تصوير الزوجين بالفيديو للاستمتاع!

منذ 2017-10-20

شخص يسأل عن تصوير الزوجين بالفيديو للاستمتاع: وهل في هذا الفعل مخالفة؟

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ مُتزوجٌ، وأقوم بتصوير حالة الجِماع بالفيديو، كنوعٍ من الإثارة، ثم قبلَ الجِماع نُشاهد هذا الفيديو للإثارة لا غير، وبعد الانتِهاء نقوم بِمَسحه فورًا، وأُحيطكم علمًا بأننا لا نُشاهد أي صورة أو فيديو أجنبي.

أرجو إفادتي في هذا الفعل، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابة:

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

فلَعَلَّك تُوافقني أيها الأخ أنَّ كثيرًا مِن الأسئلة والاستشارات عن العلاقات الزوجية سببُها الأول: الاطِّلاع على عادات وثقافة وأفكار الغرب الكافر، والتي هي في مُجْمَلِها تُخالف قِيَمنا وفِطَرنا وعاداتنا العربية، وأنه لولا العَوْلَمَةُ الثقافيةُ الجَبَّارة في هذا المجال لَم تكن لتُطرح مِثْل أسئلة الجنس الفموي والسكس فون، أو الاستفسار عن مشاهدة الأفلام الجنسية الكارتونية منها بحجة تعلُّم كيفية الجماع! إلى غير هذه القاذورات الواردة من بلاد الغرب!

وكنتُ دائمًا أقول للسائل متعجبًا: أتَدْرِي كيف كان الحالُ قبل اختراع تلك الوسائل الجديدة؟ وهل كان هناك اتصال بين الجنسين أو لا؟

ومِن أسْخَف ما تقرأ في هذا المقام فتوى مَن يُجيزُ تسْجيل الفيديو للجماع بين الزوجين؛ بقياسِه على الجماع أمام المرآة، وأنَّ غايتَه أنه يرى نفسه ومَن يحلُّ النظر إليه!

وهذا نظرٌ قاصر للمسألة؛ فالنظَرُ في المرآة حال الجِماع لا شيءَ فيه، فهو يَنتهي بمجرَّد مُغادَرة المكان أمام المرآة، أما تسجيلُ الفيديو فليس كذلك؛ فالزوجانِ سَيَضطرَّان للاحتفاظ به لمشاهدته للغرَض الذي مِن أجله قامَا بالتسجيل، وكل مَن كان له تعلُّق بالشأن العام يعلَمُ أن وُقوعَ مثل هذه الأشياء بيد الأبناء سهوًا أو قصدًا أو بحثًا عن بعض الأغراض فيعثرون عليها - أمرٌ واردٌ، وكم مِن زوجٍ وزوجةٍ كانا يحتَفِظان بتسجيلات لهما أو أفلام فاضحة بدعوى الإثارة عليها، فوقَعَتْ في يد الأبناء بمحض الصدفة؛ فكانتْ سببًا في انحراف أبنائهم وأصحاب أبنائهم إلى آخر السلسلة!

وكم مِن زوجٍ وزوجةٍ نَسِيَا الكاميرا أو كارت الذاكرة فوقعتْ في يد أحدٍ، ففُضِحَ أمرهم! وهذا شيءٌ أشهر مِن أن تُذْكَر له أمثلة أخرى.

وحتى لو قمتَ بِمَحْو ما صوَّرتَه فور مشاهدته، فالنسيانُ واردٌ على جميع بني آدم؛ كما في الحديث الصحيح: «ونسي آدم فنَسِيَتْ ذُريته»؛ رواه الترمذي، وأيضًا هناك برامج لاستعادة الذاكرة بعد مَحْوِها.

وسرُّ المسألة أن الإنسانَ إذا تمادى في الأمر كَشَفَ الله سِتْرَهُ عنه، والمتضررُ ليس الزوجان فقط، بل الأسرة والأبناء.

أمر آخر: كلنا نعلم أنَّ الدين الإسلامي حَضَّ على السِّتْرِ والصيانة، لا سيما في هذه العلاقات الخاصة بين الزوجين، فابحثْ عن سبب مباحٍ لاستعادة النشاط في الجماع بمراجعة المُخْتَصِّين.

وفي الختام تَذَكَّر أيها الأخ أننا بفضل الله في غِنًى عنْ تلقُّف آفات الغرْب الجنسية المبنية على ثقافته التي لا تراعي الحرمات، فهم قوم كما تعلم لا خَلاق لهم، ولا يرجون لله وقارًا، وإنما بَنَوْا أمرهم على البحث عن اللَّذَّة بأية صورةٍ وبأي شكل، بخلاف ديننا الذي فيه أنَّ حماية العورات والأعراض وصيانتها، والبُعد عن أسباب افتضاحها - مِن الضرورات التي لا بد مِن حمايتها.

وأنْقُل لك فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (19/ 366): "تصوير ما يَحْصُل مِن الزوجين عند المعاشرة الزوجية مُحَرَّمٌ شديد التحريم...، ولما يُفضي إليه تصوير المعاشرة الزوجية خصوصًا مِن المفاسد والشرور التي لا تَخْفى، مما لا يُقِرُّه شرْعٌ ولا عقلٌ ولا خُلُقٌ، فالواجبُ الابتعاد عن ذلك، والحِرْصُ على صيانة العِرْض والعَورات؛ فإنَّ ذلك من الإيمان واستقامة الفطرة، ومما يُحبه الله سبحانه".

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلّم.

وفقك الله لك خيرٍ.

خالد عبد المنعم الرفاعي

يعمل مفتيًا ومستشارًا شرعيًّا بموقع الألوكة، وموقع طريق الإسلام

  • 85
  • 19
  • 351,710

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً