يطرق بخير، اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكفني بركنك الذي لا يُرام، وارحمني بقدرتك عليَّ، ولا نَهلِك وأنت رجاؤنا.
وحافظي على أذكار الصباح والمساء؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما مِن عبدٍ يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات، فيضره شيءٌ" [رواه الترمذي، وغيره].
وواظِبي على صلاة أربع ركعات من الضُّحى؛ ففي الحديث القدسي: "يا ابن آدم، صلِّ لي أربع ركعات في أول النهار أكفِك آخره" [رواه أحمد، وابن حبَّان، والطبراني، وقال المنذري، والهيثمي: "رجال أحمد رجال الصحيح"].
وأكثري مِن الدعاء الوارد في الحديثين: عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "إذا كان على أحدِكم إمام يخاف تغطرسه أو ظُلمه، فليقل: "اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم، كن لي جارًا من فلان بن فلان وأحزابه من خلائقك؛ أن يفرط عليَّ أحد منهم، أو يطغى، عزَّ جارك، وجل ثناؤك، ولا إله إلا أنت" [رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني].
ورُوي عن ابن عباس قال: "إذا أتيت سلطانًا مهيبًا، تخاف أن يسطو بك، فقل: "الله أكبر، الله أعز من خلقه جميعًا، الله أعز مما أخاف وأحذر، أعوذ بالله الذي لا إله إلا هو، الممسك السموات السبع أن يقعْنَ على الأرض إلا بإذنه؛ من شر عبدك فلان، وجنوده، وأتباعه، وأشياعه من الجن والإنس، اللهم كن لي جارًا من شرهم، جل ثناؤك، وعز جارك، وتبارك اسمك، ولا إله غيرك؛ ثلاث مرات" [رواه ابن أبي شيبة في مصنفه، والبخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني].
وأسأل الله العليَّ الأعلى أن يحرسَك بعينه التي لا تنام، وأن يكنفَك بركنه الذي لا يرام، وأن يحفظك بعزِّه الذي لا يُضام، وأن يكفيَك شر كل ذي شرٍّ، وأن يرحمنا بقدرته علينا، لا نَهلِك وأنت رجاؤنا، آمين.
- التصنيف:
- المصدر: